«التركي» يواصل التصعيد شمال حلب.. والقوات الروسية تكثف تحركاتها في الرقة والحسكة

«التركي» يواصل التصعيد شمال حلب.. والقوات الروسية تكثف تحركاتها في الرقة والحسكة

أخبار سورية

الخميس، ٣٠ يونيو ٢٠٢٢

عزز الجيش العربي السوري أمس قواته في جبهات عين عيسى بريف الرقة الشمالي لمواجهة أي عدوان محتمل قد يشنه جيش الاحتلال التركي تنفيذا لتهديدات رئيس النظام رجب طيب أردوغان، على حين كثف سلاح الجو الروسي طلعاته فوق خطوط التماس عند حدود محافظة الحسكة الشمالية وصولا إلى شمال الرقة حيث أرسل تعزيزات برية لردع نظام أردوغان الذي واصل جيش احتلاله تصعيده العسكري بريف حلب الشمالي الأوسط.
وأكد شهود عيان في بلدة عين عيسى لـ«الوطن»، أنهم رصدوا أمس وصول أكثر من 10 حافلات نقل جنود وضباط من الجيش العربي السوري إلى ريف الناحية لتعزيز قواته في المنطقة، التي استقطبت تعزيزات للجيش إثر وعيد أردوغان في 23 الشهر الماضي بغزو أراض سورية لإقامة ما سماه «المنطقة الآمنة» المزعومة.
وأشارت المصادر إلى أن تعزيزات الجيش التحقت بوحداته المنتشرة على طول خطوط التماس التي تفصل عين عيسى عن مناطق هيمنة جيش الاحتلال التركي ومرتزقته، حيث يسود تصعيد دائم جراء مواصلة جيش الاحتلال استهداف البلدة وأريافها بالقذائف.
في عين عيسى أيضا، ذكرت مصادر محلية في ريفها الجنوبي لـ«الوطن»، أن القوات الروسية كثفت أمس ولليوم الثاني على التوالي تعزيزاتها إلى قاعدة تل السمن عند خطوط التماس الفاصلة بين جيش الاحتلال التركي ومرتزقته من جهة وميليشيا «قوات سورية الديمقراطية- قسد» من جهة اخرى، بعربات مدرعة وناقلات جنود قدمت من ريف الرقة الشرقي حيث قاعدة الطرفاوي الروسية.
وأوضحت، أن ضباطاً روسيين تفقدوا أول من أمس الحدود التي تفصل مناطق انتشار «قسد» عن نقاط تمركز الجيش العربي السوري، وخصوصاً المعبرين الواقعين في ريفي الرقة الغربي والشرقي.
أما في الحسكة شمال شرق البلاد، فقد أفادت مصادر أهلية، بأن سلاح الجو الروسي كثف أمس طلعاته الجوية على طول خطوط التماس شمال وشرق المحافظة وعلى الشريط الحدودي مع تركيا، وذلك لليوم الرابع على التوالي، في رسائل تحذير للنظام التركي من مغبة شن عدوان عسكري باتجاه المنطقة لتغيير خطوط التماس الثابتة منذ تشرين الأول 2019.
وقالت المصادر لـ«الوطن»: إن مقاتلات ومروحيات عسكرية روسية حلقت أمس وليل أول من أمس على طول حدود القامشلي مع تركيا مروراً ببلدتي عامودا والدرباسية الحدوديتين وصولاً إلى أبو راسين وريف الرقة الشمالي، وفق ما درجت عليه العادة مطلع الشهر الجاري، إذ تمكنت من لجم تصعيد النظام التركي في خطوط تماس تلك المناطق.
إلى ريف حلب الشمالي الأوسط، حيث وسع جيش الاحتلال التركي وميليشياته التي يسميها «الجيش الوطني» رقعة قصفه المدفعي والصاروخي باتجاه البلدات المأهولة بالسكان، إذ طال القصف محيط دير جمال ومرعناز وأبين وكفر انطون والصوغانية وسموقية وام حوش وكالوتة، وصولا إلى مدينة تل رفعت التي هدد أردوغان بغزوها مع منبج مطلع الشهر الجاري، وذلك وفق قول مصادر أهلية في المنطقة لـ«الوطن».
وبينت المصادر، أن القصف تسبب بأضرار مادية كبيرة في ممتلكات الأهالي، إضافة إلى حرق مساحات واسعة من الأراضي المزروعة والقمح، وخصوصاً في كفر انطون وعلى طريق دير جمال كفرنايا، والتي لم يتمكن السكان من حصادها بسبب الاستهداف المتكرر والمستمر للمنطقة، التي نزحت منها أعداد كبيرة من الأهالي باتجاه تل رفعت ومحيطها الجنوبي الشرقي.
إلى ذلك، أوضحت مصادر معارضة، أن ما تسمى «قوات تحرير عفرين» الكردية استهدفت أمس بصاروخ حراري آلية لميليشيا «لواء شهداء بدر» التابعة لما يسمى « فيلق الشام»، الممولة من النظام التركي، على جبهة بلدة باصوفان في ريف عفرين الجنوبي الشرقي، ما أدى لمقتل 6 مسلحين من الميليشيا وإصابة اثنين آخرين، وهو ما لم يشر إليه بيان القوات الذي صدر أمس وتحدث عن مقتل 8 جنود من جيش الاحتلال التركي وإصابة 5 آخرين في اشتباكين بتاريخ 21 و25 حزيران الجاري في ناحيتي مارع وشيراوا.
في غضون ذلك، اعترض عناصر إحدى النقاط التابعة للجيش العربي السوري رتلاً عسكرياً لقوات الاحتلال الأميركي في منطقة تل سطيح الشرقي في ريف القامشلي الشرقي وأجبروه على العودة من حيث أتى، وفق ما ذكرت وكالة «سانا» للأنباء.
وأكد عدد من المقاتلين من أبطال الجيش العاملين في المنطقة في تصريحات نقلتها الوكالة، أنهم سيعترضون أي آلية أو رتل للاحتلال الأميركي على أراضي الجمهورية العربية السورية.
وإلى منطقة «خفض التصعيد»، حيث بيَّن مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الجيش دك، بمدفعيته الثقيلة نقاطاً لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وحلفائه في كنصفرة والفطيرة وحرش بينين بمنطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، وذلك رداً على خرق مجموعات إرهابية مما تسمى غرفة عمليات «الفتح المبين» لاتفاق وقف إطلاق النار في المنطقة، باعتدائها على نقطة عسكرية بقذائف صاروخية في محور الفطاطرة بريف إدلب الجنوبي.
أما في البادية الشرقية، فقد بيَّن مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن العمليات البرية مستمرة بعدة قطاعات لتمشيطها من بقايا فلول مسلحي تنظيم داعش الإرهابي.
وأوضح، أنه لم يسجل فيه أي وجود لخلايا داعش- حتى ساعة إعداد هذه المادة مساء أمس – بالقطاعات التي تمشطها الوحدات المشتركة من الجيش والقوات الرديفة.