اجتماع لقوى فلسطينية وسورية وعربية في دمشق رفضاً لــ«صفقة القرن» و«ورشة البحرين»

اجتماع لقوى فلسطينية وسورية وعربية في دمشق رفضاً لــ«صفقة القرن» و«ورشة البحرين»

أخبار سورية

الخميس، ٢٠ يونيو ٢٠١٩

أكدت القوى والفصائل والهيئات والاتحادات والمؤسسات الفلسطينية والسورية والعربية، أن ما يسمى «صفقة القرن» المشبوهة والمقرر تمريرها في «ورشة البحرين»، «لا يمكن أن تمرر بأي حال من الأحوال»، وأن ما جرى في الجولان العربي السوري المحتل من إقامة مستوطنة جديدة تحت مسمى «هضبة ترامب» هي نوع من النفاق والاستفزاز لمشاعر السوريين، مشددة على ضرورة دعم أهلنا في الجولان للصمود في وجه الإجراءات «الإسرائيلية».
وتحت شعار «لا لصفقة القرن، لا لورشة البحرين، لا لقرار ترامب للسيادة الصهيونية على القدس والجولان»، عقدت أمس، القوى والفصائل والهيئات والاتحادات والمؤسسات الفلسطينية والسورية والعربية، اجتماعاً لها في مبنى المجلس الوطني الفلسطيني بدمشق، للتحضير لبرنامج الفعاليات التي ستقام مع «ورشة البحرين» التي ستعقد في المنامة في 25- 26 من الشهر الجاري.
وفي تصريح لـ«الوطن» على هامش الاجتماع، أوضح الأمين العام لـجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، وأمين سر تحالف قوى المقاومة الفلسطينية خالد عبد المجيد، أنه سيتم الاتفاق خلال المناقشة بين المجتمعين على إقامة ملتقى مركزي في 25 من الشهر الجاري على مدخل مخيم اليرموك بجنوب دمشق تحضره جهات سورية وفلسطينية وعربية تعبر عن موقفها من «صفة القرن» و«ورشة البحرين» يؤكد على الترابط الفلسطيني السوري القومي العربي.
وأشار إلى أنه سيكون هناك فعاليات أخرى في كل المخيمات الفلسطينية في الداخل السوري والخارج، كما سيكون هناك بعض الفعاليات التي تتعلق باللجنة الشعبية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومؤسسة القدس الدولية.
وفي رده على سؤال حول رد الفصائل الفلسطينية في حال تم تمرير قرارات في «ورشة المنامة» المشبوهة من قبل المجتمعين، قال عبد المجيد: «رغم كل الإعلانات التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب والإجراءات التي تتخذها سلطات الاحتلال «الإسرائيلي» وتواطؤ عدد من الدول العربية فيما تسمى «صفقة القرن»، إلا أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تمرر على صعيد النيل من الحقوق الفلسطينية من دون أن يكون هناك غطاء فلسطيني».
وأكد عبد المجيد، أنه لا مشاركة فلسطينية في هذه الورشة، حيث هناك موقف فلسطيني موحد من قبل فصائل الفلسطينية والسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية والشعب الفلسطيني بكل هيئاته، لرفض «صفقة القرن» والمشاركة في «ورشة المنامة».
وفي تصريح مماثل لـ«الوطن»، اعتبر مدير عام مؤسسة القدس الدولية خلف المفتاح، أن «هناك محاولات لتسليع كل شيء بحيث تصبح الأوطان عقاراً وسلعة من خلال ثقافة العولمة المتوحشة».
وشدد على أن «إعادة الاعتبار إلى فكرة الوطن والمواطنة وللهوية وللانتماء وللكرامة للقيم اليوم مهم جداً، حيث نواجه اتجاهاً عاماً تقوده أميركا يسعى لتحويل العالم إلى سلع».
وأضاف المفتاح: إن الرئيس بشار الأسد في بداية الأحداث في سورية، قال كلمة جميلة وهي: «لديهم المال ولدينا الكرامة»، مشيراً إلى أنهم اليوم يريدون أن يقولوا المال مقابل الأرض، الدولار مقابل فلسطين، معتبراً أن «إعادة الاعتبار للفكرة الوطنية وللشارع ولمفهوم الكرامة له أهمية كبيرة، أي أن الأهداف المعنوية لهذه اللقاءات لا تقل أهمية عن الفعل المسلح».
وحول ما قام به رئيس وزراء الاحتلال «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو في الجولان العربي السوري المحتل من تدشين مستوطنة تحمل اسم ترامب «هضبة ترامب»، قال المفتاح: «مهما سموها هي الجولان هذا نوع من النفاق والكذب والاستفزاز لمشاعر السوريين»، لافتا إلى أن «هناك رسالة من الشارع اليوم تقول لهم لا».
واعتبر المفتاح، أن محاولة إعطاء انطباع أن الشارع مشلول هو جزء من السياسة الأميركية التي تريد أن تقول إن المال هو سيد الموقف، وأضاف: «نعم المال موجود وله تأثير، لكن أيضاً الإنسان المقاوم لديه طاقة إيمانية مقاومة تتجاوز طاقة الدولار».
ووصف الإضرابات التي ينفذها أهلنا في الجولان السوري المحتل ضد ممارسات كيان الاحتلال الإسرائيلي بأنها «مهمة جداً، فلمجرد أن أهلنا هناك لم يتركوا الجولان هو عامل مزعج للإسرائيلي»، مضيفاً: «هناك كتلة بشرية منتمية صامدة تعادل جيوش، حيث كانت فرصة العدو «الإسرائيلي» أن يخلي المنطقة (الجولان) وأن يهرب أبناءها وبالتالي يكرس واقع ومع الزمن يتحول إلى حقيقة ويشرعن احتلاله، لكن البقاء (بقاء أهلنا في الجولان بأرضهم) بحد ذاته هو شجاعة وانتصار لهم».
وألفت المفتاح إلى أن هناك نشاطات قادمة على مستوى مؤسسة القدس والمنظمات الفلسطينية وعلى مستوى القومي العربي، حيث ستعقد مؤتمرات في بيروت وفي بعض العواصم العربية تحت نفس العنوان «لا للتطبيع.. لا لصفقة القرن.. لا لمحاصرة الشعب العربي السوري»، معتبرا أن «هذا مهم جداً لكون أن هناك شارعاً عربياً بدأ يتحرك للأفضل حول سورية».
بدوره، اعتبر منسق حركة الجهاد الإسلامي في سورية إسماعيل السنداوي في تصريح مماثل لـــ«الوطن»، أن «ورشة البحرين» هي عبارة عن «ناتو عربي جديد» أو «حلف بغداد» جديد، داعياً إلى مقاطعتها ورفض كل القرارات التي تنتج عنها.
ورأى، أن أبناء الجولان يجب أن يكون لهم تحرّك واعتصامات وتظاهرات أكثر لرفض القرارات «الإسرائيلية»، داعياً الشعب السوري وفصائل المقاومة لتقديم الدعم لأهلنا في الجولان من أجل الصمود في رفض تلك القرارات.
وفي نهاية الاجتماع، صدر بيان ختامي، أكد أن المجتمعين اتفقوا على إقامة الملتقى في مدخل مخيم اليرموك بموعده وانطلاق مسيرات وإقامة فعاليات في جميع المخيمات الفلسطينية في سورية وإقامة اعتصام أمام مقر الأمم المتحدة بدمشق ورفع الإعلام الفلسطينية فوق المنازل في المخيمات مع انعقاد «ورشة المنامة» في 25 من الشهر الجاري.