مشروع "المنطقة الامنة" شرق الفرات.. ماذا وراءه؟

مشروع "المنطقة الامنة" شرق الفرات.. ماذا وراءه؟

أخبار سورية

الأحد، ٢٨ يوليو ٢٠١٩

تمر العلاقات التركية الأمريكية بحالة توتر بسبب الصراعات الداخلية والخارجية بين البلدين والتي ألقت بآثارها على الملف السوري وخصوصا في شرق الفرات.
فقد اثارت صفقة الصواريخ الروسية لتركيا، غضب اميركا ووصل إلى التهديد بالغاء صفقة طائرات إف خمسة وثلاثين واستبعاد تركيا من برنامج الانتاج والتدريب وفرض عقوبات اقتصادية أوسع ،ويرى مراقبون ان إصرار تركيا على الصفقة الروسية له اهداف على رأسها الخروج من عباءة واشنطن خاصة مع زيادة الملفات الخلافية اهمها الملف السوري والأكراد. هذا في الشأن الداخلي التركي.
اما على صعيد العلاقات الخارجية فيبدو ان تركيا ضاقت ذرعا بالتسويفات الامريكية وباتت تهدد بشن عملية عسكرية في الشمال السوري بذريعة وجود بؤر ارهابية تهدد امنها، الامر الذي دفع بالرئيس التركي رجب طيب اردوغان ووزيري الخارجية تشاووش اوغلو والدفاع خلوصي اكار أن يتحدثوا عن عملية عسكرية شرق الفرات أيا كانت مخرجات الحوار مع واشنطن.
وجاء ذلك عقب لقاء بين وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، مع الممثل الأمريكي الخاص لشؤون سوريا، جيمس جيفري، بحثا خلاله مسألة إقامة منطقة آمنة شرق نهر الفرات، وأعرب عن انزعاج أنقرة من لقاءات مسؤولين أمريكيين مع قياديين في وحدات الحماية الكردية.
وشدد أكار خلال اللقاء على ضرورة اقامة المنطقة الآمنة بالتنسيق بين تركيا والولايات المتحدة، وإخراج الوحدات الكردية من المنطقة.
من جانبه اعلن وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، أن أنقرة لم تتوصل بعد إلى اتفاق مع واشنطن بخصوص عمق وإدارة المنطقة الآمنة شمال سوريا.
وأكد أوغلو أن المقترحات الأمريكية بشأن المنطقة الآمنة لا ترضي تركيا، كما أن الطرفين لم يتفقا على إبعاد المسلحين الأكراد من المنطقة.
كما لفت إلى أن واشنطن بينت عن نوايا "غير صادقة" عندما التقى مسؤولوها العسكريون زعيما من وحدات الحماية الشعبية الكردية.
وحول الموقف التركي المتشدد والتهديدات المتكررة بشن عملية عسكرية في الشمال السوري يري محللون ان الدافع وراءها هو لمنع فرض عقوبات أمريكية جديدة على انقرة.
فقد قال المحلل السياسي نصير العمري لسبوتنيك: ان "التهديدات التركية متكررة، وقديمة جديدة، وربما تكون هذه التهديدات خطوة استباقية لمنع فرض عقوبات أمريكية جديدة على تركيا، أو للتفاوض نحو إبقاء تركيا في المشهد السياسي السوري مستقبلا".
وعبر العمري عن اعتقاده، بأنه إذا كان هناك بالفعل عمل عسكري تركي، فسيكون عملية محدودة، تعتمد فيها على حلفائها داخل سوريا.
هذه التدخلات المتكررة في الشأن السوري كانت محل استنكار من سوريا حيث أعربت عن استنكارها الشديد لاستمرار التدخل الأمريكي الهدام فيها والذي يرمي إلى إطالة أمد الأزمة وتعقيدها مجددة رفضها القاطع لأي شكل من أشكال التفاهمات الأمريكية التركية التي تشكل اعتداء صارخا على سيادة ووحدة سوريا أرضا وشعبا.
وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين: تؤكد سوريا مجددا رفضها القاطع لأي شكل من أشكال التفاهمات الأمريكية التركية والتي تشكل اعتداء صارخا على سيادة ووحدة سوريا أرضا وشعبا وانتهاكا فاضحا لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وان الذرائع التي يسوقها النظام التركي في عدوانه على سوريا بحجة الحفاظ على أمنه القومي تكذبها سلوكيات وسياسات هذا النظام الذي شكل ولا يزال القاعدة الأساسية للإرهاب وقدم له كل أشكال الدعم اللوجستي، بحسب المصدر.
وتابع المصدر: نبهت سوريا مرارا إلى مخاطر المشروع الأمريكي في سوريا والذي يستهدف كل السوريين وتجدد دعوتها بعض الأطراف التي تماهت مع هذا المشروع للعودة إلى الحاضنة الوطنية وألا تكون أداة خاسرة في هذا الاستهداف الدنيء لوحدة الوطن السوري والتخلي عن أوهام يرفضها جميع السوريين بشكل مطلق.