ثلاثة تطورات سياسية وعسكرية في سورية بعد قمة طهران

ثلاثة تطورات سياسية وعسكرية في سورية بعد قمة طهران

أخبار سورية

السبت، ٣٠ يوليو ٢٠٢٢

بعد عشرة أيام من انعقاد القمة الثلاثية في طهران، والتي جمعت قادة تركيا وروسيا وإيران، ظهرت تطورات جديدة في الملف السوري، سواء كانت عسكرية أو سياسية، وأثارت تساؤلاتٍ مستقبلية حيال إمكانية تطورها مستقبلاً.
القمة الثلاثية أعادت كنظيراتها سابقاً ضرورة التوصل إلى حل سياسي، إلا أنه بدا واضحاً الخلاف على بعض النقاط، وخاصة فيما يتعلق بالعملية العسكرية التي تهدد تركيا بشنها في الشمال السوري، والتي تحدثت تحليلاتٌ عن أن محادثات قمة طهران ربما أدت لكبحها حالياً.
ورغم أن معظم تصريحات الدول الثلاث بعد انتهاء القمة بدت عمومية، إلا أن مؤشرات ومتغيرات ظهرت خلال الأيام الماضية، التي أعقبت القمة.
المسيرات التركية
المتغير الأول، كان على الصعيد العسكري في شمال سورية، إذ صعّدت تركيا من استهداف مقاتلين وقادة لـ”قوات سوريا الديمقراطية” عبر الطائرات المسيرة.
وآخر استهداف كان، اليوم الخميس، إذ أعلنت “قوى الأمن الداخلي” (الأسايش) في بيان، مقتل أربعة عناصر باستهداف طائرة مسيرة تركية، سيارة جنوب بلدة عين عيسى بالقرب من مخيم تل السمن.
كما أعلنت “قوات سوريا الديمقراطية”، امس، مقتل ثلاثة من عناصرها بقصف تركي في عين عيسى.
كما استهدفت المسيرات التركية، الأحد الماضي، 3 قياديات من “قسد” و”وحدات حماية المرأة”، ما أسفر عن مقتلهن على الفور، على الطريق الواصل بين القامشلي والقحطانية.
والقياديات هنّ: قائدة وحدات مكافحة الإرهاب سلوى يوسف (جيان)، القيادية في وحدات حماية الشَّعب (YPJ) جوانا حسّو (روج خابور) والتي تنحدر من مدينة الدرباسية شمالي الحسكة، المقاتلة في وحدات “مكافحة الإرهاب” رُها بشّار (بارين بوطان) المنحدرة من عفرين بريف حلب الشمالي.
وقبل هذه الحادثة أعلنت تركيا مقتل “قائد العمليات العسكرية في عين العرب”، شاهين تيكين تانجاك الملقب بـ”كيندال أرمينيان”، وذلك بعد استهدافه أيضاً بطائرة مسيّرة.
وتسبب الطائرات المسيرة التركية قلقاً لقوات “قسد” في شمال سورية، بسبب عدم القدرة على مواجهتها.
وتعليقاً على التصعيد التركي، اعتبر قائد “قوات سوريا الديمقراطية”، مظلوم عبدي، أن “كثافة هجمات الطائرات المسيرة التركية ازدادت، وباتت تستهدف مجتمع شمال شرقي سورية ومؤسساته العاملة على استقرار المنطقة”.
وقال عبدي، عبر حسابه في “تويتر”، إن الطائرات المسيرة التركية استهدفت منذ 20 من الشهر الحالي “9 مقاتلين من قسد و٤ أعضاء للأمن الداخلي و13 مدنياً”.
تصريح غير مسبوق
سياسياً، قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، في مقابلة مع قناة “تي في 100” التركية، إن بلاده أجرت محادثات مع إيران بخصوص إخراج “الإرهابيين” من المنطقة.
وأضاف:”سنقدم كل أنواع الدعم السياسي لعمل الجيش (السوري) في هذا الصدد”،
واعتبر أوغلو أنه “من الحق الطبيعي للجيش السوري أن يزيل التنظيم الإرهابي من أراضيه، لكن ليس من الصواب أن يرى المعارضة المعتدلة إرهابيين”.
ولم يصدر أي ردة فعل من قبل دمشق حول التصريح التركي، حتى عصر اليوم الخميس.
وكانت تركيا أعلنت سابقاً تواصلها مع دمشق على الصعيد الاستخباراتي فقط، أما على الصعيد السياسي فقد أكدت مراراً عدم حصول ذلك.
وتلعب إيران منذ أسابيع دوراً في الوساطة بين تركيا وسوريا، وهو ما أعلن عنه وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، الذي زار تركيا ودمشق مطلع الشهر الحالي.
وقال عبد اللهيان إن جانباً من زيارته إلى سورية، يأتي بهدف “التمكن من المضي بخطوات في مسار إحلال السلام والأمن في المنطقة بين سورية وتركيا، باعتبارهما دولتين تربطهما علاقات مهمة مع إيران”.
قمة سوتشي
ورغم أهمية القمة الثلاثية التي عقدت في طهران، إلا أن الأنظار تتجه إلى مدينة سوتشي في روسيا، في الخامس من الشهر المقبل، والتي تستضيف قمة ثنائية بين الرئيسين التركي، رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين.
وستناقش القمة موضوعات مكافحة “الإرهاب” في سورية، إلى جانب العملية العسكرية التركية المحتملة شمال سورية، والتي ستكون على رأس جدول الأعمال، حسب ما ذكرت صحيفة “ملييت” التركية.
وتأتي أهمية اللقاء على اعتبار أن كل الاتفاقيات المهمة فيما يخص الملف السوري، خلال الأعوام الماضية، كانت تتم بين الرئيسين في روسيا.
وكان الاتفاق الأول في 17 من أيلول/ سبتمبر 2018 فيما يعرف “اتفاق إدلب”، ونص حينها على إنشاء منطقة منزوعة السلاح وتسيير دوريات مشتركة وفتح الطرقات الدولية في شمال غربي سورية.
وبعد شن تركيا عملية “نبع السلام” في 2019، التقى الرئيسيان في سوتشي مجدداً، واتفقا على إيقاف العملية التركية، مقابل انسحاب “قسد” عن الحدود التركية بعمق 32 كيلومتراً وتسيير دوريات مشتركة.
كما فتح الاتفاق للجيش السوري، الدخول إلى مناطق حدودية تحت مسمى حرس الحدود، إذ نص الاتفاق على “دخول الشرطة العسكرية الروسية وحرس الحدود السوري إلى الجانب السوري من الحدود السورية التركية، خارج منطقة عملية نبع السلام، بغية تسهيل إخراج عناصر “ي ب ك” وأسلحتهم حتى عمق 30 كم من الحدود السورية التركية”.
وعقب القمة قال أردوغان إن “روسيا تواصل الحديث عن رغبتها بإجراء الاتصالات بين وزارات الخارجية والدفاع وأجهزة الأمن التركية ونظيراتها السورية، وهي حالياً في الأجندة وحدثت هناك نتائج إيجابية بالتواصل عبر روسيا، وستتم مواصلة التعامل مع الأمر في المرحلة المقبلة بنفس الطريقة”.
أما الاتفاق الثالث بين أردوغان وبوتين فقد تم التوصل إليه أيضاً في روسيا، بداية مارس/آذار 2020، بعد الهجوم السوري بدعم روسي على إدلب والسيطرة على مساحات واسعة.
وتفاهم الزعيمان على “وقف إطلاق النار، وإقامة ممر أمني على بعد ستة كيلومترات شمال وستة كيلومترات جنوب الطريق الدولي السريع الرئيسي في إدلب، وتسيير دويات مشتركة”.