مشروبات طاقة تدخل تهريباً إلى الأسواق..!.. «حماية المستهلك» تلاحق التجار المخالفين وتحيلهم للقضاء

مشروبات طاقة تدخل تهريباً إلى الأسواق..!.. «حماية المستهلك» تلاحق التجار المخالفين وتحيلهم للقضاء

أخبار سورية

الاثنين، ٢٩ أبريل ٢٠١٩

بشرى سمير:
هي ظاهرة خطرة تنتشر بين صفوف الشباب بحثاً عن الحيوية والطاقة والنشاط التي انتشرت في السنوات الأخيرة انتشاراً واسعاً خلال سنوات الحرب مع دخول كميات كبيرة منها بصورة مخالفة إلى الأسواق المحلية ويزداد تناول الشباب لهذه المشروبات مع اقتراب الامتحانات، ظناً منهم أنها تساعد على زيادة نشاطهم وطاقتهم للدراسة فترة أطول، وهو ما أكده عدد من الطلبة خلال جولة ميدانية لـ«تشرين» في كلية الآداب في دمشق إصرارهم على تناولها، ولاسيما أيام الامتحانات، بهدف زيادة القدرة الجسدية والتركيز، لافتين إلى أنها تساعدهم على السهر ساعات طويلة، وتحافظ على الطاقة والنشاط أطول فترة ممكنة مع عدم إدراكهم لخطورتها على الصحة النفسية والجسدية.
فقدان القيمة الغذائية
ولكن ما لا يعرفه معظم الناس أن هذه المشروبات لا تحتوي على أي فائدة غذائية، فهي تتكون في الأساس من بعض المركبات الكيميائية عالية السعرات الحرارية مع كمية كبيرة جداً من الكافيين، ومن المستغرب أن هذه المشروبات كانت في المحال والمولات التجارية بعيداً عن الرقابة، وغالباً ما تدخل بطرق عير نظامية عن طريق التهريب.
الدكتورة ميادة الحصري_ اختصاصية تغذية بينت أن معظم الطلبة يتناولون مشروبات الطاقة في المدارس، ويتعاملون معها على أنها أحد أنواع المياه الغازية، واعتقادهم بأنها تساعدهم على النشاط والحيوية.
إدمان
موضحة أنه يتركز عمل هذه المشروبات على تحفيز الجهاز العصبي من خلال ما تحتويه من مواد منشطة ومنبهة فتعطي الإحساس بالتيقظ والنشاط، مشيرة إلى المخاطر الكبيرة لهذه المشروبات على صحة الشباب وحياتهم لأن النسب العالية من الكافيين في هذه المشروبات تتركز في الدم بصفة أساسية, وعند التوقف المفاجئ عن تناول هذه المشروبات يبدأ الجسم في استهلاك الكافيين الموجود في الدم، وتالياً تقل نسبته وتبدأ أعراض تشبه أعراض الانسحاب الخاصة بالمخدرات مثل الصداع، نوبات القلق والتوتر، ويعدّ هذا نوعاً من أنواع الإدمان.
وأشارت الحصري إلى ضرورة الابتعاد عن هذه المشروبات تماماً في سن المراهقة واتباع الأنظمة الغذائية الصحية مع ممارسة التمارين الرياضية والنوم الكافي للحصول على الطاقة بصورة آمنة من دون الحاجة لاستعمال هذه المشروبات، ودعت الحصري الأهل إلى توعية أبنائهم وتنبيههم إلى مخاطر هذه المشروبات، وأنها ليست الطريقة الصحيحة للحفاظ على النشاط والحيوية.. العلبة الواحدة من مشروب الطاقة تحتوي على 160 ميليغراماً من الكافيين وهي أكثر بمرتين من الحد اليومي المسموح به يومياً, كما تحتوي هذه المشروبات على إضافات مثل السكر والتي تعزز تأثير الكافيين.
رقابة مستمرة
وزارة التجارة الداخلية نبهت إلى خطورة هذا الأمر وعملت على منع بيع هذه المشروبات، وبدأت بمخالفة باعتها، وهو ما أكده علي الخطيب- مدير حماية المستهلك في وزارة التجارة الداخلية، مبيناً أن مشروب الطاقة، يعدّ من المواد التي نراقبها بشدة لأن مستهلك هذه المادة وبنسبة 90% من الأطفال والشباب، ويمكن أن تكون ضارة لأنها دخلت بطريقة غير نظامية، وتالياً غير مراقبة من قبلنا، وممكن أن تصل العقوبة في حال ضبط مثل هذه المواد إلى إغلاق المتجر. وأضاف الخطيب:إن الوزارة طلبت من مديريات التجارة الداخلية وحماية المستهلك في المحافظات، ولاسيما القريبة من المنافذ الحدودية التي تشهد حالات تهريب مستمرة، وملاحقتها في كل المحلات والمولات التجارية، وضبط المخالف منها بصورة مباشرة ومصادرتها وإتلافها وفق القوانين والأنظمة النافذة، وإحالة المخالفين من التجار إلى القضاء موجوداً، وذلك من خلال تسيير دوريات متخصصة لمراقبتها وسحب العينات المباشرة من المحال التجارية التي تحتوي على مشروبات الطاقة، ولاسيما القريبة من أماكن التسويق المباشرة لها في الجامعات والكليات التعليمية ومراكز المدن التي يكثر الطلب عليها، ولاسيما خلال سنوات الأزمة التي سمحت بتداولها مقابل تراجع الرقابة الصحية والتموينية بفعل الأحداث.
تشرين