د.محمد سعيد رمضان البوطي

د.محمد سعيد رمضان البوطي

نجم الأسبوع

الثلاثاء، ١٢ مايو ٢٠١٥


عندما بدأت إعداد هذه المادة كنت أتوقع أني أعرف الكثير عن الدكتور البوطي لكني فوجئت أني لا أعلم شيئاً، فأصبحت أتنقل بين صفحاته لاهثاً بين صفحة وأخرى وأجلس إلى ساعات متأخرة لمتابعة كتاباته حتى أصبح عندي يقين بأنه ألم بجميع العلوم الدينية، وأنه علاّمة فارقة في عصرنا الحديث وواحداً من أبرز العلماء المتخصصين بالعلوم الإسلامية الفلسفية ومن أهم المرجعيات الدينية على مستوى العالم الإسلامي حتى أن جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم قد اختارته في دورتها الثامنة ليكون شخصية العالم الإسلامي.


ولد العالم العارف عام 1929 في جزيرة بوطان التابعة لتركيا، وهاجر مع والده ملا رمضان البوطي إلى دمشق وكان عمره آنذاك أربع سنوات، ليلتحق بعدها بمدرسة ابتدائية في منطقة ساروجة.

توفيت والدته وعمره 13 عاماً فتزوج والده من زوجة أخرى من أسرة تركية فكانت سبباً في إلمامه باللغة التركية والكردية، وتلقى التعليم الديني والنظامي بمدارس دمشق بعد انقضاء المرحلة الابتدائية التحق بجامع منجك عند الشيخ حسن حبنكه الميداني.. ويتحدث الشيخ الشهيد رحمه الله عن هذه المرحلة بالقول: «أقبل إلي ذات يوم قبل أن يمضي بي فيسلمني أصغر تلميذ إلى شيوخ معهد التوجيه الإسلامي، ينصحني ويحدثني عن آماله التي يعلقها علي.. وقال لي فيما قال: اعلم يا بني أنني لو عرفت أن الطريق الموصل إلى الله يكمن في كسح القمامة من الطرق، لجعلت منك زبالاً، ولكني نظرت فوجدت أن الطريق الموصل إلى الله هو العلم به وبدينه، فمن أجل ذلك قررت أن أسلك بك هذا الطريق. ثم شدد علي وأكد كثيراً، أن لاأجعل قصدي من دراسة هذا العلم أي شهادة أو وظيفة.. بعد أيام مضى بي إلى دار الشيخ حسن حبنكة رحمه الله، وتركني أمانة بين يديه وفي معهد، ومضى عائداً إلى شأنه.

ومنذ ذلك اليوم انقطعت عن الدار، وأصبحت طالباً داخلياً في معهد التوجيه الإسلامي، وكنت أتردد على الدار لرؤية والدي أيام الثلاثاء فقط من كل أسبوع، أبقى عنده بياض ذلك النهار، حتى إذا أقبل المساء استأذنته عائداً على منجك.


الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي (شهيد المحراب)
في شبابه


كنت أشترك مع الطلبة الكبار في الجلوس إلى دروسهم التي يلتقونها من الشيخ دون أن أعي منهم إلا النزر القليل، ولكني تبينت بعد ذلك أن حضوري كان مفيداً.. وفي أيام الثلاثاء كنت أتلقى على والدي مزيداً من الدروس.. تلقيت عليه دروساً في النحو وفي البلاغة، وقد حفظت على يديه عقود الجمان للسيوطي، كما درست عليه كتباً في المنطق، والمقولات العشر، ودرست عليه شرح جمع الجوامع في الأصول». وفي تلك الفترة تقدم للخطابة وصعد المنبر ولم يكن قد تجاوز بعد السابع عشرة من عمره، وذلك في أحد مساجد الميدان القريبة من جامع منجك، رغبه بعض أساتذته في حفظ القرآن الكريم وشجعوه على ذلك، وبالفعل فقد استجاب وبدأ بالحفظ، ولكن والده رحمه الله على الرغم من أنه بين له عظيم الأجر الذي ينتظر حافظ القرآن، فقد حذره من الوزراء والإثم اللذين يلحقان بمن يحفظ القرآن الكريم ثم ينساه، فتوقف عن مواصلة حفظه، لكنه غداً بعد ذلك من المكثرين لتلاوته، حتى إنه كان يختم في كل ثلاثة أيام ختمة، فكان من نتيجة إكثاره لتلاوة القرآن الكريم حفظه للعديد من السور مع استحضاره لجل السور ومواضع الآيات فيها، من دون أن يقوم بأي جهد للقيام بحفظ شيء منها على الطريقة التقليدية التي يتبعها من يريد أن يحفظ شيئاً من القرآن الكريم. وكان لإكثاره لتلاوة القرآن الكريم حفظه للعديد من السور مع استحضاره لجل السور ومواضع الآيات فيها، من دون أن يقوم بأي جهد للقيام بحفظ شيء منها على الطريقة التقليدية التي يتبعها من يريد أن يحفظ شيئاً من القرآن الكريم. وكان لإكثاره من تلاوة القرآن الكريم في تلك الفترة الدور البارز في اهتماماته الأدبية وتمتعه بالسليقة العربية، والبلاغة التي تتجلى في أحاديثه وكتاباته.

تزوج رحمه الله في الثامنة عشرة من عمره، وفي عام 1954 ذهب إلى القاهرة لاستكمال دراسته الجامعية في الأزهر. ويتحدث عن تلك المرحلة وخاصة عن تجربته الأدبية قائلاً: «ولما أنهيت دراستي الثانوية وشيئاً مما فوقها وتحولت إلى الأزهر لاستكمال دراستي الجامعية فيها. كنت أرسل من القاهرة في كل أسبوع مقالاً أدبياً أو اجتماعياً إلى جريدة الأيام التي كان يصدرها المرحوم نصوح بابيل تحت عنوان «من أسبوع إلى أسبوع» كان ذلك خلال عام 1954-1955».

عاد لدمشق بعد حصوله على الإجازة في الشريعة من كلية الشريعة بالأزهر عام 1955، ثم حصل على دبلوم التربية من كلية اللغة العربية في الأزهر عام 1956، عين مدرساً للتربية الدينية في حمص عام 1958، أصبح معيداً في كلية الشريعة بجامعة دمشق، فموفداً إلى القاهرة لنيل درجة الدكتوراه في الفقه وأصوله، وكانت أطروحته كتاب (ضوابط المصلحة في الشريعة الإسلامية) نال عليها مرتبة الشرف الأولى مع التوصية بالتبادل، وفي عام 1965 عين مدرساً في كلية الشريعة جامعة دمشق فأستاذاً مساعداً، فأستاذاً. وعين في عام 1975 وكيلاً للكلية، ثم في عام 1977 عين عميداً لها، ثم رئيساً لقسم العقائد والأديان. وقد بقي محاضراً حتى آخر لحظة من حياته بوصفه متقاعداً ومتعاقداً مع الجامعة.

علاقته بالرئيس الراحل حافظ الأسد


في عام 1985 ربطت بينه وبين الرئيس الراحل حافظ الأسد علاقة شخصية عندما طلب الرئيس اللقاء بالدكتور البوطي إثر قراءته لبعض كتبه. وأصبح يستدعيه بين الحين والآخر في جلسات طويلة، وقد كان من أبرز نتائج تلك اللقاءات استجابة الرئيس لطلبه إذ: أطلق سراح «2000» معقتل على خلفية أحداث الثمانينات على دفعات، وفتح المجال لعودة الذين خرجوا بسبب الأحداث الجارية آنذاك، بالإضافة إلى معالجة كثير من القضايا الأخرى المتعلقة بالمعاهد الشرعية والإعلام والكتب الإسلامية إضافةً إلى إطلاق معاهد تحفيظ القرآن المنتشرة على مساحة أراضي الجمهورية العربية السورية.


الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي (شهيد المحراب)
في زيارة للجزائر


موقفه من الحرب في الجزائر


كان للشيخ موقف متميز من الأحداث الدامية التي وقعت في الجزائر، تعرض لحملات من الهجوم بسببها، وخاصة بعد تأليفه كتاب الجهاد في الإسلام، وعقدت أكثر من ندوة لمناقشة مضمون الكتاب والرد عليه، لكن العجيب وبعد ثلاث سنوات صدر بيان من منتقديه في تلك الفترة يتضمن ذات الموقف الذي اتخذه هو مع بداية الأزمة.

موقفه من الأزمة السورية


اتخذ الشيخ رحمه الله ذات الموقف الذي اتخذه من أحداث الجزائر والذي كان سبباً في إيقافها، فقد كان له موقف واضح وصريح تفرد به عن غيره. ابتعد فيه عن أسلوب التحريض ودأب فيه على معالجة أسباب سفك الدماء مستنداً في ما ذهب إليه إلى الدليل الشرعي، ووجه النصح لكلا الطرفين.

نشاطاته


شارك في الكثير من المؤتمرات والندوات العربية والدولية كالملتقى الفكري الإسلامي في الجزائر لسنوات عديدة.
ـ حاضر في معظم الدول العربية والغربية من أبرزها محاضرته في مجلس برلمان الاتحاد الأوروبي في ستراسبورغ عن حقوق الأقليات في الإسلام سنة 1991.
ـ وشارك كمستشار في بعض لقاءات المجمع الفقهي الإسلامي.
ـ عضو في هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية.
ـ عضو جمعية نور الإسلام في الغرب/فرنسا
ـ عضو في مؤسسة طابا/أبو ظبي
ـ المشرف على النشاط العلمي في الجامع الأموي بمشق.
ـ سمي عضو المجلس الأعلى لأكاديمية أكسفورد
ـ عضو المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية/عمان
ـ نال جوائز عديدة منها جائزة دبي لشخصية العام 2004

دروسه


حتى عام 1981 كان بعيداً رحمه الله عن المحافل العامة، ومكتفياً بالحقل الأكاديمي بالإضافة إلى درسين أسبوعيين في مسجد السنجقدار يستقطب الكثير من شباب دمشق وما حولها، ثم انتقل بسبب ضيق المكان إلى مسجد تنكز فمسجد الإيمان (الذي قضى فيه ساعاته الأخيرة)، ودروس أخرى في مسجد والده الشيخ ملا رمضان البوطي والجامع الأموي، ومن أبرز هذه الدروس شرحه للحكم العطانية (لابن عطاء الله السكندري)


الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي (شهيد المحراب)


برامجه التلفزيونية


للعلامة البوطي عدد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية ومنها برنامج لايأتيه الباطل، الذي يعرض على قناة شام وقناة صانعو القرار، ودراسات قرآنية الذي يعرض على القناة الفضائية السورية، وشرح كتاب كبرى اليقينيات الكونية ضمن برنامج الكلم الطيب الذي يعرض على قناة الرسالة، ومشاهد وعبر ويعرض أيضاً على قناة الرسالة، وفقه السيرة الذي يعرض على قناة اقرأ، وشرح الحكم العطائية الذي يعرض على قناة صوفية، والجديد في إعجاز القرآن الكريم الذي يعرض على قناة اقرأ، إلى جانب برنامج هذا هو الجهاد والذي يعرض على قناة أزهري.

مؤلفاته


للشهيد البوطي أكثر من ستين كتاباً يتناول فيها مختلف القضايا الإسلامية في علوم الفقه والقرآن والسنة والمذاهب وغيرها، ومن أهمها: «المرأة بين طغيان النظام الغربي ولطائف التشريع الرباني، وضوابط المصلحة في الشريعة الإسلامية، وهو الأطروحة التي نال بها البوطي درجة الأستاذية «الدكتوراه» من كلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر، ولايأتيه الباطل، وفقه السيرة النبوية، والإسلام والعصر، وأوروبا من التقنية إلى الروحانية ـ مشكلة الجسر المقطوع، وشخصيات استوقفتني، والحكم العطائية شرح وتحليل، وكبرى اليقينيات الكونية، واللامذهبية أخطر بدعة تهدد الشريعة الإسلامية، وهذه مشكلاتهم، وهذه مشكلاتنا، وكلمات في مناسبات، مشورات اجتماعية من حصاد الإنترنيت، مع الناس مشورات وفتاوى، ومنهج الحضارة الإنسانية في القرآن.

نقدم بعضاً من ملخصاتها

كتاب الإسلام والعصر



غلاف كتاب
الإسلام والعصر

الحوار: «كيف يمكن أن يتحول من أداة للصراع إلى أداة للتفاعل والانصهار؟ إنه السؤال الذي تحاول سلسلة «حوارات لقرن جديد» أن تجيب عليه بشكل عملي، وفي هذه الحلقة من السلسلة يلتقي علمان من أعلام الفكر المعاصر والحديث، يتناولان مسألة الإسلام والعصر ضمن إطار التحديات الأكثر اتساعاً وضراوة، ليقول كل منهما كلمته ثم يعقب على كلمة الآخر، تاركاً للقارئ أن يقتبس منهما رؤية واقعية متزنة، وملامح أساسية من المنهج الذي يتبعه، ليكون أداة فاعلة ومؤثرة.

حوار جدير بالتأمل العميق، والقراءة المتمهلة، والتفكير الجاد، يتحول بين يدي القارئ الحريص، إلى دروس ثمينة، تمده بفهم عميق، للتوفيق بين انتمائه وبين واقعه، حيث بات العالم في عصر الثورة الإعلامية والمعلوماتية أضيق من أن يتجاهل الناس بعضهم بعضاً».

كتاب الجهاد في الإسلام كيف نفهمه وكيف نمارسه


(الجهاد) أحد تعاليم الإسلام، ومن أحب الأعمال إلى الله، وهو (الدرع الواقي) للأمة من كل عدوان. من أجل ذلك تركزت جهود الغرب وإسرائيل على (تشويه) صورته، ثم تحول فاعليته لينفجر في قلب العالم الإسلامي، وتتناثر شظاياه بين الدول، و(صراعات) بين الشوب والحكام، و(اقتتالاً) بين الطوائف والأعراق والجماعات، فيتحقق ما يصبو إليه الغرب من تفككك وتجزئة وشلل وعجز.

وفي نهاية هذا الكتاب، حرص المؤلف على:
1- تنقية الجهاد مما تحاول الدوائر الاستعمارية أن تلصقه به أو تجره إليه.
2- حل المشكلات في ذهن من يتوهم التناقض بين وجوب الجهاد وحرية الاعتقاد.
3- ربط أنشطة الجماعات الإسلامية بضوابط الجهاد وأحكامه.
فهو يتناول بالتحلل الفقهي المصطلحات الفقهية المرتبطة بالجهاد، مثل التكفير، والتترس، وأخذ الأهبة، ودار الإسلام، والإمامة، وعقد الذمة، والجزية، وقتل المرتد.
ويطبق أحكام الشريعة الإسلامية على المشكلات القائمة مثل التطرف الناجم عن كامب ديفيد، وحرمان جبهة الإنقاذ من حقها في الجزائر، والجهود المبذولة لإبرام صلح مع إسرائيل.
مذيل بفهرسة موضوعية شاملة.

كتاب الحب في القرآن ودور الحب في حياة الإنسان



غلاف كتاب الحب في القرآن
ودور الحب في حياة الإنسان

كتاب يفصل في موضوع الحب الذي يتناوله القرآن الكريم، ويتحدث عن آثاره في حياة الإنسان. قسم المؤلف كتابه إلى قسمين كما جاء في العنوان؛ القسم الأول (الحب في القرآن)، وضمنه ثلاثة بحوث؛ الأول (محبة الله للإنسان)، قدم له بمقدمة، وعرف فيه بالحب، وتحدث عن مصير محبة الله لجنس الإنسان.

والثاني (محبة الإنسان لله) وأشار فيه إلى حديث القرآن عن الحب القديم من الإنسان لله، به من حب الأغيار، وما دعا إليه من الترفع عن حبه من ورأى أن حب الإنسان لأخيه الإنسان ثمرة لحب الله تعالى. أما القسم الثاني من الكتاب (دور الحب في حياة الإنسان) فقد تناول فيه ثنائية تركيب الإنسان من الروح والجسد، وأثر ذلك في عواطفه، كما بحث في اثر كل من الحافز العقلي والعاطفي في حياة الإنسان، وذكر أن العقل مصدر الإيمان، وأن الحب مصدر الالتزام.

وتحدث عن ضرر الاعتماد على العقل وحده، وعلى الحب وحده. وختم هذا القسم بالحديث عن دور الحب في أعمال الدعاة الذين يعرفون بالإسلام، وأثر من تحلى بالحب الصادق منهم في نجاحه وقيامه بمهامه خير قيام. ثم ختم المؤلف كتابه بكلمات عذبة عن حب الله.

كتاب كبرى اليقينيات الكونية



كتاب كبرى اليقينيات الكونية

مستخلص يبحث هذا الكتاب في مقومات العقيدة الإسلامية ضمن منهج علمي يفصل اليقينيات عن الظنيات أو الوهميات. في البداية يتحدث عن المنهج العلمي للبحث عن الحقيقة عند علماء المسلمين وعند غيرهم. ثم حاجة الإنسان إلى العقيدة الصحيحة تلقاء الكون والحياة. ثم يتناول موقع العقيدة من مجموع البنية الإسلامية ليبدأ بالإلهيات، فيتحدث أولاً عن وجود الله، ثم عن منهجي الإثبات (التدرج من الأعلى، والصعود من الأدنى) ويتحدث عن مصير الفلسفة المادية أمام هذه البراهين. ثم ينتقل إلى صفات الله، ويبدأ بالصفة النفسية، ثم الصفات السلبية، وصفات المعاني، والصفات المعنوية، مع ذكر هذه الصفات وبيان معنى كل منها ودليله. بعد ذلك يتناول الحديث عن الصفات المعنوية ثم ما يتعلق بكل صفة من هذه الصفات.

ثم يستعرض ما يترتب على هذه الصفات من الحقائق الاعتقادية ويبدأ بتنزيه الخالق عن أضداد هذه الصفات وسائر النقائص، ثم نفي العلة الغائية عن أفعاله. ثم يتحدث عن الحسن والقبح في الأشياء، ومصير الإرادة الإنسانية أمام الإرادة الإلهية. ثم يتناول القضاء والقدر ومعناهما والإيمان بهما، لينتقل إلى الحديث عن مسألة رؤية الله وما وقع فيها من نزاع بين المعتزلة وجمهور المسلمين. ثم يتحدث عن النبوات ويتناول معنى النبوة والرسالة وتعريف كل منهما، ثم يتحدث عن الأنبياء وكيفية الإيمان بهم، ثم الصفات الضرورية للأنبياء، ثم يتناول الحديث عن المعجزات، وينتقل إلى الكونيات ويتحدث عن الإنسان، ثم مصير نظرية النشوء والارتقاء، ثم الملائكة، وقانون السببية في الكون، ثم يتناول الغيبيات، ويتحدث عن الموت وأشراط الساعة، ثم يوم القيامة وأحداثه، ثم الردة وأسبابها، ويختم بوظيفة الإنسان في تنفيذ حكم الله في الأرض.

كتاب هذا ما قلته أمام بعض الملوك والرؤساء



الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي
(شهيد المحراب)


يقدمه البوطي بقوله: تلك هي كلماتي وأحاديثي التي ألقيتها أمام بعض الرؤساء والملوك، إلى هذا التاريخ.. وبوسع القارئ الكريم أن يلاحظ أنني توخيت في هذه الكلمات كلها الجمع بين وصيتين لرسول الله في هذا الصدد:
الأولى: قوله: (الدين النصيحة) الثانية: قوله: (أنزلوا الناس منازلهم) أي اعرفوا لهم قدرهم في خطابكم لهم وتعاملكم معهم.
وقد عدت أكثر من مرة، قبل إلقاء هذه الكلمات وبعدها، إلى نص الرسالة التي وجهها الإمام النووي إلى الظاهر بيبرس، والتي أوردها الحافظ السخاوي في كتابه الممتع ترجمة الإمام النووي وسيرة حياته.
وإني لأسأل الله أن يهبنا من نعمة الإخلاص لوجهه، ومن واجب توحيده في العبادة والعبودية، ما يجعلنا لانلحظ إلا هذا الميزان، وعندئذ يطيب لنا، بحق وصدق، أن نخاطب مولانا إذا صح منك الود فالكل هين
وكل الذي فوق التراب تراب
والحمد لله رب العالمين.

كتاب محاضرات في الفقه المقارن


كتاب لطيف يضم جوانب معدودة لفائدة دراسة الفقه المقارن، بدأ الكتاب بتمهيد عن أهمية هذا العلم وضرورة دراسته وفائدته وسبب اختلاف الفقهاء. ثم تعرض لعدد من المباحث الأساسية في الفقه المقارن، وهي (أثر تباعد البلدان في حكم الصوم) و(تبييت النية وتعيينها في الصوم)، و(علة الربا وأثر ذلك فيما يجري فيه الربا)، و(لزم الوقف)، و(الشروط الجعلية في العقود عامة والنكاح خاصة)، و(الطلاق الثلاث بلفظ واحد)، و(الأرض التي افتتحها المسلمون عنوة)، و(العقوبة بأخذ المال)، و(القضاء بشاهد ويمين)، و(القضاء بشهادة غير المسلمين)، و(القضاء بقرائن الأحوال ثم الخاتمة، واختيارات هذه البحوث جاءت بسبب أن الكتاب في أصله محاضرات جامعية، والمؤلف وإن لم يستقص مسائل الفقه المقارن كلها، لكنه عالجها بشيء من تفصيل عرض فيه إلى اجتهادات الأئمة وذكر أدلتهم في هذه المسائل وقرن تك الأدلة بعضها ببعض، ونظر فيها من حيث المناقشة والترجيح، لتكون بين يدي الطالب نماذج يطلع فيها على كيفية اجتهاد الأئمة في الأحكام وأسباب الخلاف الذي قام بينهم في كثير منها، وليتمرس الطالب بفهم منهج الاجتهاد في المسائل وكيفية استنباط الأحكام من أدلتها.


الكرسي الذي كان يلقي عليه
درسه قبل اشتهاده


استشهاده


انتقل إلى جوار ربه شهيداً مساء يوم الخميس 21 آذار2013، الموافق: 10جمادى الأول1434هـ.

في خاتمة يتمناها كل مسلم، في مجلس وصفه الرسول الكريم بقوله: «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده».

عندما كان يلقي درسه في تفسير القرآن الكريم في محراب مسجد الإيمان بدمشق مع حوالي خمسين من طلبة العلم الشرعي حيث قام انتحاري بتفجير نفسه مما أدى إلى استشهاده مع باقة من طلبة العلم، رحمهم الله تعالى أجمعين، فاستحق لقب شهيد المحراب، ودفن إلى جوار الناصر صلاح الدين الأيوبي في دمشق.

نعي رئيس الجمهورية


ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون أن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا شيخ بلاد الشام لمحزونون ببالغ الحزن الممزوج بالقوة والتماسك، أعزي نفسي وأعزي الشعب السوري باستشهاد العلامة الدكتور الأستاذ محمد سعيد رمضان البوطي تلك القامة الكبيرة من قامات سورية والعالم الإسلامي قاطبة، رجل بحق، عبر عن الصوت الحقيقي للإسلام واستشهد بين المحراب والمنبر وهو يعلم الناس الخير والدين الحق، سيفتقدك منبر الجامع الأموي كما ستفقدك الأمة الإسلامية كلها.. لأنك حملت الرسالة الحقيقية للإسلام.


الرئيس الأسد مع الدكتور البوطي أثناء زيارته للجامع الأموي للإطلاع على النسخة القياسية المطبوعة والصوتية من القرآن الكريم


لقد كانت كلماتك المفعمة بالصدق والإيمان خير تعبير عن جوهر الإسلام ونوره في مواجهة قوى الظلام والفكر التكفيري المتطرف، فقتلوك ظناً منهم أن يسكتوا صوت الإسلام ونور الإيمان من بلاد الشام التي قال عنها رسول الله (ص): إن الإيمان حين تقع الفتن.. في الشام.. وقال عليه الصلاة والسلام : إن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها على الشام

قتلوك يا شيخنا لأنك رفعت الصوت في وجه فكرهم الظلامي التكفيري الهادف أصلاً إلى تدمير مفاهيم ديننا السمح

فوعداً من الشعب السوري وأنا منهم أن دماءك أنت وحفيدك وكل شهداء اليوم وشهداء الوطن قاطبة لن تذهب سدى لأننا سنبقى على فكرك في القضاء على ظلاميتهم وتكفيرهم حتى نطهر بلادنا منهم .. متمثلين نهجك الذي نذرت جل حياتك من أجله في كشف زيف الفكر الظلامي والتحذير منه.. هذا النهج سيبقى ركنا أساسياً من أركان العمل الديني في سورية… كما سنبقى مستذكرين دائماً أفكارك الخيرة بنشر كلمة المحبة والإخاء التي يتوحد حولها المسلمون

كل العزاء لعائلة الشهيد العلامة الدكتور البوطي وعوائل الشهداء الذين قضوا معه اليوم وكل عائلات شهداء سورية سائلين الله عز وجل أن يسكن الشهداء فسيح جناته… أن يلهم ذويهم الصبر والسلوان..
والله معنا
ولينصرن الله من ينصره أن الله لقوي عزيز
رئيس الجمهورية العربية السورية بشار الأسد


المفتي أحمد حسون


نعي مفتي عام الجمهورية العربية السورية


إن شهيدنا العلامة البوطي شهيد المحراب وسيبقى رمز التقاة والدعاة العاملين ولكن الإسلام لايموت وسورية لن تركع وأقول لمن يرسل السلاح إلى سورية.. لن تهدموا عمود الإسلام فيها وسيبقى الإسلام نقياً وعزيزاً وسيبقى الشعب السوري متماسكاً.
وخاطب مفتي الجمهورية الشهيد العلامة البوطي بالقول: سيدي يا من حدثتك منذ أيام وسألتك الهدوء والرحمة لنفسك فقلت لي اهناك أعظم من الشهادة.. فاسمح لي يا سيدي أن أخاطبك يا شهيد المحراب ولست أول شهيد في تاريخنا أمام المحراب فهناك أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه والإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وأبى الله تعالى إلا أن يكون رحيلك على بساط المسجد وفي المحراب تماماً وأنت تجلس لتعلم الناس الخير.

وأضاف الدكتور حسون.. إن قول الله تعالى.. ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين.. ينطبق على هذا الرجل الشهيد الذي وقف من أول عمره داعية إلى الله ذي الحب والخير والداعي إلى السلام عن طريق الإسلام.
وقال سماحة المفتي حسون: إن شهيدنا اختلف مع الآخرين بالرأي فهل هذا يكون شفيعاً له في اغتياله داخل المحراب.. وأقول لمن يفرح الآن باغتيال شيخنا ومن يكذب ويقول إن شيخنا إبراهيم السلقيني رحمه الله مفتي حلب قتل على أيدي السلطة واليوم شيخنا البوطي رحمه الله.. إن كذبتم على العالم كله أتكذبون على الله.. غداً أمامنا وأمامكم موقف أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين.



من تشييع الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي
(شهيد المحراب)


نعي وزير الأوقاف


قتلوه ليقتلوا به صورة سورية وجمال سوريا، ستذكره منتديات العلم والفكر والحوار ستذكره سورية الذي كنت دوماً من فخر علمائها وأبنائها «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضا نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً».

كلمة ابنه الشيخ توفيق في تشيعه




الشيخ توفيق البوطي


«إنا على فراقك يا أبتاه ويا ولداه لمحزونون وعزاؤنا أنك مضيت شهيداً على منصة العلم التي نذرت نفسك لها تحمل الهوية التي نذرت وجودك وحياتك من أجلها»، «أعداء الحق والدين والوطن والأمة والإنسان باتت هويتهم بعد ما ارتكبوه في مسجد الإيمان أنهم مجرمون قتلة».

«أنا باق على العهد الذي مضى من أجله والدي وأحباؤه الذين استشهدوا وكانوا ملازمين لمجلسه وملتفين حوله ورفضوا أن يفارقوه وقال "إن الرسالة التي نذر والدي نفسه من أجلها باقية والذين أرادوا إخفاء النور والضياء بأكفهم القذرة إنما يحجبون النور عن أبصارهم فقط أما الضياء فسيظل منتشرا وسيتبدد الظلام ويعود السلام وتعود هذه الأمة إلى طمأنينتها رغم انف الحاقدين والمجرمين أعداء الإنسان».

«يخربون سورية وينذرون أنفسهم للشيطان ويسفكون الدماء البريئة ويريدون من وراء ذلك استهداف الدين الوسط البعيد عن التطرف والانحراف».

ولفت الشيخ محمد توفيق إلى أن مشاركة كل أبناء الأديان والطوائف في سورية في تشييع الشهيد العلامة البوطي «تعبر عن وحدة هذا الوطن في تعايشهم المشترك وتناصحهم ومحبتهم وودادهم تماما كما أراد الإسلام عندما دخل بلاد الشام حيث تعايشت الديانات المختلفة فيها دون قتل وقهر وإرهاب في ظل الإسلام الذي حفظ للجميع سلامهم وأمنهم».