الأولى من نوعها في الوطن العربي.. إطلاق أول قاعدة بيانات إلكترونية للبحث العلمي على مستوى الجامعات السورية

الأولى من نوعها في الوطن العربي.. إطلاق أول قاعدة بيانات إلكترونية للبحث العلمي على مستوى الجامعات السورية

أخبار سورية

السبت، ٦ يوليو ٢٠١٩

نور قاسم:
في إطار التوجه نحو العالم الرقمي الإلكتروني تسعى وزارة التعليم العالي لإطلاق قاعدة بيانات إلكترونية للبحث العلمي على مستوى كل الجامعات السورية، سواء الحكومية أو الخاصة، وهي الأولى في الوطن العربي، والآن يتم ملء الاستمارات لقواعد البيانات المتخصصة من قِبل الأساتذة الجامعيين، وأيضاً يتم ملؤها بكل رسائل الماجستير والدكتوراه، وسيكون فيها قسم مخصص للبعثات وستحتوي على منِصَّة تضمُّ كل المجلات العلمية، وتم العمل على هذا المشروع الضخم منذ بداية العام وسيتم إطلاقه في نهايات شهر آب المقبل.
تنظيم العشوائية
معاونة وزير التعليم العالي لشؤون الماجستير سحر الفاهوم أكدت أن هدف العمل على قاعدة البيانات هو تنظيم العشوائية التي تشكل عبئاً كبيراً من ناحية المعلومات غير المنظمة ما يؤدي إلى عرقلة العمل العلمي، مشيرةً إلى انعدام الحالة الصحية لعدم توافر قواعد بيانات دقيقة يُستند إليها لأي بحث علمي أو دراسة أو استراتيجية، ولذلك أتت فكرة هذه القاعدة لتطوير البحث العلمي ولترسيخ ثقافة نشر البحث العلمي.
وكان لمدير البحث العلمي شادي العظمة رأي موافق ولفت إلى أن الحل لأي مشكلة يبدأ بتوافر كل المعلومات عن الوضع الراهن، ومن ثم وضع خطة لتطويره، فمن ليست لديه معلومات عما يملك، ولا يعلم ما لديه من نقاط قوة أو ضعف لا يستطيع أن يطّور أي شيء، واصفاً هذه القاعدة بمنزلة الحجر الأساس للبناء عليها، وأنها كفيلة لمعرفة أين نحن الآن في البحث العلمي، لأن هذه المعلومات موجودة بشكل مشتت ما يؤثر سلباً في إمكانية التحديث.
معرفة النقص
ولفتت معاونة وزير التعليم العالي سحر الفاهوم إلى أن فائدة مثل هذه الخطوة تكمن في كونها تسنح الفرصة لمعرفة مكامن النقص والفائض في الاختصاصات الجامعية، فيمكن البحث من خلال قاعدة البيانات عن أساتذة لاختصاص معين، فيظهر مباشرةً أن أحد الاختصاصات لا يوجد فيه سوى أستاذين مثلاً، وعندها يتم إغلاق قبول الماجستير فيه، وأيضاً يمكن فتح اختصاصات ماجستير جديدة من خلال معرفة مدى توافر الأساتذة المختصين فيه.
سهولة الإيفاد
كذلك من فوائدها أيضاً إرسال موفدين بسهولة وذلك من خلال اكتشاف أن اختصاصاً معيناً لا يتوافر فيه سوى عدد قليل من الأساتذة فيصبح لهذا الاختصاص الأولوية لإرسال موفدين كي يتوافر مستقبلاً أكبر عدد ممكن من المختصين بهذا المجال، ويساعد هذا الموقع على معرفة عدد الأساتذة في كل جامعة، وعدد النشرات الخارجية، وتصبح الصورة أكثر وضوحاً عن الجامعة التي تقوم بأبحاث أكثر.
الإيمان بالبحث العلمي
وشددت الفاهوم على ضرورة إقناع سوق العمل بالأبحاث العلمية التي تتم في جامعاتنا وبمستواها الجيد، وأنه يمكن شراء أبحاث جامعاتنا من قِبل الشركات، فمثلاً معامل الأدوية يجب أن تؤمن بأن كلية الصيدلة تنتج أبحاثاً ذات قيمة،وقاعدة البيانات ستتيح مثل هذه الفرصة، فيمكن لإحدى شركات الصناعات الدوائية أن تستفيد من خبرات المختصين بالجودة الدوائية لدينا، وبكل بساطة يمكن أن يدخل مدير أي شركة إلى القاعدة للبحث عن المختصين الذين يمكن أن يعودوا بالفائدة على الشركة والتواصل معهم للعمل.
توفير الوقت
ولفت مدير البحث العلمي شادي العظمة إلى أن طالب الماجستير أو الدكتوراه سيستفيد كثيراً من هذه البيانات بتوفير وقته وجهده الذي لن يضيع هدراً بعد الآن، فسابقاً كان يقوم الطالب بمراسلة كل الجامعات السورية لمعرفة إذا كان عنوان بحثه الذي اختاره مطروحاً في أي جامعة أُخرى، لأن من شروط البحث العلمي أن يكون أصيلاً وغير مطروحاً سابقاً في أي جامعة سورية، وستتيح له قاعدة البيانات بأن يدخل إليها ويكتب عنوان رسالته ويظهر له مباشرةً إذا كانت موجودة على القاعدة أو غير موجودة، و يمكن أن يجد ما يشابه بحثه فيطلع عليه ويستفيد منه، وبذلك يوفَّر الطالب مدة انتظار قد تصل لثلاثة أشهر لكي يستطيع تسجيل موضوع رسالته، وربما تفوته فرصة التسجيل بسبب التأخير، مردفاً أنه يمكن البحث من خلالها مباشرةً عن المختصين بموضوع الرسالة لترشيحهم ودعوتهم ضمن اللجنة المحكِّمة على الرسالة.
وأضاف: إنها تفيد في تنظيم العمل أكثر، مثلاً في حال جاءنا كتاب من وزارة النفط لإرسال معلومات عن المتخصصين بالرمال «الكوارتزية»، فنحن سنضطر لإرسال كتب إلى كل الجامعات السورية لمعرفة المختصين بهذا المجال وننتظر ردودهم التي قد تتأخر شهراً أوأكثر، ولكن وجود قاعدة البيانات سيوفر الكثير من الجهد والوقت ونستطيع بكبسة زر من خلال البحث معرفة كل المتخصصين الموجودين لدينا بهذا المجال.
سوق العمل
وبيّنت معاونة وزير التعليم العالي سحر الفاهوم أنه ستتم إضافة أيقونة للخريجين ضمن القاعدة لمعرفة نسبة الخريجين في فرع معين وسيُطلق عليها اسم قاعدة بيانات الخريجين من أجل المساهمة بالربط بسوق العمل.
ونوه مدير البحث العلمي شادي العظمة بأنه بالنسبة لأيقونة الخريجين، يتم العمل فيها بالتعاون مع وزارة الاتصالات لتكون هناك نافذة يضع فيها الخريج اسمه وكل المعلومات عنه ليتم ربطه مع سوق العمل، لأن لوزارة الاتصالات تعاملها مع الشركات الخاصة وأيضاً الجهات الحكومية، إضافة إلى أنه يمكن إجراء دورات تدريبية لهؤلاء الخريجين في وزارة الاتصالات، ومن الممكن أن تدخل الشركات للبحث عن التخصص الذي يناسبها لطلبه للعمل، وبذلك يساعد الشركات للوصول إلى ما تريد من خبرات إضافة إلى مساعدة الخريج لتأمين فرصة عمل له… وبيّن العظمة أنه عند إطلاق قاعدة البيانات لن تكون موجودة فيها أيقونة الخريجين مبدئياً، وإنما هناك تفكير جاد من الفريق لإتاحة هذه النافذة في المستقبل القريب في المرحلة التي تلي إطلاق المشروع.
رفع التصنيف
وبيّن مدير البحث العلمي شادي العظمة أن قاعدة البيانات ستساهم في رفع تصنيف الجامعات السورية من خلال إتاحة الفرصة لكل الباحثين في العالم العربي للاطلاع على أبحاثنا، ومن ثم أصبحت لديهم مراجع غنية للاستشهاد فيها ما سيؤدي لرفع تصنيف الجامعات السورية.
وأوضحت الفاهوم أن البيانات في الموقع لن تكون كلها بيد الجميع، فجزء منها يستطيع أن يطلع عليه أي شخص وهو المُتعلق باسم الأستاذ الجامعي واختصاصه ونشراته وعدد الطلاب الذين أشرف عليهم، وكل الأبحاث العلمية ستكون متاحة للجميع، وهناك معلومات لا يراها سوى الوزير، وبيانات مخصصة للمديرين وجزء منها لرئيس الجامعة، مبينةً أن هناك تشبيكاً الآن مع هيئات البحث العلمي، وأنهم عرضوا على الهيئات البحثية جمع الأبحاث ضمن قاعدة بيانات واحدة.
اختيار الأجدر
ولفت العظمة إلى أن وجود البيانات يساعد بشكل أكبر صانع القرار سواء الوزير أو أي جهة حكومية لاختيار الأجدر من الأساتذة الجامعيين لأي منصب أو لترشيح الشخص المناسب للمشاركة بالمؤتمرات العلمية في الخارج.
وأضاف أن العمل على تطوير قاعدة البيانات مستمر وسيتوسع أكثر، وإطلاقها يعد بمنزلة بداية العمل عليها، وستكون مفيدة جداً ومثمرة وبوابة لخدمات تشبيك لبناء قرارات مستندة إلى معلومات دقيقة.
وكشف عن مخطط يتم العمل عليه بأن يكون الكتاب الجامعي إلكترونياً ويصبح متاحاً مجاناً داخل قاعدة البيانات في وقتٍ قريب، أي هي نافذة تفيد كل المجتمع، فكل وزارة أو جهة تستطيع أن تبحث عما تريده من خلال هذه القاعدة بكل سهولة.
تشرين