عيادة «هرمون النمو» تعالج ألفي حالة مجاناً..أكثر حالات اضطراب هرمون النمو في الرقة وريفي دمشق وحلب

عيادة «هرمون النمو» تعالج ألفي حالة مجاناً..أكثر حالات اضطراب هرمون النمو في الرقة وريفي دمشق وحلب

أخبار سورية

الاثنين، ١٧ يونيو ٢٠١٩

ميليا اسبر
كشفت رئيس شعبة الغدد الصم والسكري في الهيئة العامة لمشفى دمشق الدكتورة أمل حرفوش وجود حوالي 2000 طفل لديهم اضطراب في هرمون النمو (قصر القامة) على امتداد الجغرافيا السورية.
وأكدت أنه برغم الظروف الصعبة في الحرب لم ينقطع الدواء، لكن الحرب أثرت في تسرب وانقطاع المرضى عن العلاج سنوات، إلا أنهم عادوا لمتابعة العلاج بعد استقرار الأوضاع في سورية، كاشفة عن زيادة أعداد المرضى الجدد الذين يعانون قصر قامة، مبينة أنّ أكثر المحافظات والمناطق التي تكثر فيها حالات اضطراب هرمون النمو هي: ريف حلب – الرقة – ريف دمشق التي كانت تعاني سوء التغذية في الحرب، مؤكدة أنّ بعض الحالات لقصر القامة سببها سوء التغذية والحالة النفسية والبيئية والظروف الاجتماعية التي يعيش فيها، علماً أنه في حال حصل تعديل نحو الأفضل على تلك الأسباب ربما يتحسن الطفل تلقائياً من خلال تدعيمه بفيتامين «د» أو غيره من أنواع الفيتامينات، أما إذا لم يستجب الطفل لهذه الأمور عندها تتم دراسته بشكل أعمق لمعرفة إذا كان لديه عوز هرمون النمو أم لا، مؤكدة أن عوز هرمون النمو مرض نادر في كل دول العالم وليس في سورية فقط، والأعداد قليلة.
لافتة إلى أن تكلفة العلاج مرتفعة جداً، لكنه يعطى مجاناً عن طريق وزارة الصحة، منوهة بأن بعض حالات قصر القامة قد لا تكون حالة مرضية, وعلاجها بسيط يمكن تداركه من خلال إعطاء الطفل فيتامينات د و الكلس.
أضافت حرفوش أن عيادة «هرمون النمو» هي العيادة المركزية الوحيدة في سورية التي تختص بمعالجة مرضى اضطرابات النمو وقصر القامة في سورية, حيث توجد فيها لجنة مركزية مؤلفة من ثلاثة أطباء, مهمتها تقييم المريض بشكل مبدئي ثم يحول إلى المحافظة التي يتبع لها لمتابعة علاجه، علماً أنه توجد لجان فرعية ي كل المحافظات لكن التقييم الأولي للمريض يتم في عيادة هرمون النمو في دمشق.
أنواع متعددة
وذكرت د: حرفوش أن هنالك أنواعاً متعددة لقصر القامة, منها قصر قامة وراثي، وقصر قامة بنيوي، وقصر قامة مرضي، وقد يكون قصر قامة بسبب عوز هرمون النمو حيث يتم إعطاؤه هذا الهرمون.
ولدى السؤال فيما إذا كانت تظهر أعراض معينة على الطفل تبين أنه يعاني مرضاً يسبب له قصر قامته, أجابت د حرفوش أنه إذا ظهرت للمريض أعراض مرض مزمن ربما يكون هو السبب الرئيسي إذا كان لدى هذا الطفل قصر قامة، أما في حال عدم وجود مرض فتتم دراسة وضع الطفل بشكل معمق من أجل تحديد العلة بدقة، مشددة على ضرورة وعي الأهل والانتباه عندما يبلغ الطفل سن دخول المدرسة إذا كان أقصر من أقرانه، عندها تجب مراجعة عيادة هرمون النمو التي بدورها تصنف المرضى إذا كان فعلاً لديه قصر قامة يحتاج علاجاً، أو إنه قصر قامة طبيعي وفي هذه الحالة يمكن تداركه عبر المراقبة ليعود الطفل ينمو مجدداً.
اضطراب النمو
يعطى هرمون النمو من قبل منظمة التغذية والدواء لمن لديه عوز هرمون نمو بسبب قصور شامل بالنخامة أو أورام فيها كأورام قحفية بلعومية عند الأطفال بحيث تتم دراستها واستئصال الورم عن طريق الجراحة ويراقب المريض لفترة أمان مدتها سنة، ومن ثم يعاود العلاج عن طريق أخذ هرمون النمو بهدف أن يكسب الطفل طولاً مقبولاً، وأيضاً هناك من تعرضوا للأشعة وهذا له تأثير على قصر القامة حسبما أكدته د حرفوش.
وأشارت إلى وجود مرضى «الجي، أي» وهؤلاء يأتون عند الولادة بوزن أقل من 2 ونصف كيلو، أو إنهم يولدون قبل إتمام 9 أشهر الحمل، وعندما يصل الطفل إلى عمر 4 سنوات ولم يكسب طولاً مثل أقرانه، فإنه يعطى هرمون النمو، إضافة إلى قصور الكلى المزمن عند الأطفال الذي يسبب لهم قصر قامة، لأن هؤلاء المرضى تكون تغذيتهم سيئة جداً، وكذلك هناك مرضى البردارولي (متلازمة بردارولي) وهي حالات نادرة جداً, إذ توجد حالتان فقط، و يتم إعطاؤهم هرمون النمو بهدف تحسين الرخاوة عندهم أكثر من تحسين قصر القامة، وأيضاً هناك مرضى التورنر وهو خلل في الصيغة الصبغية, وهنا يعطى الدواء للطفل بغض النظر إذا كان هرمون النمو محرضاً أو لا.
مجهول السبب
ذكرت د: حرفوش عن وجود حالات قصر قامة مجهولة السبب وهذا النوع أثار جدلاً كبيراً، أي يجب أن ننفي أن الطفل ليس لديه عوز هرمون نمو لأي سبب كان من الأسباب السابقة، لكن وزارة الصحة لا تغطي هذا الاستطباب بسبب وجود أعداد كبيرة، مؤكدة أنه كلما اكتشف قصر القامة مبكراً كانت الاستجابة للطول أفضل والعكس صحيح.
الرياضة والغذاء
د: حرفوش أوضحت أن الأمور التي يجب ملازمتها أثناء العلاج الدوائي الغذاء الجيد والرياضة، اللذين قد يكسبان الطفل طولاً، وأهم تلك الألعاب: الثابت، السباحة والسلة، مبينة أنه بوجود الأنترنت والجوالات زادت نسبة السمنة بين الأطفال بشكل كبير جداً، فمن الخطأ أن يقضي الطفل ساعات طويلة في استخدام الجوال، ومن المفروض أن يحدد الأهل ساعتين على الأكثر في اليوم لكيلا يتأثر الطفل سلباً، مضيفة أنّ نوعية الأكل والغذاء الخاص بالطفل هي مسؤولية الأهل، وحالياً نلاحظ الكثير من الأطفال يتناولون نوعية أكل سيئة وتجارية (الشيبسات – عصائر السوق) وغيرها من الأكلات الجاهزة التي تحوي هرمونات.
وبينت د.حرفوش ضرورة علاج هرمون النمو كحد أدنى لكي نحصل على نتيجة فيما إذا كان المريض يستجيب للعلاج أو لا وهي فترة تتراوح بين 3- 6 أشهر، مؤكدة أن العلاج بعيادة هرمون النمو للذكور إلى أن يصل الطول 160سم كحد أقصى، بينما طول الهدف عند 150 سم، حيث يوقف العلاج عند الوصول إلى طول الهدفين. رئيس شعبة الغدد الصم والسكري في مشفى دمشق أوضحت أن العلاج يؤخذ يومياً وهو حقن تعطى تحت الجلد مساءً قبل النوم، مع ضرورة أن ينام الطفل باكراً بهدف تحقيق الفائدة المرجوة، مضيفة أن عيادة هرمون النمو تعالج أيضاً حالات البلوغ المبكر عند الأطفال, حيث يكون البلوغ المبكر للأنثى أقل من 8 سنوات، بينما للذكر أقل من 9 سنوات، علماً أنّ تكلفة الحقن شهرياً بين 50- 70 ألف ليرة وذلك حسب نوعية الأدوية، منوهة بأنّ أكثر حالات البلوغ المبكر تحدث في محافظتي (حماة – السويداء).
وختمت رئيس شعبة الغدد الصم والسكري في مشفى المجتهد بالقول: إنّ العيادة الهرمونية في مشفى دمشق من العيادات الناجحة جداً، ومنظمة بشكل دقيق، كما أنه لا يوجد نقص بالكادر الطبي الخاص بعيادة الغدد الصم والسكري, حيث يوجد 5 أطباء، وكل طبيب له يوم محدد في الأسبوع، إضافة إلى اجتماع اللجنة المركزية يوم الثلاثاء من كل أسبوع لتقييم حالة المرضى ومتابعة وضعهم بشكل دائم.
نشرين