قيادي بارز ينقلب على الجولاني ويفضحه: إمارة عائلية وجواسيس وفساد مالي

قيادي بارز ينقلب على الجولاني ويفضحه: إمارة عائلية وجواسيس وفساد مالي

أخبار سورية

الأربعاء، ١١ سبتمبر ٢٠١٩

شنّ القيادي البارز في هيئة تحرير الشام أبو العبد أشداء هجوماً هو الأول من نوعه على قائده أبو محمد الجولاني، وذلك في تسجيل مصور أعلن فيه عن فضائح قيادة الهيئة مالياً وعسكرياً وإدارياً وتسلّمها مبلغ 100 مليون دولار من جهة مجهولة منذ أول تأسيسها، الأمر الذي أدى إلى صدور قرار من قبل الهيئة بفصله وإحالته إلى القضاء العسكري للمحاكمة.
 
جاء انقلاب "أشداء" في ظل التوتر الذي تعيشه هيئة تحرير الشام في صفوفها بعد الاحتجاجات التي مازالت مستمرة حتى اليوم ضد الجولاني وهيئته وانقلاب الشرعي السعودي عبدالله المحيسني عنه ودعوته قادة فصائل الهيئة إلى عزل أنفسهم.
 
وكشف القيادي في تسجيل مصوّر بعنوان "كي لا تغرق السفينه" تحدث فيه عن فضائح الجولاني وقيادة هيئة تحرير الشام الذين قاموا بتحويل الهيئة إلى إمارة خاصة يتزعمها أصدقاء وأقارب القادة الذين يقومون بتسليم المناصب وفق درجة الولاء للجولاني، بالإضافة إلى إعلانه عن فشل الهيئة باتخاذ أي قرار دون تدخل خارجي وخضوعها للتفاهمات الدولية.
 
وأضاف "أشداء" الذي كان معروفاً بتأييده المطلق وقيادته لمعظم معارك هيئة تحرير الشام ضد الفصائل التي تم إقصائها خلال السنوات الماضية، أن الهيئة حصلت على 100 مليون دولار منذ أول تأسيسها من جهة مجهولة لم يسمها، مبيناً أنها استولت أيضاً على ملايين الدولارات وأكثر من 1100 آلية ومستودعات كبيرة من الأسلحة والأغذية والأدوية من حركة نور الدين الزنكي، مشيراً إلى أن سياسة الهيئة الفاشلة تسببت بانشقاق مئات المقاتلين والقادة وتهميش كل من يعارض قيادة الصف الأول بالرأي.
 
وحمّل القيادي المنشق هيئة تحرير الشام مسؤولية الخسائر الميدانية الأخيرة شمال حماة وجنوب إدلب بسبب سياسة التجويع التي اتبعتها الهيئة التي أثرّت بشكل كبير على معنويات المقاتلين الذين لا يتقاضون رواتبهم القليلة بانتظام بالرغم من توفر المال والتذرع بأنه يتم صرفها على قطاعات أخرى، حيث تبين لاحقاً أنها أكاذيب كانت تتذرع بها قيادة الجولاني.
 
وبيّن أن الأموال التي تحصل عليها الهيئة شهرياً تكفي مقاتليها ومقاتلي الفصائل الأخرى نتيجة الموارد التي تتحكم بها في مناطق نفوذها من معابر حدودية وجمع الضرائب والزكاة والسيطرة على الممتلكات العامة، واحتكار التجارات ومصادرة كثير من دخل المنظمات، والتهريب وتجارة الدخان وسرقة أموال الفقراء.
 
وتحدّث أبو العبد عن وجود جواسيس ضمن الهيئة يرسلون التقارير لقادتهم يتحدثون فيها عن درجة ولاء كل من يتتبعونه، وعلى أساسها يتم منح المناصب أو حجب الثقة والفصل.
 
وأدت الفضائح التي كشف عنها القيادي البارز عن اشتداد التوتر داخل صفوف الهيئة وانقسام الموقف بين موالين لأشداء ومعارضين له الذين اتهموه بتشويه صوره قائدهم الجولاني والانقلاب عنه لزيادة الانشقاق في صفوف الهيئة بعد فشله في قيادة مجموعاته في المعركة الأخيرة ضد الجيش السوري للهروب من تحمل مسؤولية الفشل والخسائر الميدانية الكبيرة.
 
وتشير المعلومات الأولية إلى أن الموقف الذي سجلّه أبو العبد أشداء سيزيد من حجم الانشقاقات في صفوف الهيئة وتشكيل جبهة مضادة تهدف إلى إسقاط الجولاني وجماعته، بالإضافة إلى ارتفاع عمليات التصفية في صفوف المعارضين للجولاني ضمن الهيئة كما حصل يوم أمس الثلاثاء عندما تم العثور على القيادي أبو عبد المحسن الجزراوي ومرافقه مقتولين برصاص في الرأس داخل مقرهم في مدينة سراقب جنوب إدلب.
 
وأكد ناشطون أن" أشداء" في مكان آمن عندما تم بثّ التسجيل المصور، مشيرين إلى أن محاولة اعتقاله ستشعل فتيل الاقتتال ضمن الهيئة نفسها وخاصة أن لديه أنصار كُثر بعضهم يقاتلون معه في الفصيل الذي يقوده تحت مسمى "جيش عمر".
 
وتعاني هيئة تحرير الشام من تراجع انتساب عناصر جديدة في صفوفها وضعف الالتحاق بمعسكراتها، حيث توجهت بشرعييها إلى المخيمات المقامة على الحدود مع تركيا وتحريض الأطفال الصغار فيها على القتال والالتحاق بمعسكرات ما يسمى بـ"الأشبال" لتهيئة المقاتلين وتحضيرهم للقتال في صفوف الهيئة.
 
 
 
من هو أبو العبد أشداء؟
عبد المعين محمد كحال والمقلب بأبو العبد أشداء من مواليد مدينة حلب 1986، كان أميراً للفصائل المسلحة المحاصرة في حلب قبل أن يطردهم الجيش السوري منها، ومن ثم انتقل إلى إدلب وتسلم قيادة "جيش عمر" أحد أبرز فصائل الهيئة بعد جيش النصرة.
 
وكان أبو العبد قائداً لـ"كتيبة أشداء" التي كانت تقاتل تحت راية "أحرار الشام" قبل أن تنشق في آواخر العام 2016 وتنضم إلى "جبهة فتح الشام".
 
في آيار/ مايو 2017 كشف ناشطون سوريون عن قيام الحكومة التركية بمنح بطاقة لاجئ للأمير السابق لـ"جبهة النصرة" في حلب الملقب بـ"أبو العبد أشداء"، والذي كان قد انفصل عن "أحرار الشام" بذريعة تنسيقيها مع الحكومة التركية.