أيـن تركـن ســـيارتك...؟...حواجز إسمنتية .. دواليب .. سلاسل وعوارض معدنية...حجـز مخالــف يشــوه المشــهد ويتسـبب بالازدحام

أيـن تركـن ســـيارتك...؟...حواجز إسمنتية .. دواليب .. سلاسل وعوارض معدنية...حجـز مخالــف يشــوه المشــهد ويتسـبب بالازدحام

أخبار سورية

الأربعاء، ١١ مارس ٢٠٢٠

كل من يتوجه إلى مركز مدينة دمشق أو المدينة القديمة أو أحد الأسواق المركزية بسيارته الخاصة يعاني من مشكلة التوقف في شوارعها، ويكون جل همه إيجاد مكان لركن سيارته خاصة أن عدد المرائب الموجود في مدينة كمدينة دمشق لا يتجاوز العشرة مرائب, ستة منها سطحية, وثلاثة طابقية, والمرائب السطحية هي مرائب البحصة وعرنوس وميموزا والنصر والصوفانية ومرآب خلف وكالة سانا، أما المرائب الطابقية فهي مرآب الفردوس مقابل فندق الشام، ومرآب النعنع في شارع الحلبوني، ومرآب المواصلات في شارع الحمراء.
 
دمشق رغم كل الكثافة السكانية التي تطورت بنسب عالية جداً والتي لحقتها كثافة عالية بالسيارات والمركبات لم تشهد أي مشاريع إنشائية أو خطط لتخفيف الضغط والازدحام عن المدينة والشوارع الرئيسية فيها وكل المشاريع حول إقامة مرائب من أجل ضبط وقوف هذه السيارات وتنظيمها توقفت .. وما كان إلا أن المشكلة قد ازدادت وتضاعفت!
على سبيل المثال لا الحصر
شارع الحمراء بدمشق شارع تجاري وسوق مركزي في المدينة وعلى الرغم من وجود مرآبين فيه هما مرآب المواصلات الطابقي ومرآب عرنوس، إلا أن الشارع مزدحم بشكل دائم والسيارات المتوقفة على امتداده رتلاً ثانياً، الأمر الذي يتسبب بفوضى مرورية، وازدحام شديد فالمرائب مزدحمة بالسيارات المتوقفة ولا مكان فيها لأي سيارات إضافية فهي بالكاد تتسع لسيارات أصحاب المحلات التجارية.
أحمد خرما يعمل بإحدى المحلات التجارية يقول: لقد اعتدنا هذه المشكلة ،ولكن وجدت حلاً عن طريق اشتراك شهري بالمرآب المقابل لكن المشكلة تكمن بقاصدي السوق الذين يضطرون لركن سياراتهم بعيداً عن السوق بعد رحلة بحث طويلة.
سليم أيوب يقول: ركنت سيارتي بالقرب من جسر فيكتوريا وأتيت سيراً إلى مكتب القدموس لأستلم طرداً باسمي لأني بعد بحث ساعة كاملة لم أجد مكاناً لسيارتي على الشارع وأنا مضطر لأن أستقل سيارة أجرة لأعود بها إلى مكان السيارة بعد انتهاء عملي هنا في هذا الشارع وهذه مشكلة بالنسبة للعديد من الناس.
 
نقل المراكز الحكومية إلى أطراف المدينة
عضو المكتب التنفيذي لشؤون النقل والمواصلات في محافظة دمشق مازن دباس قال (للثورة) : دمشق عاصمة تاريخية وشوارعها وسط المدينة ضيقة وشبكات النقل بما تحتويه من حركة مرورية تشكل إحدى العناصر الاساسية في المنظومة المكونة للمدينة، وبالتالي التعرف على انماط استعمالات الارض فيها من تحديد المناطق التجارية المركزية ومناطق الإدارات الحكومية المهمة و مناطق الخدمات الاساسية يتيح لنا التعرف على حجم حركة السيارات الداخلة والخارجة من المدينة من خلال نقاط وعقد مرورية داخلية من مرائب وساحات أساسية تبين حجم التدفقات المرورية ومشكلة الازدحام في وسط المدينة والأسواق التجارية مشكلة قديمة جديدة خصوصاً في أوقات الذروة وكل المشاريع والأفكار التي كان من المفروض أن تنفذ بهدف تخفيف الازدحام وضبط وقوف السيارات وتنظيمها من مرائب ذكية وطابقية توقفت لعدة أسباب وأولها الحرب الإرهابية على سورية, منوهاً إلى ارتفاع عدد السيارات المسجلة في دمشق من حوالي الـ 500 ألف سيارة قبل الأزمة إلى ما يقارب المليون سيارة, وأصبح من الضروري نقل المراكز الحكومية من جامعات ووزارات ومؤسسات عن وسط المدينة إلى أطرافها لتخفيف ضغط السيارات الداخلة إليه وجعلها على أطراف المدينة وتفعيل مراكز خدمة المواطن في التجمعات السكنية خارج المدينة وزيادة عددها وتوزيعها بطريقة تخفف من عبء التوافد إلى المدينة
إقامة مرائب طابقية تحت الحدائق
وأضاف أن مشاريع المرائب الطابقية في الحدائق لا يزال قائما وذلك لاستغلال مساحتها مع الحفاظ على أسطحها الخضراء وقال : كل حديقة سنعمل على إنشاء مرآب طابقي على كامل مساحتها تحت الأرض يصل إلى ثلاثة أو خمسة طوابق بعد تنظيم الدخول والخروج إليها ،بالإضافة إلى عدة مناطق وساحات سواء تابعة للمحافظة أو لأي جهة خاصة أو عامة نعمل على دراستها لإنشاء مرائب كما أننا نلزم المولات التي نمنحها تراخيص بإقامة مرآب لاستيعاب السيارات.
وأكد دباس أن أي عرض لإنشاء مرائب جديدة مرحب به بعد استكمال دراسته من الجهات المعنية وستجري عليه القرارات التي يصدرها مجلس المحافظة وهو حاجة ملحة لمدينة دمشق وذات جدوى اقتصادية حيث يمكن الاستفادة من تجارب خارجية ودراستها بما يلائمنا.
مشكلة الازدحام وعدم وجود أماكن مخصصة لوقوف السيارات امتدت لتشمل أحياء المدينة وحاراتها وليس الشوارع الرئيسية فقط وأصبح حجز مكان لوقوف السيارة حق طبيعي لاي شخص من خلال عوارض حديدية أو سلاسل أو هياكل معدنية ثقيلة الأمر الذي يزيد من الازدحام ويعيق الطريق في مخالفة صريحة لقانون الأملاك العامة وتشويه الشوارع.
أما صاحب السيارة الذي يبتدع حلولاً غريبة لإيجاد ركن لسيارته قرب سكنه يقول إن رحلة البحث عن مكان لركن السيارة تبدأ فور الدخول إلى الأحياء السكنية فالأماكن ضيقة والشوارع مزدحمة بالسيارات المتوفقة على جانبي الطريق فما هو الحل..؟
يقول مجد مراد وهو يقطن في حي الدويلعة أضطر أحياناً لعبور الحي بسيارتي من أوله إلى آخره مرتين أو ثلاثة حتى أوفق بمكان لركن السيارة ويكون بعيداً عن البيت.
سامر زينو يسكن في حي المزة 86 يقول: لايوجد أي مرآب قريب من الحي, وأنا مضطر لأن أحجز مكاناً لسيارتي عبر عارضتي حديد وجنزير كي أركنها وأنا أعلم أنها مخالفة ولكن ما هو الحل ؟.
أحد سائقي السرفيس على خط المزة 86 وهو من المتضررين من تلك العوارض والكتل الاسمنتية يقول لانستطيع الوقوف لينزل الراكب أو ليصعد وذلك أن جانبي الطريق محجوز بتلك العوارض الأمر الذي يخلق نوعاً من الازدحام خلف السرفيس.
رجاء إحدى القاطنات في حي البرامكة قالت إن شوارع الحي مزدحمة بالسيارات المتوقفة بما في ذلك الأرصفة فلابد لي من أن أحجز حيزاً لسيارتي مثل بقية الناس.
الحل من وجهة نظر المحافظة
وحول العوارض الحديدية والحواجز الإسمنتية التي يستخدمها بعض المواطنين لحجز حيز من الشارع من أجل ركن السيارة كشف رئيس دائرة الخدمات الفنية في منطقة المزة أميل حتمل عن آلية جديدة لمعالجة هذا الأمر تتضمن مخالفة السيارة المتوقفة, وقال حتمل : بعد تجريب إزالة المخالفة من دون غرامة مالية تبين أنه أمر غير مجد لأنه بعد ذهاب عناصر هندسة المرور تعود المخالفة وكأن شيئا لم يكن حيث إن المنطقة يوجد فيها نقص مرائب فكثير من المواطنين يعتبر أن وجود موقف خاص لسيارته هو أمر ضروري بينما هو مخالف لنظام البناء والأملاك العامة, وبين أن دور دائرة الخدمات الفنية هو دور مؤازرة لعناصر مديرية هندسة المرور التابعة لمحافظة دمشق أيضاً, مشيراً إلى قيام المحافظة بالعديد من حملات إزالة المخالفات وهي مستمرة وآخرها حملة استمرت لمدة أسبوعين متتاليين يوميا حيث تم إزالة العوارض الحديدية والجنازير وكتل حديدية وإسمنتية دون جدوى فكان لا بد من تنظيم غرامة مالية على المخالفة للوصول إلى نتيجة إيجابية وهي أفضل وسيلة للردع.
وحول تفاصيل الآلية الجديدة لمعالجة مخالفات حجز مواقف السيارات قال المهندس ياسر بستوني مدير هندسة المرور والنقل في محافظة دمشق : تتم الآلية الجديدة لمعالجة مخالفات حجز مواقف السيارات عن طريق مخالفة السيارة التي تشغل مكان المخالفة حيث تقوم الدوريات التابعة لهندسة المرور والنقل بمحافظة دمشق بجولة صباحية لتصوير أماكن المخالفات على أرض الواقع وفي المساء تقوم الدورية بجولة أخرى وتنظم المخالفات بحق السيارات التي تشغل مكان المخالفة دون الجدال مع أحد وذلك من خلال لصاقة تسمى « لصاقة مخالفة حجز موقف» ويتم تصوير لصق المخالفة مضيفا أن اللصاقة تحتوي على رقم السيارة وتاريخ المخالفة ومكان وقوعها وساعة وقوعها وفيها ملاحظة تقول بوجوب مراجعة مديرية هندسة المرور والنقل خلال أسبوع من تاريخ تحرير المخالفة.
غرامة تصاعدية تصل حتى 100 ألف ليرة
وأشار بستوني إلى أن الغرامة تصاعدية على أربع مراحل : المرة الأولى تبلغ الغرامة المالية 15 ألف ليرة سورية و في المرة الثانية تبلغ 25 ألف ليرة سورية والمرة الثالثة تبلغ قيمة المخالفة 35 ألف ليرة سورية أما في المرة الرابعة فتكون المخالفة 100 ألف ليرة سورية وحجز المركبة وقال : في حال لم تدفع المخالفة يتم إعداد جداول بأرقام المركبات التي لم تراجعنا خلال أسبوع وتحويل هذه الجداول إلى فرع مرور دمشق في وزارة الداخلية والطلب إليه حجز المركبة لصالح هندسة المرور وفي حال كانت أعداد المركبات كبيرة سيتم ارسال كتب إلى مديريات النقل لوضع إشارة حجز على المركبة عند الترسيم أوالبيع أوالفراغ ووضع إشارة رهن لمحافظة دمشق لاتتم ازالتها إلا عند دفع المخالفة.
وأضاف : تم تطبيق القرار منذ بداية شباط 2020 في حي المهاجرين وتم تنظيم عدد من الضبوط وكانت نتائج المرحلة الأولى من التطبيق ممتازة لجهة ردع عدم تكرار المخالفة سيتم التطبيق في بقية المناطق لاحقا خاصة مناطق العشوائيات
وقال بستوني إن طريقة الحجز و الإشغال التي يقوم بها أحدهم غير مقبولة سواء «البواري الحديدية أو السلاسل» لأن هذه الطريقة هي تعد على الأملاك العامة وحفر للزفت وأيضا هي تشكل عوائق أمام المشاة وأضاف: بتنا نرى أشكالا من القطع المعدنية (غسالات وقازانات وغيرها) وهي تشوه المنظر العام تخلق مشاكل كثيرة أولها الازدحام.
الغرامة الرادعة ضرورية
واضاف: كانت لدينا دوريات تعمل على مبدأ الشكاوى الواردة إلى المديرية وتقوم هذه الدوريات بإزالة المخالفة ولكن فيما بعد هذه الدوريات تخصصت لهذا الموضوع حصراً، وأصبح لها جدول أعمال وتقوم بدوريتها على الشوارع بشكل يومي وتزيل المخالفات والإشغالات بشكل دائم ومع مرور الوقت لا حظنا أنه لا جدوى من إزالة المخالفة لأنها ستتكرر بنفس اليوم بعد ذهاب الدورية التابعة لمديرية الهندسة فقمنا بداية بفرض غرامة مالية على من يرتكب مخالفة حجز موقف بقيمة 15 الف ليرة سورية لكن طريقة تنظيم المخالفة كانت صعبة على أرض الواقع لأن من قام بالمخالفة لا يعترف بها كي لا يدفع الغرامة ولا يستطيع عناصر الدورية تحرير المخالفة دون أن استلام مبلغ الغرامة مباشرة فكان لابد من اقتراح طريقة جديدة لتنظيم المخالفات تكون واقعية ومثبتة وغرامتها رادعة.
حلول جذرية
هناك حلول جذرية للمشكلة عن طريق المرائب الطابقية بعد دراسة مداخلها ومخارجها ونحن جاهزون لاستقبال كل الاقتراحات بخصوص المرائب ،ونأمل أن لا يكون هناك عدد كبير من المخالفات المنظمة بأحد لأن غايتنا ليست الغرامة أو المردود من الغرامة لأن المحافظة ليست مشروعا تجاريا أو ربحيا وإنما غايتنا الالتزام وتنظيم الوقوف بهدف تخفيف الازدحام سواء في الشوارع الرئيسية أو الفرعية.
علي إسماعيل-الثورة