تونس عروس البحر المتوسط

تونس عروس البحر المتوسط

نجم الأسبوع

الأحد، ٢٩ مايو ٢٠٢٢

بمناظرها الطبيعية الرائعة من الواحات والكثبان الرملية على أبواب الصحراء الكبرى، وشواطئها ذات الرمال البيضاء الناعمة، والمياه الفيروزية.. تتباهى تونس بجمال سحرها المعاصر، الذي ذاع صيته في الآفاق، وقد اجتمع كل هذا مع سمعة تاريخية رائعة، وتراث معماري عظيم من عصور مختلفة، من القرطاجيين والرومان، إلى العرب بمساجدهم الضخمة، حتى أصبحت تونس وجهة سياحية شهيرة، ودولة خلابة لقضاء العطلات على طراز البحر الأبيض المتوسط، واكتشاف حاضر البلد المشرق، وماضيه المجيد في رحلة العمر.
تقع تونس في شمال أفريقيا، ويحدها البحر الأبيض المتوسط والصحراء الكبرى، وعلى الرغم من أن اللغة الرسمية هي العربية، فإن معظم السكان يتحدثون الفرنسية بطلاقة، وتشتهر في جميع أنحاء العالم بكونها نقطة جذب رئيسية لملايين المسافرين، خاصة العائلات، التي تبحث عن عطلة مريحة، حيث إن التجول في مدنها العتيقة وبلدانها، مثل: العاصمة تونس، والقيروان أو سوسة؛ ومتنزه قرطاج الأثري، وموقع دقة الأثري، وكلاهما مدرج موقعاً للتراث العالمي من قبل «اليونسكو»، وزغوان بمناظرها الجبلية الخلابة تعتبر من الخيارات المتعددة، للذين يراهنون على القيام بجولات تركز على تاريخ وثقافة الوجهة. ومن بعض عجائبها الطبيعية، تمتعها بـ1148كم من السواحل ذات الشواطئ الرملية الذهبية، والمياه النقية الصافية، والعديد من الجزر والمحميات الطبيعية، وصحراء كبيرة تحتل 40% من أراضيها.
مزيج رائع
لدى تونس العاصمة مزيج رائع من المدينة الأوروبية الحديثة مع الثقافة العربية التقليدية. وعند زيارة المدينة القديمة المسورة، المليئة بالزوايا والأركان والأسواق، يداعب الأنف العديد من الروائح المرتبطة بفن الطهي التونسي الغني بالروائح والنكهات الفريدة، بسبب مزيج المكونات والتوابل. كما تنتشر - على مد البصر - عمارة رائعة من المباني النموذجية على الطراز الشمال أفريقي، وأسواق الحرف الشعبية، ويوجد في هذه المنطقة أيضاً مسجد الزيتونة المهيب، بمساحة 5000 متر مربع، والذي تم بناؤه عام 703م، ويسمى مسجد الزيتونة؛ لأنه بني في مكان محاط بأشجار الزيتون، وكذلك متحف باردو، الذي كان مقر إقامة السلطان، حيث توجد قطع معروضة من الثقافات الثلاث: المسيحية والرومانية والعربية، ويُعتبر ثاني متحف في العالم بالنسبة لفن الفسيفساء الروماني، كما تشهد المدينة أيضاً تطوراً ثقافياً كبيراً، ويتم تقديم العديد من الحفلات الموسيقية سنوياً، وعدد كبير من المعارض الفنية.
أبيض.. وأزرق
إذا كانت هناك صورة مميزة لمدينة ساحرة في تونس، فستجدها في بلدة سيدي بوسعيد المتأثرة بالأندلس، وتقع هذه المدينة السياحية بالقرب من العاصمة على قمة تل بجانب البحر، حيث ينتشر العديد من الزوايا الملونة، وتجمع المنازل بين اللون الأبيض المشرق لواجهاتها مع اللون الأزرق للأبواب والنوافذ، وهو أسلوب مستوحى من قرى الجزر اليونانية.
أطلال قرطاج
على مسافة 20 كيلومتراً إلى الشمال من العاصمة تونس تقع أطلال قرطاج، وهو موقع أسسه الفينيقيون عام 814 قبل الميلاد. وبها حمامات أنطونيوس، وهي من أكبر ثلاثة حمامات بنيت في الإمبراطورية الرومانية. والحمام له ثلاثة أدوار، وثلاثة أقسام: الغرفة الباردة، والحارة، والدافئة. وفي المدينة يمكن العثور، حتى اليوم، على بقايا الحضارات القديمة، حيث محتويات المتحف الوطني، والحديقة الأثرية، والمدرج الروماني، وغيرها الكثير.
شواطئ.. وحمامات
عند السفر جنوباً من العاصمة تصل إلى الحمامات وسوسة، وتبعدان عنها 60 و140 كيلومتراً على التوالي، وهما مدينتان سياحيتان ذواتا شواطئ رائعة: الأولى مدينة مسورة من القرن الثاني عشر، تضم العديد من الشواطئ ذات المياه الزرقاء، والرمال البيضاء، والبحر الأزرق، ومناظر طبيعية خلابة، وحقولاً خضراء، وبساتين البرتقال، وتتميز أيضاً بوجود الفنادق السياحية، والعديد من الحمامات بالداخل، وأشهرها حمامات: الياسمين، والقصبة، والقلعة القديمة، وتتميز كذلك بوجود متنزه «قرطاج لاند»، وهو أكبر مدينة للألعاب في أفريقيا، ويوجد أيضاً «سوق الجمعة»، حيث يمكنك التسوق، وشراء المنتجات مع العائلة.
أما سوسة، فتعرف بجوهرة تونس؛ لأنها فريدة من نوعها؛ إذ تحتوي على آثار تاريخية، وقلاع قديمة، وأسوار عالية، ويوجد بها متحف متميز مفتوح، محاط بأسوار عالية بالحجارة الصفراء، وبها أيضاً ثاني أكبر متحف في تونس.
تجديف.. مشي.. وتسلق
تتيح منتجعات تونس الساحلية، وطقسها المثالي، لكثير من المسافرين الباحثين عن المناظر والبحر والشمس، ممارسة العديد من الأنشطة، مثل: التجديف بالكاياك، وركوب الأمواج، وفي المناطق الجبلية مثل قرية «زريبا أوليا» البربرية، من الممكن ممارسة رياضة المشي لمسافات طويلة، والتسلق.
المطبخ التونسي.. توابل ونكهات 
لطالما كانت تونس مركزاً للتوابل التي تم تداولها في متاجرها لقرون عدة، منها: الكمون، والكركم، والزعفران، والزنجبيل، والقرفة. والطعام التونسي يحتفي لدرجة كبيرة بالتوابل، حتى السلطات لها طعم قوي. ويعتمد المطبخ التونسي على مكونات البحر الأبيض المتوسط النموذجية، وكذلك الحبوب والخضراوات والفواكه والثوم وزيت الزيتون من المنطقة الشرقية من البلاد (زيت الزيتون مصدر مهم للدخل القومي). وعلى طول ساحل البحر الأبيض المتوسط، تسود الأسماك الطازجة، سواء في المنزل، أو في المطاعم المحلية، بينما في المناطق الداخلية من البلاد، من الشائع تناول اللحوم، التي يتم طهيها مع بعض التوابل.  والأطباق التقليدية مزيج من المأكولات الأمازيغية، والتأثيرات من مختلف الجيران، والمستعمرين على مر القرون، من الرومانية إلى العربية واليهودية والتركية والفرنسية والإيطالية. مثل «البريك» الكلاسيكي، وهو عبارة عن فطيرة رقيقة مقلية على شكل نصف قمر، ومحشوة بالبيض، وهريسة الفلفل الحار الأحمر، و«الكسكس» الذي يمكن صنعه بعشرات الطرق. أما الطبق الأكثر استهلاكاً فهو المعكرونة، إذ تحتل تونس المرتبة الثالثة في العالم بعد إيطاليا وفنزويلا بحصة 11.7 كغم للفرد في السنة، وتقدم عادةً مع صلصة الطماطم. ويتم تحضير القهوة في تونس على الطريقة التركية، ثم تُنَكَّه بأزهار البرتقال أو ماء الورد، بينما الشاي المغاربي بالنعناع تقليدي في جميع أنحاء بلاد المغرب العربي، لكنه في تونس يتبل باللوز أو الصنوبر.
ليالٍ تحت النجوم
ما وراء الشواطئ وخارج موسم الذروة، هناك الجزء الجنوبي من البلاد، بصحرائه المترامية، حيث يمكن للمهتمين بالمغامرات الصحراوية قضاء الليل في الخيام تحت السماء المرصعة بالنجوم الرائعة، وركوب الجمال، والاسترخاء في الواحات، بالإضافة إلى القيام برحلة السفاري الليلية في الصحراء، ومشاهدة الكثير من منازل الكهوف، ومشاركة البدو حياتهم التقليدية.