أرقام وتكاليف تهدد بانهيار قطاع الدواجن.. وبلاستيك ودواليب قديمة لتدفئة المداجن!

أرقام وتكاليف تهدد بانهيار قطاع الدواجن.. وبلاستيك ودواليب قديمة لتدفئة المداجن!

أخبار سورية

السبت، ١٩ نوفمبر ٢٠٢٢

 ريم ربيع
لا يبدو أن استقرار قطاع الدواجن خلال الفترة المقبلة سيكون متاحاً مع تقلبات الأسعار واحتكار الأعلاف وغلائها، وبدء انخفاض درجات الحرارة التي تعلن موسم الخسائر وصعوبة تأمين التدفئة في ظلّ شح المحروقات، فضلاً عن غياب أية حلول تنقذ القطاع قبل انهياره، حيث يؤكد المربون والعاملون في القطاع أن الأسعار وصلت إلى مستويات قياسية ولا تزال مهيأة للارتفاع المستمر طالما لم تعالج مشكلات القطاع، إذ أن تأمين المحروقات لتدفئة المداجن والمزارع لا تزال العقدة التي لم تجد حلاً حتى الآن، وذلك رغم الاجتماعات والوعود واللقاءات التي لم تثمر سوى “بيع الحكي”، حيث يتخوّف المربون اليوم من مصير القطعان مع بداية الشتاء وشحّ المحروقات، ويتجه الكثير منهم، وفقاً لرئيس لجنة دواجن طرطوس شعبان محفوض، لحرق دواليب مستعملة أو تمز الزيتون أو الحطب للترقيع بأية وسيلة، فالمنشآت التي تحتاج 500 ليتر مازوت يومياً، أي 15 ألف ليتر شهرياً، لا تحصل إلاَّ على 5000 ليتر بالشهر.
وبيّن محفوض أن وضع القطاع كارثي للمربي والمنتج وحتى المستهلك، فتكلفة الفروج بالمزرعة 11 ألف ليرة للكيلوغرام، وتكلفة صحن البيض 15-16 ألف ليرة، والرقم قابل للزيادة مع بدء استخدام المحروقات والارتفاع الكبير والمفاجئ بسعر الأعلاف، حيث ارتفع سعر طن الصويا فجأة من 3.8 ملايين ليرة لـ5.2 ملايين، وهو بمفرده كفيل بالتسبّب بخسائر كبيرة وارتفاع بالأسعار، فضلاً عن تذبذب سعر الصرف المؤثر على كلّ العملية الإنتاجية، موضحاً أنه لم يتمّ توزيع أعلاف منذ 3 أشهر، وإن وزع فبنسبة لا تتجاوز 10% من الحاجة.
من جهته كشف عضو لجنة مربي الدواجن في اتحاد غرف الزراعة أنس قصار، عن أن واقع التدفئة هذا العام أسوأ من قبل، حيث ألغي توزيع المازوت الزراعي بمحافظة ريف دمشق، والذي كان يباع بـ550 ليرة لليتر، واستبدل بالصناعي بثمن 2500 ليرة لليتر، علماً أن بعض المحافظات لا تزال تأخذ “زراعي”، مؤكداً أنه لا أحد يحصل على كامل حاجته والتوزيع يتمّ بشكل مزاجي بدون قاعدة منطقية، مما دفع المربين للشراء من السوق السوداء بـ7500 ليرة.
وفيما طرح خلال اجتماعات عدة مع وزير التجارة الداخلية في العام الماضي تأمين الفحم النفطي للمربين، بيّن قصار أنه لم يتمّ تأمينه أبداً، حيث ينتج الفحم النفطي بمصفاة حمص ولا يوجد كميات كبيرة من النفط الخام لتكريره، مشيراً إلى لجوء المربين لاستخدام تمز الزيتون الذي ارتفع ثمنه بدوره من 200 ليرة للكيلو إلى 1200 ليرة، بينما يلجأ القسم الآخر لوضع بلاستيك مذاب في المدافئ مما يشكل خطراً على البيئة وعلى المزارع والصيصان.
وبالنسبة للأعلاف بيّن قصار أن سعر كيلو الصويا 5000 ليرة، وكيلو الذرة البلدية -التي لم تستلمها مؤسّسة الأعلاف لغياب المجففات- يشتريها المربي من الفلاح بـ2000 ليرة وهي مجفّفة على طرقات الزفت، وقد تتسبّب بفطريات إن تعرضت لأي بلل، أما الأجنبية فتباع بـ2500 ليرة للكيلو غرام.
واستغرب قصار أن تطال الرقابة وتسعيرة الفروج والبيض المربي والتاجر، فيما لا يوجد أية رقابة على مدخلات الإنتاج بالكامل.
البعث