سياراتنا تسير بزيوت بعضها سيئ جداً … مدير معمل الزيوت: قبل الأزمة استهلاك سورية 140 ألف طن سنوياً وحالياً 60 ألف

سياراتنا تسير بزيوت بعضها سيئ جداً … مدير معمل الزيوت: قبل الأزمة استهلاك سورية 140 ألف طن سنوياً وحالياً 60 ألف

أخبار سورية

الثلاثاء، ٢٦ يوليو ٢٠٢٢

طلال ماضي
إعادة تدوير زيوت السيارات المستعملة وصفها المتخصصون بالمشروع الاقتصادي الأهم، لكن وبالتوازي مع المنشآت الصناعية التي تأسست للعمل في مجال إعادة تدوير الزيوت المستعملة في استخدامات مختلفة، وتقوم بشراء زيوت السيارات المستخدمة، ظهرت مصانع مجهولة تعمل في الظل تستغل حالة الأزمة وتحقق مكاسب طائلة وتطرح منتجات سيئة تضر بآليات المواطنين.
مدير معمل مزج الزيوت المعدنية الدكتور صبحي حسن، أكد وجود فوضى في سوق زيوت السيارات، والمطروح منها بالأسواق جزء منه جيد لكنه ليس كثيراً، والجزء الكبير غير جيد ومنه سيئ جداً وهذا ما يؤذي السيارات والمواطن واقتصاد البلد.
وبين حسن أن سورية كانت تستهلك قبل الأزمة بحدود 140 ألف طن سنوياً من زيوت المحركات، وبسبب أزمة الوقود تراجع الاستهلاك إلى 60 ألف طن سنوياً، ويمكن اعتبار أن 80 بالمئة من استهلاك سورية من الزيوت مكررة، وهناك العديد من المعامل في سورية تعمل على إعادة تدوير زيوت المحركات.
وأشار حسن إلى أنه توجد طريقتان لإعادة تكرير الزيوت المستخدمة والدول العالمية تستخدمها وتدخل في 4 مراحل، من عملية التكرير حتى تصل إلى 99 بالمئة من زيوت البكر الأساس، وهناك معامل تجارية في سورية تخلص الزيت من اللون الأسود، وبعض الشوائب الميكانيكية وبقايا المعادن، وهناك طرق بدائية تستخدم نوع من (الترقاية البيدونية) وإزالة اللون وعملية تصفية بسيطة تكون حالتها الفنية رديئة جداً، وهذه المواد سيئة ورديئة ولا يمكن أن تحقق مواصفات جيدة.
وأوضح حسن أن صناعة إعادة تكرير الزيوت المستعملة لها قيمة مضافة وتعمل على تشغيل معامل الكرتون والحديد والعمال، ولها سلسلة من القيم المضافة وحتى نكون مع هذه القيم المضافة بهرمية صحيحة يجب أن تكون صناعتنا لها صحيحة.
واعتبر حسن أن تطوير هذه الصناعة بحاجة إلى نظم وقالب معين في تحقيق الجودة، وهناك شروط تكنولوجية لا يمكن إعادة تكرير الزيوت إذا لم تتحقق، والمعمل الذي يقوم بإعادة تدوير الزيوت له شروط معينة دقيقة جداً وهيكلية صناعية والاستفادة من التكنولوجيا الموجودة في الخارج، وليس عبر اجتهاد تكنولوجيا غير مبنية على أسس علمية وفنية دقيقة.
وحول إمكانية ضبط الفوضى في سوق الزيوت أكد حسن أن هناك دوراً لمعمل الزيوت وللتموين بمراقبة المنتجات المطروحة في الأسواق، ونحن نراقب وقمنا بجولات لجميع المعامل تقريباً وقطفنا عينات وقمنا بتحليلها وخالفنا بعض المعامل مخالفات شديدة، وتم إرسال التقييم إلى وزارة النفط ورئاسة مجلس الوزراء وهو باهتمام بالغ، ويجب تفعيل الدور الرقابي أكثر بشكل حازم وتضييق الخناق على الفوضى في الأسواق.
وبين محمد ربيع حريتان صاحب معمل لإعادة تدوير زيوت السيارات أن الهدف من إعادة تدوير الزيوت الحفاظ على البيئة وعدم طرحها في التربة والصرف الصحي، ويتم تكريرها بطرق فنية لا تؤثر في البيئة، وبعض الزيوت تستخدم مرة ثانية في الشحوم والتزييت الخارجي.
وأشار حريتان إلى أن الزيوت المستعملة للمحركات مستوردة من الخارج توضع لها إضافات وتحلل ضمن شروط ومواصفات والزيوت الأخرى تتم معالجتها بتقنية تفيد البيئة.
ومن الصعوبات أمام هذه الصناعة – حسب حريتان – تأمين المواد الأولية والمعدات بسبب الحصار الخارجي، وبعض زيوت الأساس تأتي عن طريق الاستيراد وضمن أفضل المواصفات العالمية والزيوت المستعملة تباع حصراً للمعامل المرخصة.
الوطن