تفجير مقر لقوات "الأسايش" في الرقة

تفجير مقر لقوات "الأسايش" في الرقة

أخبار سورية

الثلاثاء، ١٢ فبراير ٢٠١٩

فرار قوات سورية الديمقراطية قسد من ريف الرقة الجنوبي الغربي
 
قتل وأصيب عدد من مسلحي ما تسمى "قوات الأسايش" بانفجار استهدف مقرا لهم في الأحياء الغربية لمدينة الرقة مساء أمس الاثنين.
 
وقال مراسل "سبوتنيك" في الرقة: إن الانفجار نجم عن عبوة ناسفة استهدفت مبنى قسم الشرطة الخارجية (سابقا) الواقع في  شارع النور بحي الإدخار إلى الجهة الغربية من مركز محافظة الرقة.
 
ومقر الشرطة الخارجية هو أحد المباني يتبع لوزارة الداخلية السورية، واتخذته "الأسايش"، الذراع الأمني لتنظيم "قسد" مقرا لها، وذلك عقب احتلال المدينة من قبل الجيش الأمريكي وحلفائه.
 
وأكد المراسل أن المعلومات المتوافرة تشير إلى مقتل وإصابة العديد من مسلحي "الأسايش"، مشيرا إلى أن التفجير الذي سمع دويه في أرجاء المدينة عند التاسعة من مساء أمس الاثنين 11 شباط/ فبراير، تلاه على الفور قيام تنظيم "قسد" وذراعه الأمني "الأسايش" بضرب طوق شديد حول المكان، قبل أن يبدؤوا حملة دهم وتفتيش مكثفة طالت المنازل والشوارع المحيطة بمنطقة الانفجار.
 
ونقل شهود عيان لـ "سبوتنيك" أن تحركات قوات وعناصر "قسد" بدأت تتخذ شكل أرتال ومجموعات خلال الآونة الأخيرة، وخاصة في أرياف المحافظة، ما رؤوا فيه مؤشرا على تزايد شعور "قسد"، ومن خلفها قوات التحالف الأمريكي التي تحتل المنطقة، بفقدان السيطرة على المدينة التي تشهد تتصاعدا متواترا في الاحتجاجات المطالبة بجلاء القوات الأمريكية والفرنسية وحلفائهما عن أراضيها.
 
وبعد ظهر أمس الاثنين، قال مراسل "سبوتنيك" بالرقة إن رتلا أمريكيا مدرعا جديدا يضم عشرات الآليات والمدرعات، انسحب من قاعدة "جلبيا" الأمريكية الواقعة بريف الرقة الشمالي، غرب مدينة تل أبيض باتجاه بلدة المالكية في ريف الحسكة، تمهيدا لعبوره الحدود السورية العراقية خلال الساعات القادمة، بعد انضمام آليات ومدرعات أمريكية إضافية له في المالكية، وفق ما نقل المراسل عن مصادر كردية مطلعة.
 
وكان رتل عسكري أمريكي ضخم يضم نحو 30 آلية بعضها محمل على ناقلات، انسحب من مدينة الطبقة باتجاه مركز محافظة الرقة تحت جنح ظلام ليلة الأحد/ الاثنين، حيث قام مسلحو "الأسايش"، الذراع الأمني لتنظيم قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، بقطع خدمة الكهرباء عن بلدات وقرى الريف الغربي لمدينة الرقة طيلة فترة انسحاب القوة الأمريكية.
 
وأشار إلى أن القوة الأمريكية المنسحبة كانت تتخذ من أحد المدارس الابتدائية الحكومية مقرا لها، تقع في منطقة "جزيرة عايد".
 
وفيما رحلت الكتلة الرئيسية من القوة العسكرية الأمريكية عن مدينة الطبقة، فقد بقي لها مقر واحد للاتصالات يشغله عناصر من المخابرات الأمريكية ويقع في مدرسة حكومية بحي الإسكندرية (الحي الجنوبي) للمدينة، وهو مخصص للتشويش والتجسس على الاتصالات.
 
وتشهد مدينة الرقة وريفها تصاعدا كبيرا في حدة الاحتجاجات التي ينظمها الأهالي ضد تنظيم "قسد" الذي يعمل تحت إمرة "قوات التحالف" الذي  يقوده الجيش الأمريكي شرق سورية.
 
وانتشر فيديو يظهر قيام ناشطين في الرقة بحرق الأعلام الأمريكية والفرنسية ورفع العلم السوري.
 
وخلال الأيام الأخيرة، شهدت مدينة الرقة وريفها موجة من الاحتجاجات الشعبية المطالبة بمحاكمة عناصر من "الأسايش" قاموا بقتل مواطنين سوريين يعملون في أحد أسواق المدينة، وذلك بالتزامن مع ازديات الضغط المناوئ للقوات الأمريكية والفرنسية في المدينة وريفها.
 
وقال مراسل "سبوتنيك" في المدينة أن العشرات من "الأسايش" قتلوا وأصيبوا خلال سلسلة عمليات استهدفت مقارهم ودورياتهم في محيط "الملعب الأسود" وعند دوار النعيم وقرب ساحة المدينة القديمة أمام المركز الثقافي بمدينة الرقة وفي قرية أبو قبر جنوب مدينة سلوك بالريف الشمالي لمدينة الرقة.
 
وأكد أن أهالي مدينة الرقة أنذروا تنظيم "قسد" الموالي للتحالف الأمريكي شرق الفرات، بضرورة إطلاق سراح المئات من الأسرى في سجونه بعد قيام التنظيم باعتقالهم على خلفية التحركات الشعبية المستمرة في المدينة وريفها احتجاجا على مقتل عدد من المواطنين على أيدي مسلحي الذراع الأمني للتنظيم.
 
كما قام أهالٍ وعشائر في مدينتي الرقة ودير الزور بحرق الأعلام الأمريكية والفرنسية وجددوا مطالبتهم بخروج قوات الاحتلال الأمريكي والفرنسي من سورية ووقف التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية تحت أي ذريعة، مؤكدين أن الجيش العربي السوري هو الحامي والضامن لوحدة سورية وأمن شعبها.
 
وأكد الأهالي عزمهم على مقاومة الاحتلال الأمريكي وجميع القوات الأجنبية في سورية بطريقة غير شرعية والعمل على دحرهم منها بكل السبل المتاحة بالتعاون مع الجيش العربي السوري.
 
ويأتي تحرك أهالي المدينتين في وقت لا زالت تمنع فيه القوات الأمريكية وصول قوافل الإغاثة الإنسانية إلى الأهالي على الضفة الشرقية لنهر الفرات على مدى الأيام الماضية التي تحاول إيصالها فرق منظمة الهلال الأحمر العربي السوري بالتعاون مع الدولة السورية.