«حرب المسيّرات» التركية تستعر ضد «قسد» شرق الفرات … الجيش يقضي على إرهابيين في «خفض التصعيد» وانطلاق التسوية غداً بريف الرقة المحرر

«حرب المسيّرات» التركية تستعر ضد «قسد» شرق الفرات … الجيش يقضي على إرهابيين في «خفض التصعيد» وانطلاق التسوية غداً بريف الرقة المحرر

أخبار سورية

الثلاثاء، ١١ يناير ٢٠٢٢

قضى الجيش العربي السوري على العديد من الإرهابيين في منطقة «خفض التصعيد»، على حين استعرت حرب الطائرات المسيّرة التابعة لجيش الاحتلال التركي ضد أهداف ومتزعمي ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الموالية لواشنطن في مناطق شرق نهر الفرات.
 
من جهة ثانية، أعلن لـ«الوطن» أمين فرع الرقة لحزب البعث العربي الاشتراكي عبد العزيز العيسى، أن عملية التسوية ستبدأ غداً الأربعاء في ريف المحافظة المحرر، في وقت تواصلت فيه ببلدة الشميطية بريف دير الزور الشرقي، ووصل عدد من تمت تسوية أوضاعهم في المحافظة إلى أكثر من 22 ألفاً.
 
وفي تصريح لـ«الوطن»، عدّ مصدر عسكري في «قسد»، أن هجمات الطائرات المسيرة التابعة للاحتلال التركي بمثابة ضربات استباقية قبل تنفيذ النظام التركي مخططه لاحتلال مناطق هيمنة «قسد»، وخاصة أنها تستهدف نقاطاً عسكرية ومتزعمين عسكريين.
 
ولم يستبعد المصدر تواطؤ واشنطن في العملية في ظل صمتها المريب وتجنبها إدانة أو حتى التعليق على الضربات الجوية للاحتلال التركي ضمن ما بات يعرف بـ«حرب المسيّرات».
 
وتواصلت أمس الضربات الجوية بالمسيّرات التركية، وللأسبوع الثاني على التوالي، ضد أهداف لـ«قسد» في منطقة عين العرب بريف حلب الشمالي الشرقي، بعد أن هدأت حملة القصف منذ نحو شهر.
 
يأتي ذلك إثر التهديدات التي أطلقها نظام الرئيس رجب طيب أردوغان بغزو مناطق نفوذ ميليشيات «قسد» شرق نهر الفرات وغربه، وفي مقدمتها عين العرب.
 
وبينت مصادر محلية في عين العرب لـ«الوطن»، أن مسيّرة تركية قصفت أمس موقعا لـ«قسد» في محيط بلدو ترميك بريف المدينة الشرقي من دون معرفة نتائج القصف، بالتوازي مع استهداف تجمع لمتزعمي الميليشيات داخل المدينة.
 
وبينما عتمت «قسد» على نتائج القصف مكتفية بالقول: إن انفجاراً هز عين العرب يعتقد أنه ناجم عن قصف بمسيّرة تركية، كشفت المصادر أنه استهدف أحد مقرات «قسد» قرب سوق الهال في مركز المدينة خلال اجتماع لكبار متزعميها، بعضهم قدم إلى المدينة من جبال قنديل لتقديم الاستشارة بخصوص المعارك الدائرة مع جيش الاحتلال التركي، دون التأكد من مصرع المتزعمين بسبب الطوق الأمني الكثيف الذي فرضته الميليشيات حول مكان التفجير لكنها لفتت إلى أن سيارات الإسعاف أقلت مصابين من موقع الانفجار إلى المشافي.
 
وفي ٢٥ الشهر الماضي قصفت المسيّرات التركية مقرا لما يسمى «الشبيبة الثورية» التابعة لـ«قسد»، وقتلت ٦ مسلحين بينهم متزعمان، في حين استطاعت في ٩ تشرين الثاني المنصرم قتل أحد متزعمي «قسد» داخل سيارة في حي الهلالية بالقامشلي، بعدما استهدفت مقراً لها قرب بلدة الحتاش بريف الرقة الشمالي في ١٤ تشرين الأول، وليرتفع عدد الضربات الجوية بالمسيرات التركية خلال العام الماضي مع غارة أمس إلى ٢٢ ضربة قتلت أكثر من ٢٥ متزعماً من «قسد».
 
وبالتزامن، واصل الاحتلال التركي لليوم الثالث على التوالي، قصف ريف عين العرب الشــرقي، بعد أن طال القصف المدفعي والصاروخي الجزء الشرقي للمدينة في اليومين الماضيين، ما تسبب بحركة نزوح للســـكان من الريـــف باتجاه مناطق أكثر أمناً، وخاصة أنه استهدف لا يقل عن ١٧ قرية وبلدة مأهولة، وفق مصادر أهلية تحدثت لـ«الوطن».
 
وفي منطقة «خفض التصعيد» بإدلب، صرح مصدر ميداني لـ«الوطن»، بأن الجيش العربي السوري رد أمس على خروقات مسلحي ما تسمى غرفة عمليات «الفتح المبين»، التي يقودها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، لوقف إطلاق النار وتمكنت وحداته من قتل إرهابيين في محيط بلدات سفوهن وابلين والفطيرة وكنصفرة في جبل الزاوية، وذلك إثر استهداف هؤلاء الإرهابيين نقاط تمركزها قرب بلدة الدار الكبيرة بريف إدلب الجنوبي.
 
كما قصف الجيش العربي السوري مواقع لمرتزقة الاحتلال التركي في عمق سهل الغاب الشمالي الغربي غرب حماة بعد تعرض نقاطه لقصف من الإرهابيين، الذين قتل وجرح عدداً منهم ودمر عتاداً عسكرياً كان بحوزتهم.
 
وفي البادية الشرقية، بيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الطيران الحربي السوري والروسي المشترك، شن عدة غارات على مواقع لتنظيم داعش الإرهابي، في بادية حمص والرقة.
 
وفي سياق آخر، قال أمين فرع الرقة لحزب البعث العربي الاشتراكي في تصريح لـ«الوطن»: إن هناك مكرمة من الرئيس بشار الأسد بإجراء تسوية في الرقة، وهذه التسوية ستبدأ صباح يوم الأربعاء عند التاسعة صباحاً.
 
وأوضح العيسى، أن عملية التسوية ستبدأ في مدينة السبخة الواقع في ريف الرقة المحرر، مشيراً إلى أن العملية كان من المقرر أن تبدأ أمس ولكن هناك إجراءات لوجستية حالت دون ذلك فتم تأجيلها إلى صباح الأربعاء، لافتاً إلى أنه تم تجهيز المركز بشكل كامل لاستقبال الراغبين بتسوية أوضاعهم.
 
جاء ذلك في وقت تواصلت فيه عملية التسوية في بلدة الشميطية بريف دير الزور الغربي، وفق ما ذكر مصدر مسؤول في المحافظة لـ«الوطن»، وأكد أن المركز شهد إقبالاً لمئات الراغبين بتسوية أوضاعهم، في حين ذكرت وكالة «سانا» أنه انضم أكثر من 22 ألفاً إلى التسوية في دير الزور منذ انطلاقها في الرابع عشر من تشرين الثاني الماضي.