مشروع تنموي خيري بدعم من المغتربين والمجتمع المحلي للاستفادة من المياه المعالجة بسقاية المزارع والبساتين في دير عطية

مشروع تنموي خيري بدعم من المغتربين والمجتمع المحلي للاستفادة من المياه المعالجة بسقاية المزارع والبساتين في دير عطية

أخبار سورية

السبت، ١٢ أكتوبر ٢٠١٩

 علام العبد:
ساهم مشروع شبكة الري الخاصة بالمزارع الذي تم إنجازه مؤخراً في مدينة دير عطية في محافظة ريف دمشق في رفع التلوث عن أحياء المدينة وري معظم المزارع والبساتين بمياه الصرف الصحي المعالجة.
وذكر المهندس مأمون جومر -المنسق الفني لأعمال المشروع أن الفكرة بدأت من أجل إبعاد الروائح الكريهة عن الأحياء التي يمر منها خط المياه المعالجة، وقد تطورت الفكرة عندما تبناها مجلس مدينة دير عطية لتكون هناك شبكة مياه ري تغطي معظم كروم ومزارع المدينة.
وأضاف: تمت الدراسة من قبل مجلس المدينة لتكون بأقل التكاليف الممكنة، وشكلت لجنة أهلية تشرف على تنفيذ الدراسة قوامها بعض فعاليات المجتمع المحلي والجمعية الخيرية، بينما ساهم في دعم العمل مادياً الغيورون من أبناء المدينة ولاسيما المغتربين الذين لم يألوا جهداً في سبيل مدينتهم وخاصة المشاريع الحيوية وكان آخرها هذا المشروع، لقد اعتمدت الدراسة على تركيب شبكة من أنابيب البوليتين قطر 225 مم و 200 مم، حيث تم أخذ التفريعة الرئيسة من الخط المنفذ سابقاً من خزان تجميع المياه إلى بداية القناة الرومانية.
ويشير جومر إلى فوائد المشروع التي تتلخص في إبعاد التلوث والرائحة عن المنازل السكنية، وذلك لأن المشروع لن يمر من المناطق السكنية، وإمكانية الاستفادة من المياه المعالجة بصورة أكبر لأن حجم مياه الصرف المعالجة يتجاوز الـ 225 متراً مكعباً في الساعة، علماً أن القناة القديمة كانت لا تستوعب أكثر من 75 متراً مكعباً في الساعة.
ولفت جومر إلى أنه عندما يتم استثمار كامل كمية المياه المعالجة ستنخفض تكلفة ساعة الري إلى ما يقارب الــ 50%، وأن شبكة المشروع يبلغ طولها ما يقارب الــ 3 كم وأن تكلفة المشروع التقديرية مع المرافق نحو 40 مليون ليرة.
«تشرين» وقفت على آراء العديد من الفعاليات في دير عطية حيث أكد المغترب محمد عبد الباقي أن ما يقوم به المغتربون السوريون من أبناء دير عطية في دعم المشاريع الحيوية في بلدهم يشير إلى «شدة التزامهم بوطنهم ومدى ارتباطهم وتعلقهم ليس فقط ببلدانهم الأصلية، بل أيضاً بوطنهم كله». وهذا المشروع وغيره يؤكد أن المغتربين شركاء نشطون وأطراف فاعلون تمكنهم المساهمة في تنمية الواقع الخدمي والتنموي لبلدهم بطرق واسعة وفي مختلف المجالات.
من جانبها المهندسة أسماء عبود- رئيسة وحدة مياه الشرب في مدينة دير عطية أشارت إلى أن المشروع جاء استجابة لمعاناة المواطنين بعد ضخ مياه محطة المعالجة إلى القناة الرومانية التي كان لابد من المحافظة على عراقة هذه القناة ورفع التلوث عنها حيث تعبر المنازل منذ قديم الزمن لهذا تم التوجه الى جر المياه المعالجة عبر قساطل خاصة بتجاه مزارع المدينة وخارج المخطط التنظيمي للاستفادة منها وقد تمت مناشدة المجتمع الأهلي والمغتربين من أبناء المدينة حيث تم توحيد الجهود لإنجاز هذا المشروع بأقصى سرعة ممكنة فكانت التبرعات حاضرة حيث سارع الكثيرون مادياً وعينياً للمساهمة في دعم هذا المشروع.
بينما أشار المهندس رياض التجار إلى أن المشروع سيلعب دوراً مهماً من خلال الاستفادة من 5 آلاف متر مكعب من المياه كانت تذهب هدراً في مجرى السيل، وهذه الكمية سوف تروي المزارع والبساتين بعد التأكد من صلاحية استخدامها في ري المزروعات.
ورأت المهندسة الزراعية ليلى مرمر- رئيسة الوحدة الإرشادية في دير عطية أن المشروع سوف يعمل على حماية الأراضي من الري بمياه الصرف الصحي المباشر والتخلص من الملوثات الموجودة في مياه الصرف الصحي والعناصر الثقيلة الموجودة فيها التي تضر بالمزروعات.
أما المحامي شمس الياس- رئيس الجمعية الفلاحية الذي واكب الورش التطوعية العاملة في المشروع يرى أنه أمام تواصل شح المياه في المنطقة یبقى خیار استخدام المياه المعالجة من بین أبرز الخیارات الاستراتیجیة المرتقبة لتجاوز النقص الحاصل في المیاه، مشيراً إلى أهمية محطة المعالجة في دير عطية وما ستنتجه من مياه معالجة لاستخدامها في عمليات الري الأمر الذي من شأنه أن يوفر الكثير من الحل حیث ینتظر أن يوفر هذا المشروع من هذه المحطة حاجات المزارعين من مياه الري المعالجة.
أهالي حي غيلان والماضي وغيرهم في دير عطية ممن كانوا متضررين من مجرى المياه قدموا مساهماتهم المختلفة لدعم المشروع، وحسبما أشار يوسف عبدو أحد المتطوعين فإن الكثير من الأهالي في المدينة قدموا كالمغتربين تبرعات للمشروع سواء مادياً أو عبر الوقوف إلى جانب الورش العاملة في المشروع وتنفيذ الكثير من أعمال الحفر وتركيب الأنابيب ونقلها.
تشرين