متوسط الإنتاج اليومي 1883 طناً.. و1.433 مليون ربطة  “المخابز” أمنت الرغيف خلال ثماني سنوات لأحد أكثر الشعوب استهلاكاً للخبز

متوسط الإنتاج اليومي 1883 طناً.. و1.433 مليون ربطة “المخابز” أمنت الرغيف خلال ثماني سنوات لأحد أكثر الشعوب استهلاكاً للخبز

أخبار سورية

الثلاثاء، ١٥ أكتوبر ٢٠١٩

يعكس استقرار وتيرة إنتاج الرغيف أبرز عوامل الاستقرار الغذائي، فالسوريون –كما تفيد بعض الدراسات- من الشعوب التي تستهلك الخبز بمعدلات عالية، ليس قياساً مع الدول حول العالم وحسب، بل حتى مع أغلب الدول العربية، فالسوري يستهلك خبزاً أكثر من الخليجي والمغربي والعراقي، ولعل هذا عائد بالدرجة الأولى لأنماط وعادات الاستهلاك التقليدية، وإلى وفرة الحبوب، إذ لم يسجل التاريخ لهذه البلاد أنها كانت يوماً غير منتجة لـ(قوت الشعوب)، كما يوصف الخبز عادة، وبصرف النظر عن المادة الداخلة في صناعته.. قمح، شعير، شوفان، ذرة..
 
مؤشرات الاستقرار
 
وفرة الخبز واستقرار إنتاجه -خلال الأزمة- كانا إنجازاً اقتصادياً واجتماعياً ومعيشياً بامتياز؛ إذ ليس من السهل الاستمرار في الإنتاج، في ظل نقص الإمداد من الطحين المرتبط بنقص مادة القمح، وخروج الكثير من المخابز من الخدمة من جراء الأعمال الإرهابية، بدليل التحسن الملحوظ للإنتاج مع دخول هذه المخابز في طور الإنتاج من جديد، وهو ما بدا واضحاً من المؤشرات الصادرة عن الشركة العامة للمخابز، التي أنتجت خلال ثمانية أشهر من العام الجاري أكثر من 518 ألف طن من الخبز، هي عبارة عن 399 مليون ربطة، مقابل 820 ألف طن، و630 مليون ربطة لكامل العام الفائت.
 
يقول المدير العام للشركة جليل إبراهيم: إن الشركة التي تبلغ حصتها السوقية من حجم سوق صناعة الخبز نحو 60 بالمئة، استطاعت أن تحافظ على استقرار المعروض من هذه المادة الاستراتيجية، حيث يتضح ذلك من خلال الكميات المنتجة خلال سني الأزمة، والتي راوحت بين 480 – 860 ألف طن، وبين 370 – 690 مليون ربطة، علماً بأن الإنتاج كان لعام 2010، أي قبل بداية الأزمة، 796 ألف طن، و613 مليون ربطة؛ ما يشير إلى محافظة الشركة على مستويات معقولة جداً من الإنتاج.
 
متوسطات
 
تفيد المؤشرات المتوافرة لدى الشركة، بأن متوسط الإنتاج بلغ خلال ثماني سنوات 678 ألف طن، بمعدل 1883 طناً يومياً، فيما بلغ 515.9 مليون ربطة، بمعدل 1.433 مليون ربطة يومياً، علماً بأن لدى الشركة 268 مخبزاً بطاقات إنتاجية متفاوتة، ويصل عدد خطوط الإنتاج فيها إلى 388 خطاً، وعدد عمالتها مجتمعة 6080 عاملاً، ويضاف إلى هذه المخابز 11 أخرى يجري تشغيلها في غير محافظة، بالإضافة لمشاريع جديدة العمل جارٍ على إنجازها بالتعاون مع بعض المنظمات المهتمة بدعم قطاع المخابز وإعادة الإعمار.
 
جديد
 
يؤكد إبراهيم أن لدى الشركة خمسة مخابز متنقلة تتحرك بين المحافظات والمناطق المختلفة تبعاً للحاجة، فمثل هذه المخابز تستخدم عادة للحالات الإسعافية والطوارئ، ويجري العمل حالياً على إنتاج رغيف صغير بقطر 25 سم في مخبزي برزة واليرموك، كما يجري العمل على تزويد المخابز بآلة جديدة تعمل على عدّ وتنسيق الأرغفة، وهي صناعة محلية كاملة، حيث بلغت تكاليف إنتاجها مليوني ليرة سورية، فيما يصل سعر الآلات الشبيهة في الأسواق العالمية إلى 14 مليون ليرة، في وقت تتجه فيه الشركة لتصنيع مصانع جديدة لإنتاج نوعية جديدة من الخبز، تسهم في الحد من الاستهلاك الكبير من هذه المادة، سواء أكان مقصوداً أم غير مقصود.
 
الاستثمار في الإعلان
 
في سياق بحث المؤسسات العامة عن مصادر إيرادات جديدة أو غير مستغلة، تكون رديفة للإيرادات الفنية (الإنتاجية والخدمية)، اتجهت المخابز مؤخراً لعرض واجهات وأسطح مباني الشركة للاستثمار الإعلاني، وذلك بالنظر للمساحات الكبيرة والمواقع المتميزة التي تحتلها، داخل المدن وعلى الطرق الرئيسة والسريعة، كما اتجهت إلى فكرة الإعلان عن أكياس ربطات الخبز؛ ما يضمن انتشاراً واسعاً للإعلان، من جراء التوزيع الكثيف لشرائح كثيرة ومتنوعة من المستهلكين، وفي المناطق والأحياء كافة.
 
وبين إبراهيم أن الفكرة تخدم الشركة في اتجاهين.. تأمين إيرادات معقولة تغطي بعض جوانب الإنفاق، والتغلب على بعض التشوهات في الجدران والأسطح بفعل العوامل المناخية، والتكاليف الكبيرة التي قد تتكبدها الشركة في حال إجراء أية عمليات إكساء وترميم، حيث إن اللوحات الإعلانية تغطي مثل هذه التشوهات، وتعطي المباني منظراً جميلاً.
 
ولفت إبراهيم إلى أن محافظة دمشق لم تعطِ بعد موافقتها على هذا المشروع، وذلك لكونه يعد تشويهاً بصرياً، إن لم يراعَ في تنفيذه كل الاشتراطات الفنية والجمالية؛ لذا طلبت من الشركة نموذجاً أولياً مصمماً وفق برنامج “فوتوشوب” لإبداء الرأي والبت في الموضوع.
 
وبين مدير الإعلان الطرقي في المؤسسة العربية للإعلان المثنى الرحيل أن طلب الشركة هو الآن قيد الدراسة من قبل لجنة الإعلان في المحافظة، وأن الموافقة عليه قد تكون من باب دعم هذه الشركة، التي تقوم بدور وطني كبير في تأمين رغيف الخبز، والحرص على تحسين صناعته.
 
وسبق لمعاون وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك جمال الدين شعيب أن قال: إن عقارات الشركة ومخابزها تسمحان بالاستثمار إعلانياً للقطاعين العام والخاص، وفق شروط قانونية تضمن حقوق الجميع؛ ما يؤمن إيرادات جيدة، من الممكن أن تحسن ظروف عمال المخابز.
 
وتدير الشركة مئات المخابز في المحافظات كافة؛ ما يجعل من هذا المشروع ذا ريعية اقتصادية، ولاسيما أنه لا يحتاج لأية تكاليف للبدء به، حيث ستتحمل الشركة المستثمرة للمساحات الإعلانية تأمين كل الجوانب اللوجستية والفنية اللازمة للعمل.
 
عن الدعم
 
بالرغم من الأرقام الكبيرة التي تدعم الحكومة فيها مادة الخبز، حيث يصل مقداره يومياً إلى 1.1 مليار ليرة سورية، أي حوالى 400 مليار ليرة سنوياً، إذ يستهلك السوريون يومياً حوالى أربعة ملايين ربطة، تشكل قرابة 28 مليون رغيف، بالرغم من ذلك كله، فإن كلاماً كثيراً قيل ويقال بين مؤيد ورافض لفكرة الدعم أساساً، فمقابل المؤيدين لها، هناك من يرى أنها فكرة قديمة اعتمدتها الدول الاشتراكية في مرحلة ما، ثم عادت لتتراجع عنها لاحقاً؛ فالخبز شأنه شأن غيره من السلع، يجب أن يباع بالسعر الذي يحدده العرض والطلب في الأسواق، ويقترح هؤلاء إلغاء هذا الدعم، مقابل توزيع مبالغ نقدية للفئات المستحقة للدعم تصرف عبر فتح حساب مصرفي لكل مستفيد، أو اعتماداً على البطاقة الذكية التي باتت في حوزة أغلب السوريين.
 
أحمد العمار-البعث