عدم اتقانهم لغة البلاد الصعبة هي أحد أبرز مشاكلهم … أطباء سوريون في السويد يعملون حدادين وسائقي باصات!

عدم اتقانهم لغة البلاد الصعبة هي أحد أبرز مشاكلهم … أطباء سوريون في السويد يعملون حدادين وسائقي باصات!

أخبار سورية

الاثنين، ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٢

يعاني الأطباء السوريون اللاجئون في السويد صعوبات كبيرة لإيجاد عمل يتناسب مع خبرتهم في مهنتهم، جراء صعوبة تعلم اللغة السويدية، الأمر الذي دفع بهم إلى العمل في مهن صعبة جداً، لا يعمل فيها أبناء الدولة الإسكندنافية، مثل الحدادة وبيع موبايلات، وسائقي باصات.
وذكرت مواقع إلكترونية معارضة، أن الطبيب السوري المنحدر من مدينة حماة طلال المعلول (58 عاماً) واحد من الأطباء الذي أجبرتهم الظروف على العمل في مهنة صعبة جداً تسببت له بمشكلات صحية أدخلته إلى المشفى، مشيرة إلى أن المعلول لديه خبرة في عمله تمتد نحو عشرة أعوام قبل وصوله إلى السويد.
وأوضح المعلول، أنه خريج كلية ساراتف الطبية الحكومية الروسية وغادر سورية في شباط عام 2013 إلى دبي وبقي هناك 8 أشهر لكنه لم يحصل على تصريح الإقامة رغم أنه وجد عملاً في مستشفى روسي في الإمارات، ثم غادر في أيلول 2013 إلى تركيا وبقي فيها حتى نيسان 2014.
وبين أنه وصل في أيار 2014 إلى السويد وهو يقيم في بلدة فيلتي بروك القريبة من مدينة هالم ستاد في مقاطعة هالاند منذ عام 2015.
وعن الصعوبات التي يواجهها لممارسة عمله، أكد المعلول أن يتوجب أن عليه أن يتقن اللغة السويدية ويحصل على شهادة في المستوى الثالث «ساس» واللغة الإنكليزية المستوى السادس، إضافة إلى اجتياز امتحانات لعدة مواد علمية حتى يستطيع ممارسة عمله كطبيب.
وذكر المعلول الذي حصل على الجنسية السويدية قبل فترة، أن هناك ما يسمى «كورت فيجن» أو الطريق القصير ليستطيع ممارسة عمله لكنهم في بلدية فيلتي بروك لم يعرضوه عليه وعندما طلب منهم ذلك قالوا له لا يوجد لديهم هذا المسار في بلديتهم.
وأشار إلى أنه انتظر أكثر من تسعة أشهر بعد أن حصل على الإقامة السويدية ليبدأ في دراسة اللغة وبسبب صعوبة اللغة و«سوء معاملة» المعلمة له لم يستطع اجتياز المستوى C من المرحلة الأولى في تعلم اللغة.
وتتكون مراحل اللغة من ثلاث مراحل: المرحلة الأولى وهي محو الأمية وتتكون من (A – B – C – D) ومرحلة التعليم الأساسي وتتكون من 4 مستويات والمرحلة المتقدمة «ساس» وتتكون من 3 مستويات.
وبسبب تلك الصعوبات التحق المعلول بتدريب لمدة عام في مهنة «الحدادة واللحام» وبدأ في العمل بتلك المهنة بعد التحاقه في التدريب بخمسة أشهر.
وشكى المعلول من صعوبة عمله الجديد ووصفه بـ«القاسي جداً»، قائلا: «أصبت بانزلاق غضروفي وكنت أعاني حالة من الخدر من قدمي وبعد ذلك ذهبت إلى المستشفى حيث أجريت عملية تثبيـت فقـرات إضافـة إلى تركيب أربعة براغي وأخذت إجازة من عملي مدة 8 أشهر»، مؤكداً أنه على الرغم من صعوبة العمل إلا أنه يحصل على راتب قليل جداً لا يتناسب مع قساوة العمل وهو 1700 يورو في الشهر.
الصعوبات لم تدفع المعلول فقط للعمل بغير مهنته بلد دفعت أطباء آخرين لذلك لكنهم يرفضون ذكر أسمائهم بسبب «الخجل» ونظرة الآخرين لهم وخصوصاً من أقاربهم في سورية.
وأكد طبيب الأسنان السوري سامر (اسم مستعار) الذي يقيم في السويد منذ أكثر من سبعة أعوام وحصل على الجنسية مؤخراً، أنه اضطر أيضاً للعمل كسائق باص بعد أن حصل على تدريب لمدة عام للحصول على شهادة تؤهله للعمل في هذه المهنة.
أما الطبيب السوري النسائي «اختصاص توليد» محمد (اسم مستعار) فلم يستطع دخول سوق العمل لممارسة مهنته التي يحبها أيضاً.
وأوضح محمد الذي حصل على الجنسية السويدية قبل فترة، أنه يعمل حالياً في «محل اتصالات» يبيع فيها الموبايلات، مشيراً إلى أن العمل في مجال مهنته صعب جداً.