الميدان السوري يسبق الحل السياسي.. شرط الاقتناع بالخسارة!

الميدان السوري يسبق الحل السياسي.. شرط الاقتناع بالخسارة!

أخبار سورية

السبت، ٢١ نوفمبر ٢٠١٥

ايفين دوبا
على الرغم من كل حملات التفاؤل بإمكانية الاقتراب من الحل السياسي للأزمة السورية، إلا أن الكثير من التحليلات تتجه نحو المساحة الخالية من كأس الأزمة السورية..

صحيح أن الكل متفق على ضرورة إنهاء الأزمة السورية بالطرق السياسية، وصحيح أن أسس الحل موجودة وعن يتفق عليها بشكل نهائي وقاطع، إلا أن المعايير المطلوبة للحل لم يتم التوحد على قرار واحد حيالها.

الحل السياسي موجود، وهو كما تم الإعلان عنه، أن الحل سيكون بانتخابات مبكرة، وحكومة وحدة مطعمة بشخصيات معارضة، وحل مرحلي يفضي إلى حل نهائي لاحقاً للأزمة السورية، ولكن، الأهم هو الحسم الميداني الذي ستبنى عليه نتائج الحل السياسي كلها، بدءاً من الانتخابات مروراً بالحكومة الانتقالية، والشخصيات المشاركة فيها، وهذا ما كان وزير الخارجية الأميركي، جون كيري واضحاً جداً، في الإشارة إليه قبيل توجهه إلى فيينا؛ إذ قال إنّ الاتفاق الذي سيتم التوصل إليه سيعتمد على التطورات الميدانية وعلى تضييق الخلافات الجوهرية بين الولايات المتحدة من جهة، وروسيا وإيران من جهة أخرى، حول مستقبل الرئيس السوري، بشار الأسد، وهذا الموقف، إن دل على شيء إنما يدل على أنه لا حل سياسي دون الاعتماد على الميدان، ومن ثم بات ن الواضح من الجهات التي سيتم الاعتماد للبدء بالحل السياسي.

لكن الأهم من هذا كله، هو ما يتم التطرق إليه في وسائل الإعلام المختلفة، عن استسلام الجهة الخاسرة بشكل كامل، وهنا في حال قلنا إن المجموعات المسلحة قد أعلنت خسارتها، فما هو الضامن لاستسلام الدول التي تدعمها؟، ومتى يمكن وقف الدعم والتمويل؟.

الجواب، هو أنه مع التطورات الميدانية التي فرضتها الأزمة السورية، ودخول الحليف الروسي على خط مواجهة الإرهاب ومحاربة "داعش" في سوريا، يبدو أن المعطيات الميدانية قد بدأت تتوضح أكثر فأكثر، وهذا ما بدا واضحاً من حلال اجتماع الأطراف حول الأزمة السورية في فيينا، واختصاراً الطرفين الروسي والأميركي، اتفقا حالياً على إطار ومسار عام، كحلّ نهائي للأزمة، تتحدد مضامينه لاحقاً، بناءً على الواقع الميداني ونتائجه.

وفي تحليل المواقف الصادرة في فيينا، وتحديداً الموقف الأميركي، يؤكد أن واشنطن تتعامل مع الوقائع انطلاقاً من نظرة عقلانية، من شأنها أن تفضي إلى حل، لكن مع محاولة تحسين الشروط، قدر الإمكان، وهو أن ضرورة التوصل إلى مرحلة قطع تمويل الإرهاب ومصادره، لكن، ماذا عن موقف السعودية وقطر وتركيا؟.

على الأغلب، وبناء على التوجهات العامة لسير الأزمة السورية، أن موقف هذه الدول سيخضع للرغبة الأمريكية، كون تلك الدول تعد إحدى أدوات واشنطن، لكن، الأهم من هذا كله، المدة الزمنية المطلوبة، في حين تشير التحليلات، إلى أن تعنت تلك الدول من الممكن أن ينتظر إلى ما بعد بوادر الحل السياسي للأزمة السورية، والبدء بأولى خطواتها.

وعلى ما يبدو، فإن بوادر خطوات الاستسلام تلك قد ظهرت، حسب ما أشيع في بعض وسائل الإعلام، من أنباء عن هدنة بين الجيش العربي السوري والفصائل المسلحة في الغوطة،  المعلومات المتداولة لم ترقَ إلى درجة التأكيد، ومن المرجح أن رواج هذه الأنباء يصب في خانة جس النبض للوقوف على مدى تقبّل الأطراف، ومؤيديها لاتفاق من هذا النوع إذا نجح الوسطاء في إمراره.. تقول وسائل إعلامية.

عربي برس