توقعات بإنتاج أكثر من 210 ألف طن زيتون في اللاذقية وتحذيرات من خطورة النفايات السامة

توقعات بإنتاج أكثر من 210 ألف طن زيتون في اللاذقية وتحذيرات من خطورة النفايات السامة

أخبار سورية

الأربعاء، ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٢

 مروان حويجة 
تضع الزيادة الإنتاجية المنتظرة وغير المسبوقة لمحصول الزيتون في محافظة اللاذقية هذا الموسم جميع الجهات ذات العلاقة، إنتاجاً وتصنيعاً وتسويقاً، أمام مسؤولياتها وواجباتها لضمان سلامة وانسيابية تصريف وتصنيع الكميات الوفيرة دون أية منعكسات بيئية وتسويقية غير مدروسة، لأنه – للأسف – اعتدنا أن تربكنا الوفرة الإنتاجية كما الندرة، إن لم نتخذ الإجراءات التي تكفل تنظيم أسواق التصريف وضبط آلية عمل المعاصر على عقرب السلامة البيئية.
 
مياه الجفت 
 
ولا شكّ أن وفرة الإنتاج تعني وفرة في إنتاج الزيت، وبالنتيجة كثرة الفضلات الناتجة عن العصر.. وهنا يحذر الدكتور نبيل أبو كف، نائب عميد كلية الزراعة بجامعة تشرين، من خطورة المياه العادمة، أو ما يُسمّى بـ “مياه الجفت” الناتجة عن استخلاص الزيت، مشدداً على ضرورة التقيّد بالشروط البيئية لحماية المصادر المائية الجوفية والسطحية من التلوث، من خلال التأكيد على أصحاب المعاصر عدم تجميع مياه الجفت في مكان واحد.
 
وأوضح أبو كف أنّ الفضلات السائلة الناتجة عن إنتاج زيت الزيتون تتميّز بنسبة عالية من السميّة النباتية والميكروبات، ويرجع ذلك إلى الفينولات، وهي مركبات بلورية سامة وحارقة من الممكن أن تؤدي إلى أضرار بيئية خطيرة ومقلقة ما لم يتمّ التخلص منها بشكل صحيح، معرباً عن أسفه من رمي النفايات السائلة في مياه الأنهار والبحيرات، والخطورة هنا – كما يقول – تكمن بإعادة استخدامها بسقاية المزروعات عدا عن أثرها المخيف في تلوث المياه الجوفية، مما يؤدي إلى تناقص أعداد النباتات المائية والأسماك وغيرها من الحيوانات بسبب النمو المفرط للطحالب وتحللها.
 
وبيّن أبو كف أن اختلاط كمية صغيرة من المخلفات السائلة لمعاصر الزيتون مع المياه الجوفية يمكن أن يتسبّب بإحداث تلوث كبير لمصادر مياه الشرب. وتعدّ المشكلة أكثر خطورة إذا تمّ استخدام الكلور لتطهير المياه، حيث يتفاعل الكلور مع الفينول مشكّلاً الكلوروفينول الذي يعتبر أشدّ خطورة على صحة الإنسان من الفينول.
 
أكثر الحلول شيوعاً
 
وعن الحلول، أكد الدكتور أبو كف أنّ الأبحاث لم تتمكّن من اكتشاف حلّ مجدٍ تقنياً ومقبول اقتصادياً واجتماعياً للتخلص من مخلفات الزيتون، ومن أكثر الحلول شيوعاً لغاية الآن – حسب قوله – هي استراتيجيات إزالة السموم، وتعديل نظام الإنتاج، وإعادة تدوير المكوّنات ذات القيمة العالية، حيث اكتسبت تلك الحلول شعبية لقدرتها على خفض التلوث وتحويل النفايات إلى منتجات قيّمة، كاستخدامها على سبيل لمكافحة الأعشاب الضارة، كبديل للمواد الكيميائية الضارة.
 
يأملون الاهتمام 
 
ومن خلال لقاءات مطولة مع عدد من المزارعين، تمحورت مطالبهم حول ضرورة أن يلقى الموسم اهتماماً ودعماً فعلياً وليس كلامياً من المؤسّسات المعنية بمتابعة محصول الزيتون، داعين إلى تأمين الاحتياجات والمستلزمات الضرورية لخدمة المحصول، ولاسيما تكاليف الإنتاج المتضاعفة تباعاً من أسمدة ومحروقات للحراثة والنقل، وتقديم التسهيلات بما ينعكس على مردود المزارع والقدرة الشرائية للمستهلك، حيث وصل سعر الـ 20 لتراً إلى 300 ألف ليرة، وهو بلا شك رقم كبير لا يتناسب مع أصحاب الدخل المحدود.
 
رئيسُ اتحاد فلاحي المحافظة، أديب محفوض، أكد أحقية مطالب المزارعين وضرورة تقديم الدعم المستمر لهم من أجل المحافظة على استمرار هذه الزراعة، مشيراً إلى أنّ مجمل الاحتياجات والمطالب تمّ طرحها مع الجهات المعنية في المحافظة ووزارة الزراعة لأجل تلبيتها بشكل مريح لمزارعي الزيتون الذي يعتبر مورد الرزق الوحيد لهم.
 
الموسم وفير
 
مديرُ زراعة اللاذقية، المهندس باسم دوبا، بيّن أن حجم الإنتاج في المحافظة هذا الموسم كبير جداً، ولم يسجّل مثله منذ سنوات، حيث تتوقع المديرية أن يزيد الإنتاج عن 210 ألف طن، ناتجة عن مساحة مزروعة تزيد عن 45 ألف هكتار يعمل بها نحو 57 أسرة. وشدّد مدير الزراعة على الشروط الواجب اتباعها من قبل المعاصر واللجان المعنية بالرقابة للخروج بآلية عمل مثالية، مشيراً إلى ضرورة توعية المزارعين بعدم وضع الزيتون بأكياس من النايلون لفترات طويلة، وذلك من أجل الحصول على نوعية زيت جيدة.
 
غرامات مالية 
 
بدوره، أكد مدير البيئة في اللاذقية، المهندس وائل جديد، على التزام الضوابط البيئية من خلال قانون البيئة وما يفرضه من غرامات مالية كبيرة على المخالفين، مع مضاعفة الغرامة عند التكرار إلى جانب الإغلاق.
 
ووفق ما حدّدته وزارة الزراعة، يبدأ موسم قطاف الزيتون في اللاذقية في الأول من تشرين الأول، وحدّدت موعد تشغيل المعاصر قبل أسبوع من موعد القطاف لإتمام عمليات الصيانة والتجريب بشكل جيد، مع مراعاة مواصفات نضج الثمار وعدم التبكير بالقطاف لأي سبب كان لضمان الحصول على مردود جيّد من الزيت بمواصفات وجودة عالية معروف بها الزيت السوري.
 
يُشار إلى أن سبل التعاطي مع الزيادة الإنتاجية اللافتة استحوذت على لقاء تفصيلي حواري بين وزير الزراعة حسان قطنا والمعنيين للبحث في سبل تطوير إنتاج الزيتون وتصنيعه وتسويقه، إضافة إلى لقاءات تتبع على مستوى المحافظة لأجل اعتماد آليات عمل بيئية محدّدة وضوابط تشغيلية للمعاصر.
البعث