الشمال السوري على وقع طبول حرب أردوغان

الشمال السوري على وقع طبول حرب أردوغان

أخبار سورية

الاثنين، ١٨ يوليو ٢٠٢٢

واصل الجيش العربي السوري تعزيز وتوسيع نقاط انتشاره في ريفي حلب الشمالي والشمالي الشرقي، واستقدم تعزيزات عسكرية جديدة إلى محيط منبج، ضمن خططه لاستكمال إغلاق جبهات القتال في وجه جيش الاحتلال التركي ومرتزقته لمواجهة أي عدوان باتجاه تل رفعت ومنبج اللتين حددهما رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان هدفاً لعدوانه بعد عيد الأضحى.
ويبدو أن تعزيزات الجيش أربكت النظام التركي ومرتزقته وجعلته يتردد في تحديد موعد إطلاق عدوانه الجديد.
وتسارع إيقاع قرع طبول الحرب التي يهدد نظام أردوغان بشنها على الشمال السوري مع استقدامه حشوداً من جيش احتلاله ومرتزقته التي يسميها «الجيش الوطني» إلى خطوط جبهات المنطقتين لاغتصابهما وإقامة ما يسميه «المنطقة الآمنة» المزعومة بعمق ٣٠ كيلو متراً داخل الأراضي السورية، كمرحلة أولى.
وفي موازاة التحركات العسكرية التركية والاستعدادات لمعركة أردوغان، تتجه الأنظار إلى قمة ضامني مسار «أستانا»، روسيا وإيران وتركيا، في العاصمة الإيرانية طهران المرتقبة غداً الثلاثاء، لمعرفة خيارات الضامنين لوقف إطلاق النار وتوافقهم على الخروج من المأزق الذي حشر أردوغان نفسه والمنطقة فيه.
ورأى مراقبون للوضع في شمال وشمال شرق سورية، في تصريحات لـ«الوطن»، أن إيجاد تسوية طويلة الأمد في المنطقة الملتهبة بوعيد النظام التركي وقعقة سلاحه فيها ومطامعه بها، رهن بإيجاد حلول لدرء العدوان التركي، ومنها مد الحكومة السورية سيطرتها العسكرية والإدارية على تلك المناطق عبر تسلمها من ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد».
واعتبر المراقبون، أن الكرة باتت في ملعب «قسد» مع ضيق أفق التوصل لحلول أمام ذرائع النظام التركي لاغتصاب مناطق حدودية سورية جديدة، وأشاروا إلى أن تمركز الجيش العربي السوري على خطوط تماس جبهات القتال جاء من باب تلبية نداء الواجب للدفاع عن أي أرض سورية في وجه أطماع أي احتلال بها، لكن ذلك لا يكفي إذا لم يبادر متزعمو «قسد» إلى تقديم تنازلات عسكرية وإدارية جوهرية إلى دمشق، وبأسرع وقت ممكن، وإلا فالأمور تتجه نحو استنساخ سيناريو عفرين التي احتلها نظام أردوغان في آذار ٢٠١٨.
على الأرض، تابع الجيش العربي السوري، وبـ«تفاهمات» مع «قسد» رعتها روسية، تعزيز قواته بالقرب من خطوط تماس الجبهات في منطقة منبج، بعد أن سد ثغرات جبهات ريف حلب الشمالي وجبهات عين عيسى بريف الرقة الشمالي وتل تمر شمال غرب الحسكة في الأيام الماضية.
وكشفت مصادر محلية في منبج لـ«الوطن»، أن الجيش العربي السوري استقدم أمس مئات الجنود مع أسلحة ثقيلة من خلال معبر التايهة إلى ريف منبج الغربي على طول خط تماس نهر الساجور، الذي يفصل المنطقة عن مناطق هيمنة جيش الاحتلال التركي ومرتزقته.
في الغضون، بينت مصادر معارضة، أن القوات الروسية تعتزم تعزيز وجودها العسكري في منبج بعد أن استقدمت عناصر وآليات عسكرية وعتاداً ميدانياً إلى قاعدة تل السمن شمال الرقة في طريقها إلى خطوط تماس منبج عبر عين عيسى فصرين في عين العرب، التي عزز الجيش العربي السوري والقوات الروسية وجودهما فيها.
على خطٍّ موازٍ، ذكرت مصادر ميدانية، وفق موقع «أثر برس» الإلكتروني، أن تحركات الجيش الأخيرة في شمال شرق حلب، انعكست بشكل مباشر على أوساط مرتزقة الاحتلال التركي. وكشفت المصادر أن الاجتماع الذي عقدته مخابرات النظام التركي مع متزعمي المرتزقة داخل الأراضي التركية أول من أمس، بهدف مناقشة موعد انطلاق العدوان على شمال سورية، لم يُفض إلى أي نتيجة تُذكر، حيث قرر المشاركون في الاجتماع عقد جلسة ثانية لدراسة أبعاد المستجدات الأخيرة.
ووفقاً للمصادر، فإن متزعمي المرتزقة أبدوا انزعاجهم من تردد النظام التركي الواضح حول إطلاق العدوان، والذي ظهر جلياً بعد التحركات التي نفذها الجيش العربي السوري مؤخراً، تزامناً مع تعزيزه لعدد وعتاد قواته المتمركزة منذ أكثر من عام، في مدينة تل رفعت والقرى المجاورة لها بريف حلب الشمالي الغربي.
في ريف حلب الشمالي الأوسط، وحسب قول مصادر أهلية لـ«الوطن»، رد الجيش العربي السوري على استهداف وحداته المتمركزة في مرعناز من قبل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته من قاعدة كلجبرين شمال مدينة مارع، ما أدى إلى وقوع قذائف داخل سور القاعدة من دون معرفة الأضرار المادية والبشرية التي ألحقتها بجيش الاحتلال.
وأما في ريف حلب الغربي، فقد ذكرت مصادر محلية لـ«الوطن» بأن الجيش العربي السوري استهدف مصادر إطلاق النار في محاور الهباطة وتديل وكفرتعال ومكلبيس والفوج ١١١، إثر إطلاق قذائف مدفعية وصاروخية باتجاه نقاط تمركزه غرب حلب، وكبد مسلحي تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي خسائر بشرية ومادية كبيرة.
كما لقي عدد من مسلحي «النصرة» أمس، ضمن ما يعرف بغرفة عمليات «الفتح المبين» حتفهم خلال دك معاقلهم وتحصيناتهم من قبل الجيش العربي السوري في محيط بلدات سفوهن وفطيرة وبينين وكنصفرة في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، بعد خرقهم لوقف إطلاق النار ساري المفعول منذ آذار ٢٠٢٠، وذلك وفق قول مصادر محلية في جبل الزاوية لـ«الوطن».
إلى البادية الشرقية، حيث بيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الوحدات المشتركة من الجيش والقوات الرديفة، اشتبكت أمس مع خلايا من تنظيم داعش الإرهابي في بادية السخنة بريف حمص الشرقي، وخاضت اشتباكات ضارية مع الدواعش في بادية دير الزور.
وأوضح المصدر، أن عمليات الجيش البرية تتركز في عدة قطاعـات من الباديــة لتطهيرهــا مــن خلايا داعش.