متابعون: غاية الميليشيات من الأحداث الاعتراف بها وبـ«الإدارة الذاتية» دولياً … البدء بإسدال الستار على مسرحية «سجن الصناعة»

متابعون: غاية الميليشيات من الأحداث الاعتراف بها وبـ«الإدارة الذاتية» دولياً … البدء بإسدال الستار على مسرحية «سجن الصناعة»

أخبار سورية

الأربعاء، ٢٦ يناير ٢٠٢٢

بدأ الاحتلال الأميركي وأداته ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية– قسد» عملية إسدال الستار على مسرحيتهم في «سجن الصناعة» بمدينة الحسكة وفرار دواعش منه، مع تراجع حدة الاشتباكات في داخله ومحيطه وبثهم أنباء عن «استسلام» مئات الفارين، وكشف مصادر مطلعة عن تسليم الدواعش لعدد كبير من الرهائن المحتجزين لديهم.
جاء ذلك مع تكشف تواطؤ «قسد»، في هذه المسرحية ونياتها في استثمار ما يجري لاستجلاب المزيد من الاعتراف الدولي بها وبما يسمى «الإدارة الذاتية» الكردية الانفصالية التي تسيطر عليها، كأهم الكيانات والقوى القائمة بحكم الأمر الواقع لمحاربة التنظيم.
ومنذ ساعات صباح يوم أمس خفت حدة الاشتباكات بين مسلحي «قسد» ومن بقي من الدواعش الفارين إلى المناطق المحيطة بالسجن والتي اندلعت الخميس الماضي، في حين واصلت حوامات الاحتلال الأميركي وطائراته الحربية والمسيّرة التحليق في سماء المدينة، بالتوازي مع حملات التمشيط المزعومة التي تقوم بها «قسد» في الأحياء المحيطة بالسجن للبحث عن الفارين أو المشتبه بهم بأنهم من الخلايا النائمة المرتبطة بالتنظيم.
ووفق مصادر ميدانية مطلعة تحدثت لـ«الوطن»، فإن عملية التفاوض بشأن الدواعش الذين استسلموا والرهائن التابعين لـ«قسد» المحتجزين بداخل السجن، جرت بين المحتل الأميركي و«قسد» من جهة وبين مسلحي التنظيم الذين لم يستسلموا من جهة أخرى.
وأكدت المصادر، أن المفاوضات والتي جرت على مدار يومي الأحد والإثنين الماضيين، انتهت أول من أمس إلى اتفاق، يقضي بالحفاظ على حياة مسلحي التنظيم الذين استسلموا والبالغ عددهم ٥٥٠ مسلحاً، وترحيلهم على دفعتين الأولى إلى السجن المركزي في مدينة الحسكة وإلى مناطق تتخذها «قسد» مناطق عسكرية لها في محيط المدينة، والثانية إلى منطقة الشدادي جنوب الحسكة ومواقع تابعة لـ«قسد» في حقل العمر النفطي بريف دير الزور، ريثما يتم تسليمهم إلى دولهم أو تقديمهم للمحاكمة حسب الشروط التي قدمها مسلحو التنظيم، في حين يجري ترحيل صغار التنظيم أو ما يعرفون بـ«أشبال الخلافة» والبالغ عددهم ٧٠٠ طفل إلى القامشلي، في مقابل تسليم الدواعش لـ«قسد» الرهائن المحتجزين لديهم.
وأكدت المصادر أن الدواعش سلموا «قسد» حتى الآن ٢٠ رهينة على دفعتين وذلك يومي الأحد والإثنين الماضيين.
في موازاة ذلك، يشهد حي غويران عمليات تمشيط مكثفة مزعومة تقوم بها «قسد»، وشملت منازل المواطنين للبحث عما تقول إنهم «فارون» أو مشتبه بهم، وسط مواصلة مقاتلات الاحتلال الأميركي عمليات التدمير الممنهج والتي طالت مزيداً من مؤسسات ومباني الدولة والبنى التحتية وكليتي الاقتصاد والهندسة المدنية ومعهد المراقبين الفنيين ومبنى فرع جامعة الفرات ومخبز الباسل ومديرية المحروقات «سادكوب»، وذلك وسط تفاقم وسوء الوضع الإنساني في المدينة وغياب تام للمنظمات الأممية الإنسانية لليوم السادس على التوالي.
وتوالت أمس المواقف والتصريحات والبيانات التي تكشف تواطؤ ميليشيات «قسد»، في تدبير ما حدث في «سجن الصناعة»، والذي يكشف حقيقة مخططاتها ونياتها في استثمار ما يجري لاستدرار عطف المجتمع الدولي واستجلاب المزيد من الاعتراف الدولي بها وبما يسمى «الإدارة الذاتية» الكردية الانفصالية التي تسيطر عليها، كأهم الكيانات والقوى القائمة بحكم الأمر الواقع لمحاربة تنظيم داعش.
ونجحت «قسد» بداية في كسب مزيد من الدعم اللوجستي من قوات ما يسمى «التحالف الدولي» المزعوم بقيادة واشنطن، وخلفت ذريعة للأخيرة في تبرير وجودها في المنطقة الحيوية بخيراتها وموقعها الإستراتيجي، ما شجعها على المضي في تعويم التنظيم الإرهابي وإعادة انبعاثه من جديد كخطر محلي وعالمي.
ورأى متابعون لتطورات الوضع الميداني في الحسكة في تصريحات لـ«الوطن»، أن طريقة التعامل مع داعش لتطويق ما يجري في «سجن الصناعة» ومحيطه تكشف فصول مسرحية إعادة تدوير التنظيم الأخطر عالمياً للإفادة من وجوده عن طريق تقوية نفوذ «قسد» عسكرياً، على الرغم مما كشفته مجريات الأحداث من هشاشة عمودها الفقري الأمني، ودعم «الإدارة الذاتية» سياسياً من عاصمة القرار واشنطن وبقية دول الغرب الملتحقة بركبها والمؤتمرة بأمرها.
ورأى المتابعون، أن بيان «الإدارة الذاتية» أمس حول أحداث الحسكة، الهدف منه دس السم في العسل، بعدما حذرت من أن «طوق داعش الناري سيلتف حول عُنق الجميع وسيعود ليختلق الفوضى من جديد، لأن القضية لا تزال من دون اهتمام وعناية المجتمع الدولي، حيثُ لا يزال يريد البعض أن يحصر هذه القضية بمناطقنا»، الأمر الذي يستدعي عدم التقاعس «أمام حماية المكاسب العسكرية التي حققتها قوات سورية الديمقراطية بالتنسيق مع قوات التحالف الدولي»، وهو الهدف المرحلي والآني من المسرحية وصولاً إلى الاعتراف السياسي الدولي بها، في نهاية المطاف.
ولفت المتابعون إلى أن «قسد» أوعزت لما يسمى «هيئة أعيان شمال وشرق سورية»، لإصدار بيان أمس ناشد «قوات التحالف الدولي والأمم المتحدة وكافة المؤسسات الدولية المعنية الاعتراف بـ«الإدارة الذاتية» ودعمها سياسياً وعسكرياً؛ لتحقيق الأمن والاستقرار في مناطقها وتحريك ملف أسرى داعش لدى الإدارة وإيجاد الحلول لها»، من دون أن يغفل البيان التأكيد على «الدعم الكامل لقواتنا العسكرية «قسد» والأمنية «الأسايش» في مواجهة الإرهاب والفتنة».
ورأوا أن مخطط «قسد» في تأجيج الوضع في الحسكة وتدمير مباني الحكومة السورية وبنيتها التحتية وتهجير الأهالي من المنطقة، سينعكس وبالاً عليها، لأنه في النهاية لن يصح إلا الصحيح، فلا الاحتلال الأميركي باقٍ ولا روسيا مغمضة العينين ولا الدولة السورية راضية عن التنكيل بأبنائها وإقصاء أهم بقعة عن جسدها الجغرافي وخريطة البلاد.