المقداد: توصلنا لحلول كاملة مع بيدرسون

المقداد: توصلنا لحلول كاملة مع بيدرسون

أخبار سورية

الثلاثاء، ٢٣ يوليو ٢٠١٩

صورة ذات صلة
 
أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد، التوصل إلى أسس وقواعد تم التفاهم عليها مع المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسون، حول تشكيل اللجنة الدستورية وأن من سيعترض عليها إنما يسعى لإفشال مهمة بيدرسون ولإدامة الأزمة.
 
وقال المقداد في تصريح لوكالة "سبوتنيك" على هامش مشاركته باحتفال أقيم مساء امس الإثنين بفندق "داما روز" في دمشق بمناسبة الذكرى الـ75 لتأسيس العلاقات السورية الروسية "فيما يتعلق باللجنة الدستورية، نحن مارسنا أقصى درجات الإيجابية وقمنا بحل كل المشاكل، ولم نختلف على الأسماء، ولم نختلف على طريقة التصويت، وهنالك أسس وقواعد تم الاتفاق عليها مع بيدرسون ونعتقد أن المبعوث الخاص سيقوم ببذل الجهود لدى الأطراف الأخرى لإقناعها بأهمية ما تم التوصل إليه في هذا الخصوص، وأعتقد بأن من سيعترض على ما توصلنا إليه فهو يريد إفشال مهمة المبعوث الأممي  الخاص إلى سورية، ولا يريد التقدم إلى المرحلة التالية من ترسيخ الأمن والاستقرار، ولا يريد الخير للشعب السوري."
 
وحول الدور التركي في إدلب ودعمه العلني للتنظيمات المسلحة في الوقت الذي يعلن فيه التزامه بالاتفاقيات مع الجانب الروسي ضمن مسار أستانا واتفاق سوتشي أوضح المقداد
 
"إن تركيا ومنذ بداية الحرب كانت جزءا لا يتجزأ من دعم الإرهاب والعدوان على سيادة وحرمة الأراضي السورية، ونحن لا نستغرب على الإطلاق هذا الدور التركي المدمر للعملية السلمية والمسؤول عن إراقة الدماء في الجمهورية العربية السورية، ونعتقد أن النظام التركي يتحمل مسؤولية أساسية في كل هذه الحرب على سوريا لتحقيق غاياته الدنيئة في سوريا وفي المنطقة".
 
وحول ما نشرته وسائل إعلام عن مبادرة تتعلق بصفقة القرن حملها المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان من طهران إلى الرئيس الأسد، أكد المقداد: "أنا لست على اطلاع على أي مبادرة تقدم بها السيد عبد اللهيان، ومباحثاته مع الرئيس الأسد كانت في إطار العلاقات الثنائية وشرح الموقف الإيراني من التحديات التي تفرضها دول الاستعمار والهيمنة الأمريكية في منطقة الخليج وأهمية تصدي إيران لمثل هذه الأعمال التي تهدد الأمن والاستقرار في العالم، كما تضمن اللقاء تأكيد عبد اللهيان أن إيران ماضية بكل مسؤولية في تحمل دورها كاملا في الدفاع عن نفسها وعن أصدقائها".
 
وأشار المقداد إلى أن: "على الأعداء التوقف عن ممارسة الإرهاب كوسيلة للوصول إلى أهداف سياسية، وأن هذا الإرهاب كما سقط على أرض الواقع في سوريا، يجب أن يسقط سياسياً الآن، وبما يظهر صدق نوايا الدول الغربية في الحرب على الإرهاب، معتبراً أن المعركة التي تخوضها سوريا في حربها على الإرهاب هي معركة تقودها إسرائيل وتشارك فيها الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وألمانيا ولذلك عليهم أن يكفوا عن ذلك العبث وإلا فإن الإرهاب سينتشر إلى أجزاء أخرى من العالم ويهدد كل الدول بشروره وبجرائمه.
 
وقال المقداد في كلمة ألقاها أمام الحفل "إن داعمي الإرهاب في سورية لن يستطيعوا أن يحققوا في السلم ما عجزوا عن تحقيقه في الميدان، وإن "التفجيرات وعمليات قتل الأبرياء المفتعلة في المحافظات السورية المختلفة لن تؤثر على تصميمنا في حربنا على الإرهاب".
 
وأكد المقداد "نقول لهؤلاء ألا يتوهموا إطلاقا أن تفجيرا هنا وقتل إنسان بريء هناك في جنوب سورية وفي وسطها وفي شمالها أو في غربها وشرقها سيؤثر على عزيمتنا، فنحن نسير نحو القضاء على الإرهاب بخطى ثابتة لن تتراجع إطلاقا ولن نسمح لمن هدر دم الشعب السوري أن يحقق في وقت السلم ما عجز عن تحقيقه في أرض الميدان". 
 
وقال المقداد "إن الذكرى الـ75 لإقامة العلاقات بين روسيا وسورية ليست حدثاً عاديا في تاريخ الشعبين السوري والروسي وفي تاريخ العلاقات بين البلدين، لقد كتب على الدوام أن تكون العلاقات بين بلدينا مميزة وإستراتيجية منذ القدم وفي ظل مختلف الحكومات والأنظمة السياسية، سواء الروسية منها أم في إطار الاتحاد السوفييتي، وإن الشعب السوري يعتز بهذه العلاقات التي حرص الرئيس الراحل حافظ الاسد على تعزيزها وتأطيرها في معاهدات واتفاقيات لا تزال الدولتان ملتزمتين بها نصا وروحاً، وهاهي العلاقات ترى مزيداً من التعمق والثبات بقيادة سيادة الرئيس بشار الأسد وسيادة الرئيس فلاديمير بوتين، حيث أصبحت العلاقات إستراتيجية قولاً وفعلا وتجسدت بامتزاج دماء الشهداء السوريين والروس في معارك البطولة في حربنا المشتركة على الإرهاب الدولي، ومن جانب آخر تتعمق العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والحضارية إلى جانب العلاقات العسكرية لتشهد تكاملا غير مسبوق في سجل التاريخ وتجسد شكلا رائعا من العلاقات المثالية التي تتميز بالديمومة والثقة المتبادلة والحرص المشترك على مصالح البلدين."
 
وأضاف المقداد "أن سورية وروسيا الاتحادية بقيادة الرئيسين الأسد وبوتين يسطران سفرا سيسجله التاريخ بحروف من ذهب، لأن العلاقات المشتركة التي تم بناؤها ستصبح مثالا يحتذى في العلاقات الدولية وستظهر أن هذا التحالف بين بلدينا سيفجر طاقات جديدة لدى شعوب العالم التي أصبحت تنظر إلى هذه العلاقات على أنها مثال يحتذى وبديلا لا غنى عنه للشعوب للحفاظ على استقلالها وسيادتها وللدفاع عن مبادئ العدل والسلام والمساواة والقانون والالتزام بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، في حين عبرت شعوب العالم عن رفضها لعلاقات السيد والعبد التي هيمنت الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية وما زالت تهيمن من خلالها على الشعوب، وخاصة في الدول النامية."
 
واعتبر المقداد أن استخدام روسيا للفيتو في مجلس الأمن جاء لفضح السياسات الاستعمارية الغربية ليس فقط في مواجهة الإرهاب الذي تحاربه سورية وروسيا وإيران والصين وحزب الله في سورية بل في وجه كل المخططات التي تحيكها الدوائر الغربية المشبوهة للاستمرار في سيطرتها وتسلطها على عالم اليوم ومقدراته، وهنا نؤكد أن العلاقات الدبلوماسية التي نشأت بين بلدينا في رحم الانتصارات التي حققها الجيش السوفيتي في الحرب العالمية الثانية والتي يحاول البعض الالتفاف عليها ونسبها إلى دول وقوى أخرى لم تكن أصلا موجودة على الساحة الدولية، هي خير مثال على تجذر هذه العلاقات، فالانتصارات التي حققها الجيش السوفيتي في الحرب العالمية الثانية على النازية وأدواتها تؤكد أن وقوفنا المشترك الآن في الحرب على النازية الجديدة التي تمثلها داعش وجبهة النصرة ومن يدعمهما من إرهابيين في الولايات المتحدة وأوروبا، توحدنا دائما في الظروف الصعبة وتثبت مرة أخرى أن الصداقة لا تقوم فقط على المصالح المشتركة، والمبادئ الانتهازية والمصالح المؤقتة الزائلة بل إن الصداقة الحقيقية هي التي تترسخ وتستمر طيلة العصور والأزمنة، ولا تخضع للتقلبات السياسية وللضغوط الرخيصة التي نراها تتراكم في علاقة الولايات المتحدة الأمريكية مع حلفائها الذين لا تستخدمهم إلا لابتزاز أموالهم وسرقة ثروات شعوبهم .
 
وتابع المقداد بالقول "تحاول الأوساط التي يعرفها العالم كله بدعمها للإرهابيين والقتلة إطالة أمد الحرب الإرهابية على سورية وخاصة بعد فشلها وفشل أدواتها من الإرهابيين في تحقيق أي شيء يذكر في حربهم على سورية وذلك نتيجة لالتفاف الشعب السوري حول قائده الرئيس بشار الأسد وصمود الجيش السوري في حربه على الإرهاب وفي وجه هذه المؤامرة التي لم تشهد سورية ولا أي دولة في العالم مثيلاً لها عبر التاريخ، لقد فشلوا وفشلت في مقدمتهم إسرائيل التي كانت تقف خلف هذه الحرب من ألفها إلى يائها ولكن المنفّذ لهذه الحرب كانت الولايات المتحدة الأمريكية ودول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وتركيا وأدواتهم في المنطقة العربية وهؤلاء جميعاً تلطخت أيديهم بدماء السوريين وسيحاسبهم الشعب السوري على ما اقترفوه من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحقه."
 
وأضاف المقداد "من هذا الاحتفال الكبير نوجه رسالة واضحة لا لبس فيها إلى كل من تسوغ له نفسه الاستمرار في خدمة أهداف إسرائيل في شمال شرق سورية وفي إدلب أن يتوقفوا قبل فوات الأوان، فسوريا رقم صعب عصي على الأعداء كما هو عصي على التقسيم والنهب، وإيمان الشعب السوري بوحدته وبوحدة أرضه وعزيمته التي لا تلين كفيلة بدحر مخططات هؤلاء طال الزمن أم قصر."
 
وختم المقداد بالقول "لن ندع هذه المناسبة تمر دون التوجه إلى أبطال الجيش الروسي وقيادته بالامتنان والاعتراف بتفانيهم في مشاركة الجيش السوري الباسل الانتصارات التي حققها وكذلك الانتصارات القادمة التي سنضع من خلالها نهاية للإرهاب ولأحلام الإرهابيين وداعميهم".
 
المصدر: سبوتنيك