إدارة أردوغان تصر على تنفيذ عدوانها رغم معارضة موسكو وواشنطن

إدارة أردوغان تصر على تنفيذ عدوانها رغم معارضة موسكو وواشنطن

أخبار سورية

الأحد، ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٢

تصر الإدارة التركية برئاسة رجب طيب أردوغان على تنفيذ عدوان بري في شمال سورية في إطار ما سمته عملية «المخلب- السيف»، التي بدأتها قبل أسبوع جوياً، على الرغم من معارضة الدولتين الفاعلتين في الملف السوري الولايات المتحدة وروسيا للعملية، التي تستهدف فرض حزام أمني جنوب تركيا في مناطق شمال وشمال شرق سورية التي تهيمن عليها ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد».
 
وبدا من تصريحات المسؤولين الأتراك الأخيرة، وفي مقدمتهم أردوغان، أن العدوان البري ضد الأراضي السورية قائم لا محالة وأن المسألة مسألة وقت للبدء بساعة الصفر، في ظل استمرار القصف الجوي والمدفعي الممنهج ضد أهداف «قسد»، وخصوصاً في ريف حلب الشمالي المهدد بالغزو، ولاسيما منطقة عين العرب الواقعة في قلب العاصفة، والتي يبدو أن الأنظار تتجه إليها للبدء بالعدوان إلى جانب تل رفعت ومنبج غرب نهر الفرات.
 
وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، شدد في تصريح صحفي أمس حسب وسائل إعلام تركية، على أن جيش احتلاله «سينفذ عملية برية في ‎سورية في أقرب وقت ممكن»، وأضاف: «على الرغم من التحذيرات الأميركية سنواصل عمليتنا، ولم نتلق الدعم المطلوب من ‎روسيا والولايات المتحدة فيما يتعلق بالعملية الجوية، كذلك رصدنا موقفاً أميركياً متناقضاً بشأن مخاوفنا الأمنية».
 
وأول من أمس كان لافتاً في تصريح أردوغان بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، قوله «سننجز هذه (المنطقة- الحزام الأمني) على طول حدودنا بأكملها من الغرب إلى الشرق في أقرب وقت ممكن»، وذلك بعد أن حدد الأربعاء الفائت في اجتماع للكتلة البرلمانية في حزبه الحاكم «العدالة والتنمية» في البرلمان التركي قوله «سنحل المشكلات بدءاً من عين العرب، وتل رفعت، ومنبج بشكل رئيسي، خطوة بخطوة»، وهي أول مرة يسمي فيها أردوغان عين العرب صراحة في أجندته الاستعمارية بعد أن حدد سابقاً تل رفعت ومنبج كأولوية بعد تهديده بتنفيذ عدوان داخل الشريط الحدودي السوري في أيار الماضي.
 
ورأت مصادر مراقبة لسياسة إدارة أردوغان في سورية، أن تلك الإدارة ماضية لا محالة في مخططها لاحتلال أراضٍ سورية جديدة بمعزل عن موقف واشنطن وموسكو، والذي وصفوه بالمتناقض و»المتراخي» حيال شنه عدواناً برياً لاقتطاع المناطق سابقة الذكر، في انتظار تهيئة الظروف الملائمة لذلك عسكرياً وسياسياً، وأشارت إلى أنه عازم على اقتناص فرصة التفجير الذي طال إسطنبول في ٣ الشهر الماضي، والتي قد لا تتكرر، لتحقيق أجندته الاستعمارية على حساب الأراضي السورية.
 
وتوقعت المصادر لـ«الوطن»، أن تنفذ إدارة أردوغان عملية عسكرية سريعة وغير متدحرجة وعلى نطاق ضيق بعد إتاحة المجال خلال الأيام القادمة لمزيد من الضربات الجوية لإضعاف «قسد» عن طريق ضرب خطوط الإمداد والتمويل قبل الغزو البري المرتقب.
 
وبمعزل عن المسار الزمني للعدوان البري المحتمل، رأت المصادر أن منطقة عين العرب مرشحة لتكون أولى مناطق غزو جيش الاحتلال التركي، نظراً لموقعها الجغرافي المميز الذي يربط مدينة إعزاز بباقي المناطق التي يحتلها الجيش التركي غرب وشرق الفرات، بخلاف ما ترى «قسد بأن المنطقة ستدفع بالولايات المتحدة والدول الأوروبية للضغط على الإدارة التركية بسبب رمزيتها المتأتية من سيطرة تنظيم داعش عليها وطرده منها.
 
على خطٍّ موازٍ كشفت صحيفة «يني شفق» التركية، وفق الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» أن العدوان البري لقوات الاحتلال التركي في سورية سيبدأ في أقرب وقت ممكن، مشيرة إلى أنها استندت في معلوماتها هذه إلى تقرير لوزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، قدمه خلال اجتماع مغلق للحزب الحاكم.
 
ولفتت الصحيفة إلى عدم دعم موسكو وواشنطن العدوان الجوي على الأراضي السورية، وقالت إنه لم يكن بالإمكان الحصول على الدعم المطلوب من كل من روسيا والولايات المتحدة فيما يتعلق بعملية «المخلب-السيف» الجوية في شمال سورية، ولكن رغم ذلك، فإن العملية «جرت وكانت ناجحة»، منتقدة موقف أميركا «المنافق».
 
ومع انخفاض وتيرة غارات الاحتلال التركي على مناطق شمال شرق سورية، واصلت روسيا وإيران وأميركا، الإعراب عن تخوفها من عملية عسكرية تركية في سورية، إلى جانب استمرار ورود معلومات عن لقاءات ومحادثات تتعلق بمصير هذه العملية، وذلك وفق ما ذكر موقع «أثر برس» الإلكتروني.
 
ونقل الموقع عن ممثل الولايات المتحدة في مناطق سيطرة ميليشيات «قسد» أن «واشنطن تعارض بشدة التحرك العسكري الذي يزيد من زعزعة استقرار حياة المجتمعات والأسر في سورية، ونريد نزع فتيل التصعيد فوراً»، مضيفاً إن «التطورات خطيرة خطر غير مقبول ونحن قلقون للغاية»، لافتاً إلى أن الغارات تعرض أيضاً أفراد جيش الاحتلال الأميركي للخطر.
 
بدوره كشف موقع «ميدل إيست أي» البريطاني عن مصادر وصفها بـ«المطلعة» تأكيدها أن هناك مباحثات بين مسؤولين أتراك وروس بشأن تهديدات الإدارة التركية بشن عدوان على شمال سورية في الأسابيع المقبلة.
 
في الأثناء، نقلت وكالة «نورث برس» الكردية عن متزعم ميليشيات «قسد»، مظلوم عبدي، قوله خلال مؤتمر صحفي: إن «تركيا تتحضر لشن هجوم على عين العرب ومنبج وتل رفعت» مضيفاً: إن أميركا وروسيا تعارضان الهجوم التركي وهي «مواقف جيدة، لكن المواقف الدولية يجب أن تكون أقوى لأن تركيا مصممة على الهجوم».
 
وطالب عبدي الإدارة الأميركية بفرض عقوبات على تركيا بعد شنها هذه الهجمات وخرقها لاتفاقية وقف إطلاق النار، مجدداً التأكيد على أنه «لا علاقة لنا بتفجير إسطنبول ونطالب بلجنة تحقيق دولية لتقصي الحقيقة».