الجيش السوري يواصل التقدم في ادلب.. هل سيشتبك مستقبلا مع "اللاعبين"؟

الجيش السوري يواصل التقدم في ادلب.. هل سيشتبك مستقبلا مع "اللاعبين"؟

أخبار سورية

الاثنين، ١٢ أغسطس ٢٠١٩

تمكن الجيش السوري من السيطرة على أحياء ومزارع بلدة الهبيط الاستراتيجية في ريف إدلب الجنوبي بعد معارك عنيفة مع جبهة النصرة الارهابية.
ودخل الجيش السوري البلدة، وبدأ عمليات تمشيط على الفور بعد تمهيد مدفعي وصاروخي وجوي كثيف، ما أسهم في قطع خطوط إمداد الارهابيين باتجاه البلدة ومحاصرتهم من جهتي الغرب والجنوب، فيما تكفل الطيران الحربي السوري الروسي المشترك بضرب مواقع المسلحين في خان شيخون وكفرنبل مستهدفاً عدّة أرتال حاولت الوصول إلى مدينة الهبيط.
وتعتبر مدينة الهبيط من أهم معاقل مسلحي "هيئة تحرير الشام" التي تتزعمها جبهة النصرة الارهابية ، وبوابة ريف إدلب الجنوبي كما أنها تبعدُ عن مدينة خان شيخون 10كم غرباً.
وأكد الإعلام الحربي السوري أن البلدة هي البوابة المؤدية إلى ريف إدلب الجنوبي والطريق السريع بين دمشق وحلب.
وقال المرصد السوري المعارض ان الجيش السوري سيطر فجر الأحد على بلدة الهبيط في ريف إدلب الجنوبي بعد معارك "شرسة" ضد هيئة تحرير الشام والجماعات المسلحة المتحالفة معها.
وتسيطر "هيئة تحرير الشام"، على الجزء الأكبر من محافظة ادلب، وتتواجد فيها جماعات مسلحة اخرى أقل نفوذا.
واقر المرصد المعارض ان هذه السيطرة تتيح للجيش السوري أن "تتقدم باتجاه مدينة خان شيخون، المدينة الأكبر في ريف إدلب الجنوبي" والواقعة على بعد حوالى 11 كيلومترا شرق الهبيط.
كما تخولها "إطباق الحصار على كبرى بلدات ريف حماة الشمالي وهي اللطامنة ومورك وكفرزيتا التي تعرضت في اليومين الأخيرين لقصف جوي وبري مكثف"، وفق المرصد.
ومنطقة إدلب مشمولة باتفاق تم التوصل اليه في سوتشي في أيلول/ سبتمبر 2018، نص على إقامة منطقة "منزوعة السلاح" تفصل بين مناطق سيطرة الجيش السوري والجماعات المسلحة. كما يقضي بسحب الجماعات المسلحة أسلحتها الثقيلة والمتوسطة، وايضا انسحاب المسلحين من المنطقة المعنية. إلا أنه لم يتم استكمال تنفيذه.
من جهة اخرى سيطرت وحدات من الجيش السوري على بلدة سكيك وتل سكيك بعد اشتباكات مع الإرهابيين، حيث ذكرت مصادر ميدانية ان الجيش بدأ المرحلة الثانية من العملية العسكرية في ريف ادلب من المحور الشرقي (محور أبو دالي) ونجحت بالسيطرة على تل سكيك وبلدة سكيك.
وتعد هذه المرحلة، الشرقية، استكمالا لمرحلة التقدم الأولى من الناحية الغربية باتجاه بلدة خان شيخون الاستراتيجية.
وتأتي أهمية السيطرة على بلدة سكيك وتلتها كونها مفتاح التقدم على بلدة خان شيخون الاستراتيجة معقل تنظيم هيئة تحرير الشام "جبهة النصرة" الإرهابية.
ويشن سلاح الجو السوري هجمات مكثفة على بلدتي كفرزيتا واللطامنة وهما الحصنين الأخيرين للجماعات المسلحة في ريف حماة الشمالي. كما استهدف الطيران الحربي مواقع المسلحين في خان شيخون التي تأتي بعد بلدة الهبيط مباشرة من جهة الشرق.
وأفادت تنسيقيات الإرهابيين أن قوات الجيش السوري استهدفت محيط النقطة التركية في قرية شير مغار بقذائف الهاون.
وتعد (الهبيط) أحد المعاقل الرئيسية لتنظيم جبهة النصرة بريف إدلب الجنوبي، نظرا لكونها همزة الوصل بين الريفين الشرقي والشمالي والشمالي الغربي لحماة، كما أنها بوابة إمداد التنظيمات الإرهابية المسلحة في مدينة خان شيخون.
ونجحت وحدات الاقتحام في الجيش السوري في التقدم يوم الخميس لتسيطر على بلدة تل الصخر والجيسات مخترقة الحدود الإدارية لريف إدلب الجنوبي، في حين كانت الجماعات المسلحة تتوقع هجوما للجيش السوري على محور كفرزيتا واللطامنة بريف حماة الشمالي اللتان تعتبران آخر معاقل لها على هذا المحور.
ووفق هذا السيناريو.. وفي حال تابع الجيش السوري تقدمه وفق المحورين الشرقي والغربي، ستكون مواقع الجماعات الارهابية داخل بلدات كفر زيتا واللطمانة ومورك وعشرات القرى الأخرى محاصرة بالكامل، ومقطوعة الإمداد عن ريف إدلب الجنوبي.
تأتي هذه التطورات في وقت تواصل فيه تركيا تهديداتها بشن عملية عسكرية في ادلب، وارسلت الجمعة تعزيزات عسكرية جديدة إلى قضاء سوروج وبلدة أقجة قلعة بولاية شانلي أورفة جنوبي البلاد.
وضمت التعزيزات المرسلة آليات عسكرية، ومدرعات، وقاذفات صواريخ قادمة من مختلف المناطق التركية.
وأكدت وكالة "الأناضول" أن هذه التعزيزات جاءت لدعم الوحدات العسكرية التركية على الحدود مع سوريا.
وأفادت مصادر عسكرية نقلتها الوكالة بأن التعزيزات العسكرية المكونة من 15 مركبة توجهت إلى قضاء سوروج بولاية شانلي أورفة، برفقة فرق من الدرك والشرطة التركية.
واذا ما واصل الجيش السوري التقدم في سيطرته على المناطق وطرد الارهابيين منها، فقد يصل قرب المناطق "منزوعة السلاح"، هذا في وقت تواصل الولايات المتحدة دعم المسلحين الكرد في ادلب، ودعم تركيا لجماعات مسلحة في المحافظة وتهديدها بهجمات من قبل الجيش التركي..
فهل ستشهد الايام المقبلة تصعيدا بين الجيش السوري وروسيا مع المسلحين الاكراد المدعومين من امريكا؟ ام سيكون هناك تصعيد بين الجيش السوري مع التركي ومسلحيه؟