المناهج الدراسية المطورة للحلقة الأولى تنال درجة الوسط من قبل أولياء الأمور!

المناهج الدراسية المطورة للحلقة الأولى تنال درجة الوسط من قبل أولياء الأمور!

أخبار سورية

السبت، ١٢ أكتوبر ٢٠١٩

إلهام العطار:
في السنوات الأخيرة تعالت أصوات الأهالي والطلاب وحتى المعلمين، البعض منها كان معترضاً على خطوة تغيير المناهج التي طالت معظم الصفوف في مختلف المراحل الدراسية، بينما هلل القسم الآخر مرحباً بتلك الخطوة ورأى أنها قفزة نحو الأمام، ولكل من الجانبين أسبابه ومسوغاته التي سنوردها لاحقاً في هذا الملف الذي يحمل عنوان «رضا أولياء الأمور عن تغيير المناهج في مرحلة التعليم الأساسي الحلقة الأولى»، فهذا الرضا يعدّ ركناً أساسياً من اركان النجاح وذلك وفقاً لرؤية اليونسكو التي تشير إلى أن أي إعداد وتصميم للمناهج لكل مراحل التعليم ينبغي أن يتم بمشاركة واسعة من كل فئات المجتمع بكل تنظيماته وهيئاته كما ينبغي أن يشارك أولياء الأمور فيه بشكل كبير، وهي رؤية أكدتها د.سندس العاتكي اختصاصية المناهج وطرائق التدريس، عضو الهيئة التدريسية في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة بقولها: لا يخفى على أحد بأن الوقوف على رضا أحد الأطراف الرئيسة في العملية التربوية بقصد أخذ آرائهم في الحسبان والتعامل معها بجدية من شأنه أن يؤدي إلى إشراك هذه الفئة إشراكاً حقيقياً في عملية تنفيذ المناهج وتقويمها ما يضمن نجاح هذه المناهج في تحقيق أهدافها المرجوة.
 
من واقع الحال
السيدة دانيا الدرويش وفي رد على سؤال لـ«تشرين» عن نظرتها للمناهج المطورة وخاصة أن لديها طفلتين في الصف الثالث والثاني الابتدائي قالت: المناهج فيها صعوبة وتحتاج متابعة مكثفة في البيت من قبل الأهل، وهناك الكثير من الاهالي يلجؤون إلى مايسمى معاهد المتابعة اليومية وهو عبء يضاف إلى أعباء الأسرة المادية.
أما المهندسة سوزان الفهد فقد نوهت بأنها تقضي ساعات في تدريس ابنها الطالب في الصف الرابع، وبخاصة في مواد اللغات والرياضيات وهذا في رأيها يتنافى مع خطة وزارة التربية التي تهدف إلى إلغاء الحفظ والتلقين وترك المجال مفتوحاً أمام الطالب لاكتشاف إبداعاته ومهاراته.
كلام أيده المهندس سومر الحلبي مضيفاً: التغيير طرأ على المناهج وقد لمسنا ذلك من خلال المضمون الذي حملته تلك الكتب بين طياتها ولكن إذا ما نظرنا إلى التطبيق على أرض الواقع نجد أن التغييرات في طرائق التدريس طفيفة وعند بعض المدرسين الذين اقتربوا من سن التقاعد تكاد تكون غير ملحوظة، قد يكون للأزمة وملحقاتها وللدوام النصفي وغيرها دور في ذلك ولكن كان يجب قبل الدخول في عملية تغيير المناهج تدريب الكوادر التدريسية وإعادة النظر في طرق التعيين مع ضرورة تأهيل البنية التحتية للمدارس فهناك الكثير منها حتى الآن لا توجد فيها أجهزة حاسوب، أو تقنيات تمكن الطالب من الاستماع إلى الدرس صوتياً.
الربط بين المدرسة والبيت أمر ضروري جداً
وللدخول اكثر في موضوع رضا أولياء الأمور عن المناهج المطورة من وجهة نظر علمية واكاديمية كان لـ«تشرين» وقفة مع الدكتورة سندس العاتكي التي أشارت إلى أن وزارة التربية في الجمهورية العربية السورية حرصت على الاهتمام بجودة التعليم العام ما قبل الجامعي بغية تخريج متعلم لا يقل تكوينه المعرفي والمهاري عن غيره في الدول المتقدمة، وباعتبار أن المناهج التربوية إحدى الركائز الأساسية للنهوض بالوطن والمواطن وأساس التقدم والتنمية في المجتمع، فقد تم اعتماد أحدث المداخل في مشروع بناء هذه المناهج المتمثل بمدخل المعايير، لتغدو هذه المعايير مرجعية للمؤسسات التربوية تتوضح من خلالها الأهداف والمسؤوليات والأدوار وتكون بالتالي أساساً في الحكم على مدى الإنجاز وجودته وإطاراً للمساءلة والمحاسبة، وأضافت: لقد بدأت التربية منذ أعوام بتنفيذ مشروع تطوير المناهج وفق استراتيجية محددة تبدأ بمرحلة التخطيط ثم مرحلة التصميم التي تشمل تحديد أهداف المنهاج ومعاييرها واختيار المحتوى، وبعد ذلك مرحلة تصميم المنهاج وإعداده للطباعة بما يشمله من كتب الأنشطة ومصادر التعلم والمتعلم وأدلة المعلم في تقويم أداء المتعلم، لتأتي المرحلة الرابعة وهي مرحلة التنفيذ التي وصلت اليها الوزارة حالياً وتشمل اختبار المنهاج وتنقيحه وتأهيل الميسرين التربويين وتعميم المنهاج وتقويمه، حيث تلازم عملية التقويم مراحل التنفيذ جميعها ويسهم بها جميع المعنيين بالعملية التربوية (معلم، متعلم، أولياء أمور، مجتمع محلي، إدارة تربوية) وتستخدم آليات وأدوات متنوعة لتنفيذ عملية التقويم وذلك بهدف قياس عناصر المنهاج لتحديد الاحتياجات وتطوير المنهاج وفقها. وتتابع الدكتورة العاتكي: إن العملية التربوية تشكل بكل أبعادها معادلة متفاعلة تنقسم أدوارها بين أطراف متعددة تتعاون معاً لتأدية العملية على الشكل الأمثل، وعليه فإن الربط بين المدرسة والبيت أمر ضروري جداً من نواحٍ عديدة، فالمنهاج في الجمهورية العربية السورية اعتمد مبدأ أن المتعلّم هو أساس العملية التعلّمية، لكنّه لم يغفل دور الأهل والمجتمع المحلي، لما لهم من مساهمة فعّالة في التأثير في المتعلّم وتكوين شخصيّته، لذلك يمكن أن يتمحور دور أولياء الأمور في إتاحة الفرص لأبنائهم للتعلّم بشكل رئيس حول المحاور الآتية:
الأول: معرفة المناهج الدراسية, فعندما يهتم الوالدان بدراسة ابنهما فإنهما يألفان البرنامج التعلّمي، ويعرفان المعارف والمهارات التي يجب أن يكتسبها المتعلّم، وبذلك يتمكنّان من تتبّع تقدّمه الدراسي ومناقشته ومعرفة معوقات التعلّم، والتعاون بشكل وثيق مع المعلّم لتحسين مخرجات تعلّم ابنهما، أما الثاني فيتعلق بمرافقة الطالب أثناء تعلّمه, إذ تقع على الوالدين مسؤولية مشاركة ابنهما في تعلّم وممارسة القيم والسلوكيات المناسبة؛ ومن الضروري أن يعمل الوالدان والعاملون في المدرسة معاً لضمان أنّ البيت والمدرسة يقدمان بيئة داعمة للتعلم مدى الحياة وذلك من خلال مشاركتهما في لقاءات مع المعلّمين وورش العمل للآباء والأمهات وأنشطة مجلس المدرسة، و في الأنشطة اللاصفية المرتبطة بالدراسة، وجعل البيئة المحيطة بيئة تعلّم إذ يستطيع الوالدان مشاركة ابنهما في الأنشطة التي ستوسع آفاقه تدريجياً، وتغني فهمه للعالم الذي يحيط به، وتطوّر تفكيره النقدي، سواء في مناقشة قضايا الساعة أو تشجيعه على إدراك التحديات المرتبطة بحياته اليومية.
شكوى أولياء أمور المتعلمين من المنهاج المطور
وتضيف د. العاتكي: من هنا نجد أن دور أولياء الأمور في تقويم المناهج الدراسية هو دور مكمل لما يقومون به في إتاحة الفرصة لأبنائهم للتعلم، فمن خلال معرفتهم بتلك المناهج وخبرتهم بها ومساعدة أبنائهم في الكثير من الواجبات المدرسية يصبحون الأقدر على تقييمها واكتشاف نقاط الخلل أو القوة فيها، وتالياً المساعدة على تحسينها والارتقاء بها ولاسيما أن دافعهم لذلك هو حصول أبنائهم على أفضل تعليم، لكن ومن خلال تواصلي مع الأهل والمجتمع المحلي لاحظت شكوى أولياء أمور المتعلمين من المنهاج المطور، لذا قمت بإعداد بحث حول هذه المشكلة تضمن دراسة استطلاعية أجريت على عينة من أولياء الأمور في مدينة دمشق وجهت إليهم مجموعة من الأسئلة حول المناهج المطورة وقد شمل مجتمع البحث جميع أولياء أمور الطلبة في الحلقة الأولى من التعليم الأساسي من الصف الأول إلى السادس في مدينة دمشق، تم التواصل معهم من خلال التلاميذ، و بلغ عدد المدارس284مدرسة للعام الدراسي 2018 / 2019، موزعة على 15 مجمعاً تربوياً أو منطقة تعليمية، وتم سحب عينة عشوائية بمعدل (40 %) من مجتمع المناطق التعليمية في مدينة دمشق، بلغ عددها (6) مناطق تعليمية، ثم قمت بإحصاء عدد المدارس في كل منطقة مختارة، واختير عشوائياً من كل مدرسة من هذه المدارس (حسب المناطق) شعبة للصف الثاني، وشعبة للصف الرابع وشعبة للصف السادس وبذلك بلغ عدد الشعب 126 ووزعت الاستبانة على متعلمي الشعب المختارة، الذين أعطوها بدورهم لأولياء أمورهم ، حيث بلغ عدد عينة أولياء الأمور الذين وزعت عليهم الاستبانات (3962) أعيد منها 2712 استبانة، وتم استبعاد 92 لعدم صلاحيتها للتحليل الإحصائي، وبذلك تكون العينة النهائية للبحث (2620) ولي أمر، موزعة حسب متغير الجنس إلى 1750 أماً و870 أباً كما توزعت العينة وفق متغير المؤهل العلمي، وقد تم تضمين المجالات والمعايير السابقة في الاستبانة ووضعت أمام مقياس متدرج لتحديد رضا أولياء الأمور عنها، وقد اختير مقياس ليكرت الخماسي لمناسبته لهدف الاستبانة، وجاء وفق الترتيب الآتي: ( راضٍ جداً، راضٍ، غير متأكد, غير راض، وغير راضٍ ابداً) ثم قسمت الاستبانة إلى أربعة أقسام: القسم الأول يتضمن هدف الاستبانة وتعليماتها والبيانات الأولية، والقسم الثاني يتضمن عبارات الاستبانة التي قسمت إلى المحاور ذاتها في قائمة معايير جودة المناهج، والقسم الثالث يتضمن عبارات تمثل صعوبات المنهاج، إضافة إلى سؤال مفتوح لإضافة أي صعوبات من وجهة نظر ولي الأمر وليست متضمنة في الاستبانة، والقسم الرابع تضمن سؤالاً مفتوحاً لإضافة ولي الأمر مقترحاته لتحسين جودة المناهج.
درجة غير مرضية
وتشرح د. العاتكي: بعد عمليات البحث والتفريغ وغيرها تبين أن درجة رضا أولياء الأمور عن جودة المناهج الدراسية المطورة في سورية هي درجة متوسطة في جميع المحاور التي شملت الأنشطة التعليمية التعلمية ومحور الناحية العلمية للكتاب ومحور لغة الكتاب وأسلوب عرضه ومقدمة الكتاب والشكل العام والإخراج الفني ومحور المحتوى وأسئلة الكتاب ومحور التقويم، وبما أن تحقيق الجودة يتطلب مستويات عالية من الرضا يمكن القول إن المناهج المطورة من وجهة نظر أولياء الأمور بحاجة إلى تحسين مستمر وتلافي بعض الأمور التي تشكل عائقاً من وصولها إلى درجة مرضية من الجودة، وربما يعود السبب في النتائج السابقة إلى أن تجربة تطوير المناهج الدراسية تضمنت الكثير من الأفكار والتوجهات الحديثة في التعليم والتعلم، وهذا ما لم يعتده أولياء الأمور ولم يتقبلوه مباشرة لأن التغيير دائماً يواجه بمقاومة بسبب الخوف منه وعدم الاعتياد عليه واستسهال ماكان سابقاً، ومن جهة أخرى يمكن القول إن المناهج الجديدة بحاجة إلى حملة إعلامية أكبر مما حصلت عليه لتعريف الرأي العام عليها ومساعدتهم على تفهم توجهاتها وأهدافها وآلية تطبيقها. ورداً على سؤالها عن محور (التقويم) الذي يشكل مصدر قلق الأهل الدائم لأنه يتضمن الحكم على مستوى أبنائهم، أفادت: هذا المحور حصل على المرتبة الأخيرة في درجة الرضا، فوزارة التربية قامت بتطوير نظام التقويم جنباً إلى جنب مع تطوير محتوى المناهج وهذا الامر كان فيه صعوبة بالنسبة لأولياء الأمور لتقبله والتعود عليه، أضف إلى ذلك أن أولياء الأمور عبّروا صراحة أثناء تطبيق الاستبانة أن الكثير من الأسئلة المتضمنة في الكتاب غير مفهومة وغير واضحة الصياغة بالنسبة للتلميذ ولهم وحتى للمعلمين، وبشكل عام يمكن القول إن ما حصلت عليه المناهج المطورة من درجة رضا من قبل أولياء الأمور هي درجة غير مرضية، لذا نحن بحاجة إلى تعريف أولياء الأمور بأهداف المناهج وتوجهاتها وآلية تطبيقها، إضافة إلى تلافي بعض نقاط الضعف التي تعانيها، والأخذ بوجهة نظر أولياء الأمور فيها وحتى إشراكهم في تأليفها وتقويمها، لأنهم طرف فاعل ومهم في العملية التربوية.
تقديرات المعلمين بين الكبيرة والمتوسطة
أما تقديرات المعلمين لصعوبات المناهج المطورة فتراوحت بين الدرجة الكبيرة والمتوسطة، وهذا أمر ليس مستغرباً فأي تجربة جديدة -وفقاً لعاتكي- سوف تواجهها مجموعة من الصعوبات التي ربما تحول دون تطبيقها بالشكل المثالي أو تحقيق جميع أهدافها، ويأتي الكشف عن هذه الصعوبات في محاولة لتعرفها والعمل على الحد منها قدر الإمكان، وتوضح بالنظر إلى الملاحظات التي أوردها أولياء الأمور والمعلمون يمكن القول إن هذه النتائج واقعية وتحول فعلاً دون تحقيق المناهج للأهداف المحددة منها، ولاسيما فيما يتعلق بالتجهيزات التي يحتاجها تطبيق المناهج مثل توافر أجهزة حاسوب وشاشات عرض ومخابر لازمة لتطبيق التجارب وغيرها من الوسائل الضرورية، إضافة إلى مشكلة الوقت وهي تنقسم إلى شقين من وجهة نظرهم, فمن ناحية يكون وقت الحصة غير كافٍ لتنفيذ أنشطة الدرس كلها، وهناك زيادة في عدد الحصص بحيث لا ينتهي اليوم الدراسي قبل الساعة الثانية من بعد الظهر، أما الشق الثاني فيتعلق بتوزيع المنهاج على العام الدراسي، حيث (ووفق ما كتبه أولياء الأمور) انتهى العام الدراسي وهناك الكثير من الدروس في المنهاج لم يقدر المعلم على إعطائها أو تنفيذها مع التلاميذ بسبب سوء التوزيع أو عدم كفاية الوقت.
مقترحات ولكن
وعن المقترحات التي يمكن أن تؤدي لتحسين جودة المنهاج من وجهة نظر أولياء الأمور؟ بينت د.العاتكي أنها كانت متعددة ولكن أهمها تأمين البنية التحتية اللازمة لتنفيذ المنهاج المطور بالشكل الأمثل وتحقيق أهدافه، تأهيل المعلمين وإقامة دورات تدريبية بما يتيح لهم فهم التوجهات الحديثة للمناهج المطورة، وتعرف كيفية تنفيذها واتباع طرائق تعليمية تتناسب معها، تناسب وقت الحصة مع الأنشطة التعليمية للدرس الواحد وأن يتناسب توزيع المنهاج مع طول العام الدارسي، وأن تكون الأسئلة المتضمنة في المنهاج واضحة الصياغة وبعيدة عن الغموض والتعقيد.
كما اقترحوا إرفاق CD مع كل كتاب يحتوي على مراجع هامة وفيديوهات تعليمية تساعد المتعلم والأهل على الفهم، واستبدال الانترنت بكتب ومراجع بما يشجع على القراءة والبحث، والأهم إلغاء المشاريع لتلاميذ الحلقة الأولى لأنهم لا يستطيعون تنفيذها وجعلها مقتصرة على الحلقة الثانية والمرحلة الثانوية، مع ضرورة تفعيل الرحلات العلمية وربطها مع الدرس، والعمل على توءمة المنهاج مع الواقع الحالي للبلد، وتفعيل النشاطات اللاصفية، ومن الاقتراحات إلغاء عطلة يوم السبت وتوزيع برنامج الدروس بشكل مريح بالنسبة للمتعلم من دون تكثيفها في يوم واحد، والعمل على إيجاد صفوف نموذجية ومخابر متطورة لتنفيذ المنهاج الجديد. أما بالنسبة لما تقترحه الباحثة العاتكي في ضوء نتائج البحث فكان اعتماد قائمة معايير جودة المناهج في تقويم المناهج المطورة في الحلقة الثانية والمرحلة الثانوية، والاستفادة منها وتطويرها للوقوف على آراء الأطراف الأخرى في العملية التربوية والتعليمية ولاسيما المتعلمين والمعلمين، الاستفادة من الصعوبات والمقترحات التي قدمها أولياء الأمور لتحسين جودة المنهاج الدراسي والعمل على إشراكهم بشكل حقيقي في تأليف المناهج، تفعيل دور الإعلام في تسليط الضوء على المناهج المطورة وعدم الاكتفاء بالدور الذي تقوم به الفضائية التربوية فلابد من تكاتف جميع القنوات التلفزيونية الوطنية للقيام بدورها في هذا المجال، واعتماد الندوات وحلقات النقاش المفتوحة مع المتعلمين وأولياء الأمور والقائمين على تأليف المناهج وتطويرها.
ما السبب في نيل المناهج هذه الدرجة؟
في سؤال طرحته «تشرين» عن السبب في نيل المناهج المطورة درجة الوسط، وما وجهة النظر من استبيان رأي الأهل ومن المشاريع التي تطلب من طلبة الحلقة الأولى؟ جاءت الإجابات بين مؤيد لها ومعارض لوجودها أصلاً فالعديد من الأهالي قالوا: هي مشاريع للأهل وليست للطلاب، وصفقات رابحة للمكتبات، ينبغي تهيئة البيئة الصفية والمدرسية بكل غرفها وتهيئة المدرسين مع تطور المنهاج بدلاً من القيام بمشاريع 95% منها مجرد نسخ عن درس موجود في الكتاب وإضافة معلومة خارجية لا أكثر تحت مسمى المشروع.
الدكتور وليم عباس دكتوراه في القياس والتقويم لدى جامعة دمشق -كان يعمل سابقاً في المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية- قال: منهجية البحث العلمي ضرورة في العملية التعليمية منذ مرحلة رياض الأطفال، والمشروعات أحد أشكال التقويم التربوي البديل التي تركز على نشاط المتعلم وتدفعه إلى البحث عن المعارف من مصادر مختلفة (الانترنت، مصادر، مراجع إضافية) ليخرج بنتاج علمي بشكل جديد، أما ما يحدث حقيقة في مشروعات تلامذتنا فهي لا تعدو كونها مسألة إرهاق نفسية ومادية بالنسبة للمتعلم وأهله… وأصبحت مورداً اقتصادياً لأصحاب المكتبات، كانت الفكرة مشروعاً واحداً للمادة في نهاية الفصل الدراسي.. لكن يتفاجأ الأهل بعدد المشروعات المطلوبة.
وأضاف د. مالك يونس: إن التطوير والتحديث في العملية التربوية ومؤسساتها لا يقتصران فقط على المناهج والكتب المدرسية وإنما يجب أن تكون عملية متكاملة تطول أيضاً القائمين عليها من معلمين وتربويين من خلال دورات تدريبية مكثفة على المناهج الجديدة وأسلوب تدريسها, وثانياً تأمين المدارس بالوسائل والأدوات التعليمية الحديثة.
وبالنسبة للمشاريع يجب أن يتم اختيارها بحيث تكون حافزاً للطلاب على التفكير والدراسة وتمنحهم متعة التعلم وأن يتم تنفيذها في المدرسة تحت إشراف المعلمين وليس في البيت. ورأى نيقولا معمر أن تطوير المناهج يحتاج أشخاصاً مؤهلين بشكل ممتاز ولديهم شهادات وخبرات تكفي لتصوغ منهاجاً متطوراً أما ما يحدث كل ثلاث سنوات من تغيير للمنهاج فهذا غير مقبول ويؤدي لضياع الطالب وأهله لأن اعتماد الطالب مازال على الأهل ولا تكفي المدرسة … هنالك مواد أساسية غير مشروحة في الكتب ويعتمد شرحها على دليل المعلم والمصيبة الكبرى ليس كل المعلمين مؤهلين ليكونوا معلمين، إضافة لنوعية الدروس السيئة في جميع المواد غير العلمية بما فيها العربي والحديث يطول .
وبينت د.فريال حمود من كلية التربية في جامعة دمشق أهمية المشاريع فيما لو تم تنفيذها بالشكل الصحيح. لكن ترك الطفل والأهل في حيرة من أمرهم ونشوء مكتبات تنجز هذه الأعمال وعدم الاستفادة منها في تعزيز التلاميذ يجعل العمل فارغاً من الهدف, والقليل جداً من المعلمين يديرون عمل المشروع بالشكل الصحيح. وختاماً توجز د. العاتكي في ردها إن موضوع الرضا مأخوذ من الجودة، وحين أصل إلى رضا العميل فمعنى ذلك حققت الجودة، وتالياً ليس شعوراً بالسعادة وبالتعالي والابتهاج للبحث، وإنما درجة إدراك ولي الأمر للخدمات المقدمة سواء من المؤسسة التعليمية أو من المنظمة وهنا تناولت المناهج وليس المؤسسة.
وعلى صعيد إلغاء المشاريع للطلبة جاءت الفكرة من قبل آراء أولياء الأمور وللصفوف من الأول إلى الرابع، وتبقى المشكلة- كما أشار الأهالي والمختصون خلال أحاديثهم- تكمن في عملية التواصل بين مديرية تأليف المناهج، وفكرة التطبيق على أرض الواقع، وكان الكثير من الأهالي يعتقد أن لكل مادة مشروعاً خاصاً بها، ومع التوضيح تبين أن مشروعاً واحداً على مدار السنة، بينما أرجع الأهالي عدم التمكن من تحقيق المناهج إلى الكثافة الصفية للطلاب في الشعبة المدرسية.
تشرين