تحويل النفايات المنزلية إلى منتج اقتصادي .. 427 مليون م3 من الغاز الحيوي و118 ألف طن يمكن إنتاجه من السماد العضوي سنوياً

تحويل النفايات المنزلية إلى منتج اقتصادي .. 427 مليون م3 من الغاز الحيوي و118 ألف طن يمكن إنتاجه من السماد العضوي سنوياً

أخبار سورية

الأحد، ٥ مايو ٢٠١٩

كثير منا لا يدرك أهمية الاستفادة من بقايا الأطعمة، وجمع البقايا العضوية المفرزة لتكوين السماد العضوي في المنزل أو الحديقة والأرض المجاورة وفق مراحل محددة تتحدث عنها الدكتورة كوكب حربا في حوارنا الذي ركزت فيه على أهمية التعامل مع المخلفات الصلبة لتصنيع السماد العضوي والغاز الحيوي من تلك المخلفات العضوية المنزلية والزراعية والصناعية.
في حوارنا مع د.حربا المدرسة لمقرري (معالجة المخلفات الصلبة) و(المخلفات الخطرة)!؟ في قسم الهندسة البيئية لكلية الهندسة المدنية في جامعة تشرين تنطلق من تعريف اقتصاد المخلفات الصلبة بأنه مجال عملي وعلمي يهتم بتحويل النفاية إلى منتج اقتصادي يمكن الاستفادة من الكميات الهائلة من النفايات التي يتم إنتاجها يومياً في جميع القطاعات الزراعية والصناعية والتجارية وفي المنازل، بعد فرزها في المنزل أو المعامل الخاصة، ثم الاستفادة من كل جزء على حدة، فالمواد البلاستيكية والزجاجية والورقية يعاد تدويرها لتصنيع منتجات أخرى من المواد نفسها, والمخلفات العضوية يمكن تحويلها إلى سماد عضوي وغاز حيوي.
تشمل المخلفات العضوية بقايا الطعام والمخلفات الزراعية النباتية والحيوانية، وبقايا الحدائق والمخلفات الناتجة عن الصناعات الغذائية، كصناعة الزيتون والشوندر السكري, وكذلك نفايات المطاعم، وحمأة مياه الصرف الصحي.
المخلفات المتولدة
ترى د. حربا أن المخلفات العضوية تشكل ثروة يمكن الاستفادة منها وتحويلها إلى سماد عضوي وغاز حيوي، وتشكل النفايات العضوية (بقايا الطعام والنفايات الخضراء) في سورية نسبة 60% وسطياً من كمية النفايات البلدية المتولدة يومياً، والتي تتركب من 57% مواد عضوية و4% معادن و7% ورقاً و3% زجاجاً و7% بلاستيكاً و22% أخرى.
وتصنف سورية ضمن البلدان الزراعية، باعتمادها بشكل كبير على الإنتاجين الزراعي والحيواني. ومن المعروف أنه ينتج عن قطاعي الزراعة وتربية الحيوانات مخلفات كثيرة تعد بمجملها عضوية يمكن استردادها والاستفادة منها من خلال تحويلها إلى سماد عضوي وغاز حيوي يستفاد منه في مجال الطاقة الكهربائية والحرارية.وبحسب الدراسات التي أجريت في هذا المجال تبين أن سورية تنتج كميات هائلة من المخلفات العضوية تصل إلى (مليون وربع المليون طن سنوياً). وهذه الكمية الهائلة يمكن أن تنتج حوالي (427 مليون متر مكعب) من الغاز الحيوي وحوالي (118 ألف طن ) من السماد العضوي سنوياً.
عملية الأسْمَدة
تفكيك المخلفات ذات التركيب العضوي بوجود الهواء وبوساطة مجموعة من الأحياء الدقيقة كالبكتيريا والفطور وتحت ظروف حرارية وبيوكيميائية محددة ومضبوطة. حيث تقوم البكتيريا بهضم المواد وتحويلها إلى سماد عضوي معقم مينيرالي ومغذ للنباتات.
أما النفايات التي يمكن تحويلها لسماد عضوي ،وفق د.حربا، فهي نفايات الحدائق من أعشاب وقصاصات الأشجار والورود، ونفايات المطابخ (بقايا تحضير الطعام، بقايا الطعام، قشور البيض، ظروف الشاي، ورق المحارم، الخضر الورقية، أوراق الأشجار الجافة،…..)، ونفايات الأسواق التجارية العضوية ( بقايا الفواكه والخضر التالفة)، وحمأة مياه الصرف الصحي، وروث الحيوانات، وبقايا حصاد وجمع المحاصيل الزراعية.
ولابدّ من الإشارة هنا إلى أن اللحوم والعظام والأطعمة الدهنية لا ينصح باستخدامها لصناعة (الكومبست)لأنها بطيئة التفكك وتجذب إليها القوارض والأفاعي والحشرات.
وتنبه د.حربا لأهمية عدّ المواد التالية شوائب بالنسبة لعملية الأسْمَدة ويجب إزالتها وفصلها قبل بدء العملية وهي: المواد القابلة للتدوير( زجاج، معادن، علب الكرتون..الخ)، والنفايات الخطرة (نفايات المشافي الخطرة، البطاريات، الأسمِدة والمبيدات الحشرية،…إلخ)، وبقايا المواد الصنعية (بقايا الطعام والفواكه المعلبة، أعقاب السجائر، أوراق القصدير،…إلخ)، وأي مادة ملوثة كيميائيا.ً
أين يمكن إنتاج السماد العضوي؟
تؤكد د.حربا أنه يمكن إنتاج السماد العضوي من المخلفات العضوية في حاويات وصناديق صغيرة على المستوى المحلي المنزلي ومن دون تقنيات معقدة، وفي محطات صغيرة تستخدم فيها التكنولوجيا البسيطة على مستوى قرية أو بلدة صغيرة، وفي محطات كبيرة الحجم تستخدم التكنولوجيا في أغلب مراحلها.
في المنزل أو في الحديقة
يمكن إنتاج السماد العضوي حسب د. حربا في المنزل أو حديقته والأرض المجاورة له وفق المراحل الآتية: نجمع البقايا العضوية المفروزة الخالية من الشوائب غير العضوية في دلو مثقب أو صندوق فيه فراغات على جوانبه لتسهيل مرور الهواء إلى المواد، كذلك يمكننا وضع المخلفات على أرض صلبة في الحديقة.
يفضل تقطيع القطع الكبيرة إلى قطع صغيرة بحيث تكون بنية المواد جيدة (الفراغات بين القطع الصغيرة من 20-30%) وذلك لضمان وصول الماء والهواء إلى داخل كومة المخلفات، ونضع طبقة رقيقة من النفايات وفوقها طبقة رقيقة من التربة ومن ثم طبقة من الورق المطحون أو نشارة خشب ناعمة أو بعض روث الحيوانات (زرق الدجاج يسرع العملية)، ونرطب المخلفات بحيث نحقق نسبة رطوبة للمواد من (50-60%).
نكرر وضع الطبقات بالترتيب نفسه، نخلط المواد مع بعضها بحيث نحقق أثناء عملية الخلط الإبقاء على الفراغات بين المواد لتسمح بدخول الماء والهواء إلى البكتيريا التي تقوم بالتفكيك. في الأسبوع الأول نقلب المواد يومياً، وفي الثاني نقلب المواد مرتين ونراقب العملية حيث نجد أن درجة حرارة «الكومة» ترتفع نتيجة نشاط البكتيريا (نحاول الحفاظ على درجات الحرارة والرطوبة المثالية ضمن كومة المواد عبر الترطيب والتقليب) وبعد ذلك نقلب المواد كل أسبوع مرة، وبعد ثلاثة أشهر يمكننا الحصول على سماد جيد يمكن طحنه ونخله واستخدامه للشتول الزراعية.
صناعة الكومبست
من أجل الحصول على سماد عضوي جيد يستخدم في العمليات الزراعية وتالياً توفير مالي للمزارعين، ودخل إضافي للمنتجين، علينا تقليل كميات المخلفات القادمة من المناطق الريفية إلى المطامر وما ينشأ عنها من تلوث للتربة والمياه الجوفية، وتقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون وغاز الميتان الذي ينشأ نتيجة تفكك المواد العضوية في المكبات العشوائية المنتشرة في المدن والأرياف، عندما نطبق طريقة فرز النفايات في المنزل من منشئها يمكننا عندئذ تحويل الكميات الكبيرة من المخلفات العضوية في محطات أسمدة استراتيجية كبيرة، واستخدام السماد الناتج لإعادة تأهيل الصحراء وزيادة مساحة الأراضي الزراعية، من المفضل أن تترافق عملية صناعة السماد العضوي (الكومبست) مع تخمير لاهوائي أولي للمواد العضوية بهدف إنتاج الغاز الحيوي ومن ثم تحويلها إلى( كومبست) بعد تجفيفها.
تشرين