باحث أميركي: أردوغان خدع واشنطن بشأن شمالي سورية

باحث أميركي: أردوغان خدع واشنطن بشأن شمالي سورية

أخبار سورية

الأحد، ١٨ أغسطس ٢٠١٩

اعتبر الباحث في مركز دراسات الشرق الأوسط وإفريقيا في مجلس العلاقات الخارجية الأميركي، ستيفن كوك، أن تهديدات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لغزو مناطق سيطرة الميليشيات الكردية شمال سورية كانت بمثابة خدعة تهدف إلى إجبار واشنطن على تقديم تنازلات.
وقال كوك في مقال نشرته مجلة «فورين بوليسي» الأميركية: «من الأمور المعتادة في واشنطن أنه يكون دائماً «حالة تأهب قصوى» بين محللي السياسة الخارجية وصناع السياسة ومع الصحفيين الذين يسودهم دائماً حالة قلق ما بشأن كارثة بعيدة المدى على وشك أن تلم بالولايات المتحدة»، وذلك حسبما ذكرت موقع «العربية. نت» الإلكتروني السعودي الداعم للتنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة في سورية.
وأضاف كوك: إن «هذا ما كان عليه الحال خلال الأسابيع القليلة الماضية، عندما بدا الكثيرون مقتنعين بأن تركيا ستغزو شمال شرق سورية».
ولفت إلى أنه من الغريب أن القليلين فقط هم من التفتوا إلى احتمال أن تكون تهديدات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للغزو كانت بمثابة خدعة في إطار تكتيك تفاوضي تم الترويج له بسوء نية.
وقال كوك: يفهم الرئيس التركي واشنطن جيدا، وكان يعلم أنه سيكون قادراً على جعل مسؤولي الإدارة الأميركية في واشنطن يدورون حول أنفسهم في حلقات من خلال التهديد بالقضاء على الشراكة الإستراتيجية بين الولايات المتحدة وتركيا، وهي الفكرة التي تحكم التوجهات السياسية الثنائية لعقود من الزمن، والتي يتشارك البلدان من خلالها في تحديد أهداف السياسة الخارجية الواسعة والرؤى لتحقيقها.
وأضاف: «يدرك أردوغان أن تلك الشراكة قد قضت بالفعل، ويسعد للغاية باستغلال أي أميركيين لا يدركون ذلك».
وأشار كوك إلى أن أردوغان هدد بأن يصدر الأمر للجيش التركي بدخول شمال شرق سورية 8 مرات منذ كانون الأول 2018، وجاءت آخر 3 تحذيرات بين أواخر تموز وأوائل آب من العام الجاري.
ولفت إلى أن أي محاولة تحليل موضوعي يمكن أن تكشف أن تهديدات الأتراك كانت بمثابة خدعة تهدف إلى إجبار واشنطن على تقديم تنازلات.
واعتبر كوك، أن الواقعة بأكملها تكشف أن مجتمع السياسة الخارجية الأميركي وصل إلى منعطف غريب إلى حد ما، بشأن تركيا، وعلى الرغم من وجود أدلة كافية على أن تركيا لم تكن ولا تريد أن تكون شريكا استراتيجياً للولايات المتحدة، فإن بعض المحللين وصناع القرار يرغبون بشدة في الاعتقاد بخلاف ذلك، وفي هذا السياق، يُزعم أن تركيا لها أهمية كبيرة في منافسة القوة العظمى كالصين وروسيا.
وبين أن تركيا هي نفس الدولة التي ساعدت إيران على تجنب العقوبات، والتي اشترت منظومة دفاع جوي روسية الصنع مصممة لإسقاط الطائرات الأميركية.