نساء وأطفال دواعش فرنسيون محتجزون لدى «قسد» يقدمون شكاوى ضد لودريان

نساء وأطفال دواعش فرنسيون محتجزون لدى «قسد» يقدمون شكاوى ضد لودريان

أخبار سورية

الثلاثاء، ١٧ سبتمبر ٢٠١٩

اتهم العشرات من عائلات نساء وأطفال دواعش فرنسيين محتجزين في مخيمات ميليشيا «قوات سورية الديمقراطية – قسد» في شرق سورية وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، بـ«إغفال تقديم الإغاثة» لهم وتعمده عدم إعادتهم إلى بلدهم.
وقدّمت العشرات من عائلات نساء وأطفال فرنسيين محتجزين في مخيمات ميليشيا «قسد» الإرهابية الانفصالية، شكاوى ضد لودريان بدعوى «إغفال تقديم الإغاثة» لهم عبر رفضه إعادتهم إلى فرنسا، حسب ما نقلت وكالة «أ ف ب» للأنباء عن مصادر وصفتها بـــ«المتطابقة».
وحسب الوكالة، قدّم المحامون ماري دوزيه وهنري لوكلير وجيرار تشولاكيان الشكاوى في شهري تموز وأيلول الجاري إلى محكمة عدل الجمهورية، الهيئة القضائية الوحيدة (في فرنسا) المخولة محاكمة الوزراء أثناء ممارسة مهامهم.
واتهمت العائلات وزير الخارجية الفرنسي بأنه رفض «طوعاً وعمداً» إعادة نساء وأطفال مسلحي تنظيم داعش الإرهابي الفرنسيين المحتجزين في مخيمات «قسد» في سورية وهم «معرضون للخطر».
ووفق «أ ف ب»، قالت العائلات في الشكاوى التي كشفت عنها أيضاً صحيفة «لوموند» الفرنسية: أنه «منذ أشهر عدة، لم يكفّ الأكراد (ميليشيا قسد) عن حضّ الدول على تحمّل مسؤولياتها وإعادة مواطنيها (من الدواعش)».
لكن حتى الآن، لم توافق الحكومة الفرنسية على إعادة أطفال هذه المخيمات إلا بعد درس «كل حالة على حدة»، وبعد أشهر من المماطلة وسط غضب الرأي العام، أعادت باريس في العاشر من حزيران الماضي 12 طفلاً معظمهم أيتام بعد إعادة خمسة أطفال في آذار من هذا العام، وفق الوكالة.
وأشار أطراف الشكوى إلى أن «هذه السياسة التي أطلقت عليها تسمية «كل حالة على حدة»، تهدف قبل كل شيء إلى ترك أكثر من مئتي طفل وأمهاتهم معرضين إلى معاملة غير إنسانية ومهينة وإلى خطر الموت الوشيك».
ووصفت العائلات الشاكية الظروف التي يعيش فيها الأطفال الأمهات والتي لا تكفّ عن التفاقم في المخيمات حيث تسود أجواء من انعدام الأمن المتزايد، بدءاً من درجات حرارة قصوى في الصيف والشتاء، ونقص في المياه والمواد الغذائية، وصولاً إلى تفشي وباء السلّ أو حتى الكوليرا، وغياب الرعاية الصحية.
وقالت المحامية دوزيه حسب «أ ف ب»: «إنه خيار سياسي بعدم إنقاذ هؤلاء الأطفال والأمهات المحتجزين اعتباطياً»، مؤكدةً أن طفلاً فرنسياً يبلغ 12 عاماً قضى نحبه الأسبوع الماضي في «مخيم الهول» (الذي أقامته قسد في ريف الحسكة)، ورأت أنه «في وقت معيّن، يجب تحمّل عواقب هذا الخيار السياسي جنائياً».
وأوضحت الوكالة أنه حالياً ينبغي أن تعلن لجنة تلقي الشكاوى في المحكمة موقفها بشأن قبولها، وأضافت إنها لم تتمكن أمس من التواصل مع محامي لودريان، جان بيار مينيار، على الفور للتعليق على الأمر.
ومنذ عام، قُدّمت التماسات على جبهات عدة في محاولة إعادة هؤلاء الأشخاص إلى فرنسا، وفي مطلع العام، حضّرت السلطات الفرنسية خطة إعادة شاملة لمسلحي داعش وعائلاتهم إلا أنها لم تُنفّذ، حسب وثائق كشفت عنها صحيفة «ليبيراسيون» الفرنسية، قالت «أ ف ب» إنها اطلعت عليها.
قناة «العربية» المملوكة للنظام السعودي، من جهتها، ذكرت أمس، أن وزارة الخارجية الفرنسية ردت على شكاوى العائلات، إن الأولوية لاستعادة الأطفال المعزولين والأيتام من سورية (من عائلات مسلحي داعش).
وتحتجز «قسد» الآلاف من الفارين من المعارك التي خاضتها ضد تنظيم داعش في المناطق الشرقية بينهم الكثير من مسلحي الدواعش الأجانب وعائلاتهم الذين استسلموا لها، على حين ترفض دولهم استعادتهم.