تعزيزت عسكرية روسية الى حميميم … هل إقترب موعد الحسم في ادلب؟

تعزيزت عسكرية روسية الى حميميم … هل إقترب موعد الحسم في ادلب؟

أخبار سورية

الأربعاء، ١٩ يونيو ٢٠١٩

خلال الاسبوع الماضي، ارسلت موسكو سفينتين حربيتين محملتين بمعدات عسكرية الى قواعدها على الساحل السوري، وذلك بالتزامن ايضا مع وصول أربع عشرة طائرة شحن عسكرية إلى قاعدة حميميم في اللاذقية، وترافقت هذه التعزيزات مع حراك عسكري وميداني غيرعادي، بين الجيش العربي السوري والمجموعات الارهابية المختلفة، وذلك ما بين ريف حماه الشمالي وريف ادلب الجنوبي والجنوبي الغربي.
 
صحيح ان هذه الجبهات لم تهدأ ابداً، منذ ما قبل اتفاقي استانة في نهاية صيف العام 2017 وسوتشي في بداية العام 2018، وقد تجاوز مستوى الاشتباك في اكثر من مرة المستوى الحاصل حاليا، وكان الروس يتابعون مناورتهم اللوجستية، لدعم وحداتهم والوحدات السورية الشرعية خلال هذه الفترة كافة بشكل روتيني، دون ان يعمدوا كما هو حاصل مؤخرا، الى دفع تعزيزات ضخمة الى الشمال والساحل السوري، فما هي اسباب تلك التعزيزات الروسية اللافتة مؤخرا، وهل يرتبط الموضوع بقرار نهائي لحسم معركة ادلب من خلال دعم الجيش العربي السوري لتحريرها؟.
 
في متابعة لمسار الاعمال العسكرية واللوجستية الروسية في مساندتها للدولة السورية في الحرب التي شنت على الاخيرة، كانت هذه التعزيزات ترتفع بشكل لافت عند كل عملية واسعة او مفصلية، مثل معركة تحرير حلب، او مثل معركة تحرير البادية حتى تدمر فدير الزور، او مثل معركة تحرير شرقي حماه وحلب حتى الوصول الى بحيرة الاسد على الفرات، وكان يصل مستوى الدعم حينها الى مستوى قريب من ما وصل اليه بالامس، الامر الذي يدفعنا للاستنتاج ان هناك مخططا معينا ينتظر ادلب ومحيطها في القريب العاجل.
 
من الناحية الاستراتيجية، لم يتغير شيء لناحية الرفض الاميركي الواضح لتحرير ادلب من قبل الجيش العربي السوري بدعم روسي، والاسباب التي تدفع الاميركيين لهذا الموقف كثيرة وواسعة ومعروفة، ليس اقلها معارضتهم العنيفة لبسط الدولة السورية سلطتها على اكبر قدر ممكن من جغرافيتها، ولناحية الموقف التركي غير الملتزم باتفاقي استانة وسوتشي، ايضا ما زال على نفس الاتجاه ولم يتغير، وهم – الاتراك – يحاولون دائماً اللعب على اكثر من حبل، مع الروس من جهة، وطمعا بالرضى الاميركي من جهة اخرى، بالاضافة طبعا لموقفهم الشخصي الذي طالما راهن على لعب ورقة الارهابيين، لاستغلالهم عبر التحكُّم بهم، باية تسوية او مفاوضات او مشروع حل للازمة السورية.
 
في الحقيقة، هناك اسباب ومعطيات استراتيجية اخرى طرأت على الوضع في المنطقة وبالتحديد في الملف السوري المرتبط بالاتراك من جهة، وبالتواجد الاميركي والايراني في سوريا من جهة اخرى، والتي من الممكن ان تؤثر في القرار الروسي المرتقب لحسم معركة تحرير ادلب، ويمكن الاشارة اليها كالتالي:
 
– هناك حراك اميركي متطور، يدور حاليا في الشرق السوري، يتعلق بتسهيل دخول خليجي، سعودي بالتحديد، بهدف العمل بالسياسة وبالمال، على تقريب وجهات النظر المتباعدة اصلا، وخاصة في المرحلة الاخيرة حيث كانت نافرة وعنيفة، بين قوات سوريا الديمقراطية من جهة، وبين العشائر والقبائل العربية السورية المعارضة اصلا للدولة السورية من جهة ثانية، والهدف من ذلك هو محاولة دفع او خلق نواة للادراة الذاتية الكردية، والتي اكثر ما يعيقها حاليا هو نفور العشائر والقبائل العربية السورية منها.
 
– هذا الحراك الاميركي في الشرق السوري، سوف يدفع الروس والدولة السورية للعمل سريعا على محاولة امتلاك ورقة الضغط الشمالية بالكامل باقرب وقت ممكن، وذلك عبر تحرير ادلب وانتزاعها من الارهابيين الذين ترعاهم تركيا بشكل واضح ومكشوف.
 
– من الطبيعي، وبالرغم من المعارضة التركية لتحرير ادلب عبر عملية عسكرية سورية بدعم روسي، فان الاخطر بالنسبة لانقرة يبقى الدعم الاميركي لنواة ادارة ذاتية كردية في الشرق وقسم من الشمال السوري، الامر الذي سوف يدفع الاتراك للوقوف اقرب الى الروس من الاميركيين في موضوع تحرير ادلب.
 
– وفي النهاية، لكل هذه الاسباب الاستراتيجية والميدانية واللوجستية، يمكن القول ان امكانية اتخاذ قرار روسي حاسم بدعم الجيش العربي السوري لتحرير ادلب اصبحت كبيرة جدا، والاهم من ذلك كله، يبقى هدف الروس الاساسي والثابت هو مساندة ودعم اي عملية تؤدي الى سيطرة الدولة السورية على كامل جغرافيتها، مهما كانت المصالح الاخرى متشعبة وخاصة مع الاتراك، ومسار الدعم الروسي لسوريا خلال فترة الحرب كاملة يثبت ذلك.