“نبش القمامة “مهنة جديدة تطرق سوق العمل في حلب!

“نبش القمامة “مهنة جديدة تطرق سوق العمل في حلب!

أخبار سورية

الأحد، ١٣ أكتوبر ٢٠١٩

كثرت في الآونة الأخيرة ظاهرة جديدة أصبحت مصدر عمل للبعض لا بل ومصدر دخل يومي أو حتى وحيد لهم ، “نبش القمامة” هذه الظاهرة الواضحة في شوارع حلب باتت مصدر رزق للكثيرين ومصدر إرهاق لعمال البلدية في المحافظة.
قصة نابشي القمامة!
سيارة سوزوكي مهترئة ومحملة بكافة أنواع الأمراض وطفلين صغيرين بلباس بالي لا يتجاوز عمرهم الـ 15 عاما و أكياس نايلون وسائق، هذه هي العدة الرسمية لنابشي القمامة حيث يجوبون ليلا أحياء حلب من حاوية قمامة إلى اخرى ومن حي إلى اخر، فترى هؤلاء الأطفال، والذين من المفترض أن يكونوا داخل مدارسهم، داخل الحاويات بين القمامة يبحثون على كرتونة هنا أو علبة هناك مع تعرضهم للاعتداء الجسدي المتكرر من “المعلم” اذا لم يسلموا معلمهم أكبر قدر من القمامة ليبيعها لأحد تجار البلاستيك أو الحديد أو النايلون أو الكرتون والتي تتواجد محالهم على الأغلب في أطراف نائية من المدينة بعيدا عن الأعين.
مدخول يومي!
يصل عماد “أحد السائقين، يملك سيارة سوزوكي كان قد استأجرها للعمل” وبرفقته طفل يباشر العمل على الفور وهو يشرح لهاشتاغ سوريا : يبدأ عملنا في جمع القمامة من الساعة 7 مساءا حتى اخر الليل، وفي الصباح الباكر نجوب عدة أحياء نجمع الكرتون و من ثم نبيعه بالكيلو ويبدأ سعره من ال25 ل.س للكيلو الواحد حتى 34 ل.س للجيد كما هو سعر كيلو النايلو، متابعا: علينا جمع مالا يقل عن 200 كيلو من النايلو والكرتون لجمع ما يقارب ال 5000 ل.س و عن الطفل الذي يعمل معه قال، إن الطفل قدم منذ فترة و طلب العمل معه فوافق لأن الطفل يقول بأنه يعيل أهله!
معاناة البلدية
و ويعتبر جمع القمامة عملا شاقا حيث يقوم الاطفال الذين قد يعملون بمفردهم عن طريق إحضار “حمار” بدل سوزوكي بإخراج أكياس القمامة من الحاويات و من ثم نبشها واتلافها ما يتسبب بانتشار القمامة حول الحاوية وإرهاق عاملي النظافة في بلدية حلب، ويقول أحدهم لمراسل “هاشتاغ سوريا”: نابشي القمامة أصبحوا يتفننون بنبشها فتجد القمامة منتشرة على بعد أمتار عن الحاوية مرمية بشكل عشوائي وعلينا جمعها مجددا و من ثم رميها بالحاوية من الجديد ليفرغوها مرة اخرى ما يسبب عمل إضافي و جهد إضافي.
60 بالمئة نساء والباقي أطفال!
مدير النظافة العامة في محافظة حلب الأستاذ يحيى ضو قال لـ “هاشتاغ سوريا” إن معاناة عمال البلدية في حلب كبيرة من هؤلاء حيث يقوم العمال بإعادة تجميع القمامة بعد نبشها ما يتسبب بجهد إضافي و ذكر الضو أن المعاناة الأكبر تتركز في مكب “الراموسة” قرب مدينة حلب حيث يتجمع يوميا أكثر من 200 نابش للقمامة و يقومون بالنبش في المكب ما يتسبب بأضرار جسدية لهم قبل كل شيء.
ولفت الضو إلى أن 60% ممن يعملون في نبش القمامة هم من النساء والأطفال دون السن القانوني حيث يقومون بمهاجمة سيارات البلدية اذا رفضت الإفراغ بمكان غير الذي يريدونه هم!، وقال الضو إنه سبق وأحضرنا دورية شرطة ولكن من غير المعقول إن تبقى بشكل دائم.
و حول السيارات التي تعمل بنبش القمامة أفاد الضو بأن البلدية بالتعاون مع فرع المرور في حلب تعمل على حجز تلك السيارات وتنظيم الضبط اللازم برغم صعوبة ضبطهم و خصوصا هؤلاء الذين يأتون بغير سيارات ويعتمدون على انفسهم بالجمع، ودعا الضو الأهالي إلى الإبلاغ عن هكذا حالات لسيصار إلى التعامل مع الشكاوي بشكل فوري.
مهنة رسمية
يذكر أن عدد من الشكاوي وصلت لموقع “هاشتاغ سوريا” تطالب بلدية حلب باتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاربة الأمر قبل أن يصبح نبش القمامة وجمع الكرتون من مكبات القمامة مهنة رسمية لاسيما وأنه يكاد لا يخلو حي في حلب من “نابشي القمامة”.
 محمد مراد يونس