“كورونا” يعطّل الأجواء الرمضانية الجميلة ويسكت ضجيج الأسواق!

“كورونا” يعطّل الأجواء الرمضانية الجميلة ويسكت ضجيج الأسواق!

أخبار سورية

الثلاثاء، ٢٨ أبريل ٢٠٢٠

 يفتقد شهر رمضان المبارك هذا العام لضجيج الأسواق وزحمتها قبل فترة الإفطار وبعدها، وذلك بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، عدا عن أنه سيفتقد للكثير من العادات والتقاليد الاجتماعية الجميلة التي يتميز بها، كالتجمعات العائلية بين الأهل والأقارب والأصدقاء، وسهرات السحور في الخيم، وكذلك في المطاعم والموائد الجماعية التي كانت تقيمها الكثير من المؤسسات والجمعيات الخيرية في دور العبادة والمطاعم والساحات.
 التعويض بالتكافل والتسامح
برأي عبد الكريم حمدان، /رجل دين/، أن ذلك لا يُفقد الشهر الفضيل رونقه، وإن كان سيؤثر على طقوسه المحببة للصائمين، حيث سهرات السحور لها ذكريات جميلة عندهم يتشوقون لها، لكن الظروف حكمت بسبب الإجراءات الاحترازية بهدف الوقاية من كورونا.
ويضيف حمدان: علينا أن نتقيد بالإجراءات ونبقى في البيت، ولكن نستطيع أن نعوض كل ذلك بمحبتنا لبعضنا، وتكافلنا وتسامحنا، وبالعمل على رسم البسمة على وجوه الفقراء والمحتاجين، فليس أجمل من أن تكثر من عمل الخير في رمضان، فهو شهر الخير والبركة والتسامح والمحبة والدعاء ليعود الأمن والسلام لربوع الوطن.
ويقول فيصل العزيز /موظف/: نعم نفتقد للأجواء الاجتماعية الجميلة التي يتميز بها الشهر الفضيل، حيث أغلب العائلات تدخر مصروفاً خاصاً من أجل أن تقيم إفطاراً لعدد كبير من الأقارب والأصدقاء، عدا عن انشغال النسوة بصنع الحلويات الرمضانية من خلال مساعدة بعضهن.
وعبّرت السيدة ناديا الخليل عن حزنها لأن فيروس كورونا سيحرمها من زيارة والدتها وأخواتها وأقاربها، والسهر معهم في خيم رمضان حتى ما بعد فترة السحور.
 الأهم الصحة والسلامة
وقال أبو محمد، صاحب مطعم لتقديم وجبات الحمص والفول والفلافل: نفتقد هذا العام لضجيج الأسواق التي كانت تعج بالمشترين، حيث اعتدت كل عام قبل موعد الإفطار على ازدحام الناس، كون صحن الفول والفتة من أساسيات طبق رمضان، ولكن بسبب خوف الناس من “كورونا” قلّ الازدحام، ويبدو أن الكثيرين يفضّلون إعداد هذه الوجبة في بيوتهم، مضيفاً: لا شك هو شعور مؤلم، لكن سلامة وصحة الآخرين هي الأهم.
ولا ترى إيلانا خليل، /معلمة/، وجود أية مشكلة، مؤكدة أن الصحة والسلامة هي الأهم، وهذا برأيها ينسجم مع الصيام “صوموا تصحّوا”، وقالت: صحيح أن الأجواء الرمضانية جميلة، ولكن “مجبر أخوك لا بطل”، فعلينا أن نكون حذرين من التجمعات الكبيرة داخل البيت، وعدم القيام بزيارات حتى لا نحرج الآخرين، ونحافظ على صحتهم وصحتنا.
 ما زاد الطين بلة!
ما زاد الطين بلة برأي أبي خليل، /عامل نظافة/، هو غليان الأسعار التي جعلت البسطاء يحلمون بصحن فتوش، نظراً لغلاء البندورة والليمون الحامض، وكافة مكونات هذه الأكلة الشعبية، وتمنى من الجهات ذات العلاقة أن تشدد الرقابة على الأسواق، وتحاسب التجار الذين يسرقون فرحة شريحة كبيرة من الشعب ليس عندها دخل ثابت.
 شهر حزين!
لم تتوقع ريم العلي أن تكون الأجواء حزينة في شهر رمضان إلى هذا الحد: “صحيح نحن نعيش بحالة حرب منذ أكثر من تسع سنوات، ولكن تحدينا كل ظروفها وصمدنا، وحاربناها بثقتنا وإيماننا بحتمية الانتصار، غير أن كورونا فرض علينا حجراً داخل منازلنا، وحرمنا من السهرات الرمضانية الجميلة مع الأهل والأقارب والأصدقاء، وهي أجمل ما في هذا الشهر المبارك”.
بالمختصر، هي حالة طارئة بلا شك، خارجة عن الإرادة، كون الجائحة خطيرة، وتفرض علينا سلوكاً غير معتاد في هذا الشهر الكريم الذي دائماً يتميز بعادات حسنة تجعلنا ننتظره بفرح وشوق وحب لفعل الخير.
كورونا بالأرقام
بحسب الإحصاءات التي تجريها جامعة جونز هوبكنز الأمريكية التي تعتبر مرجعاً في تتبع الإصابات والوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المستجد فإن حصيلة المصابين بالفيروس في العالم لغاية 26 نيسان الجاري بلغت نحو مليونين و898 ألف شخص، بزيادة أكثر من 2ر87 ألفا خلال الأربع والعشرين ساعة السابقة لهذا اليوم.
وذكرت الجامعة في بيان لها أن هذا الرقم يمثل انخفاضاً في معدل الإصابات اليومية بعد أن تم تسجيل أكثر من 100 ألف حالة خلال اليوم السابق، مضيفة بأن إجمالي الوفيات بلغ 202880، فيما تماثل أكثر من 817 ألف شخص للشفاء منذ بداية الجائحة.
غسان فطوم-البعث