التشكيلي عز الدين شموط في لقاء خاص للأزمنة

التشكيلي عز الدين شموط في لقاء خاص للأزمنة

نجم الأسبوع

الأحد، ١ نوفمبر ٢٠٠٩

  • دمشقي الأصل من الوريد إلى الوريد
  • روائع فنية معتقة بالأحلام والعطور والحب

بلغني أيها القارئ العزيز أن الفنان "عز الدين شموط" فنان تشكيلي حفار ومصور باحث ومحاضر ومؤلف، يعيش في باريس, لكنه يعترف بأنه دمشقي الأصل من الوريد إلى الوريد.

عز الدين شموط من مواليد 1940 أستاذ جامعي حاصل على عدة شهادات في الفنون الجميلة توجها بدكتوراة دولة في الفن التشكيلي، شارك في بينالات دولية وندوات دولية موازية لها، واقتنيت أعماله من قبل متاحف ومؤسسات حكومية رفيعة، وله معرض دائم، ويشهد له دوره الفاعل والمؤثر في تطوير فن الحفر في سورية، له مؤلفات عديدة في الفن التشكيلي منها "قيمة العمل التشكيلي بين المال والجمال"- تعريف بفن الحفر والطباعة- لغة الفن التشكيلي علم الإشارات البصرية- نقد الفن التجريدي- وأزمة الفن التشكيلي".

تأتي لوحات الفنان شموط على قدر كاف من الحس والعاطفة البشرية التي تعبر عن الذات الإنسانية لإبراز النوازع والخلجات بشيء من الفنتازيا مبدعاً بذلك أسلوبه الفني الذي اختطه لنفسه بعد سنين طويلة من البحث والتجريب والمغامرة والاكتشاف.

الأزمنة التقته في معرضه الأحدث في صالة السيد للفنون التشكيلية بدمشق تحت عنوان:(من أساطير المرأة) حيث أقيمت ندوة على هامش المعرض في نفس الصالة تتمحور حول أعمال الفنان شموط وتجربته الفنية والكتاب الذي وزع للناقد التشكيلي صلاح الدين محمد بعنوان:(عز الدين شموط حياته وفنه) تحدث فيها الناقد عن طبيعة عمله وتقنياته المختلفة وقد تضمنت الندوة عرض فيلم تلفزيوني مدته 25 دقيقة من إعداد وسيناريو التشكيلي غازي عانا عَرَض فيه أهم أعماله وأساليبه الفنية المختلفة.

وعن كيفية وصول الفنان التشكيلي إلى اللوحة المتكاملة قال شموط:

منذ بداية القرن العشرين بدأ النقد الفني بالسير باتجاه تفكيك اللوحة واختصارها إلى عناصرها الأولية من (خط، لون، تكوين)، وفي أحسن الحالات كان النقاد يتطرقون إلى مشكلة الرؤية البصرية المباشرة حتى وصلت الأمور في الخمسينيات إلى اختصار اللوحة بعنصر واحد كاللون مثل: فوتانا بحيث صبغ قماش اللوحة باللون الأزرق وأحياناً عرض لوحات بيضاء بلون القماش فقط مما أفقد عملية الفن التشكيلي روحها وصارت اللوحة بلا معنى، بينما الفن السريالي الذي وازى هذه الحركة كان يؤكد على المعنى الخيالي أو الحلم، وكذلك كانت هناك تجارب أيضاً وحركات تشكيلية متعددة أرادت أن ترفع مستوى اللوحة إلى فكر تشكيلي له معنى وموقف، فبدأت اللوحة تستعيد جديتها والمعنى بدأ يلتقي بالشكل واللون، وأصبحت المهارة هي في إتقان التكوين وربطه بموضوع اللوحة، حتى أن الكثير من الدراسات انتقدت مرحلة إفقار اللوحة وسميت هذه المرحلة (إمبراطورية اللامعنى) فبدأت عملية إعادة تركيب اللوحة والانتقال من المرحلة التفكيكية إلى المرحلة التركيبية فصارت اللوحة اليوم مفتوحة على تقنيات متعددة ومدارس فنية متعددة، مثلاً في تجربتي الحالية بما أنني درست عند مجموعة معلمين كبار منهم (كوتو وهو فنان سريالي وصديق لسلفادور دالي وتعلمت التكعيبية عند دايز، وتعلمت الواقعية القصوى المتطرفة عند الفنان (كاديو) وتعلمت أسلوب الظل والنور عند الفنان الياباني الذي كان مقيماً في باريس (هاماغوشي) ومن خلال زياراتي للمتاحف والقصور في أوروبا، وفي إيطاليا خاصة تأثرت بمجموعة اتجاهات فنية منها الكلاسيكية، الباروك، الواقعية القصوى، وإدخال عنصر الفانتازيا والحلم بلوحة يمكن وصفها بأنها لوحة شاعرية غنائية (ليريك)، وباعتقادي أن اللوحة بهذا الشكل تكتمل وتجمع بين مهارة الأداء وقصيدة شعرية بصرية تحكي للقارىء بعض الأحاسيس والأفكار التي لم تقطع الصلة مع الثقافة المحلية والعالمية.

الغضب بقلم الـدكتــور نبـيـل طـعمـة

عن المدونة بقلم المهندس محمد طعمة

السفير التركي في دمشق في لقاء خاص للأزمنة

إقرأ آخر المواضيع العلمية على موقع مجلة الباحثون

إقـــــرأ موسوعة الدكتور نبيل طعمة على الأزمنة

وعند سؤالنا له عن مدة إقامته في دمشق التي أصبحت أطول من إقامته في مدينة باريس قال:

الواقع أن ما كان يشدني في باريس هو اكتساب الخبرة التقنية والمعرفة المعمقة في أصول اللوحة، فلاشك أن باريس وأوروبا بصورة عامة عندها من التجارب منذ مئات السنين فنحن بحاجة للاستفادة من هذه البحوث التقنية، ولكنني اليوم أشعر أن ما أردت أن أحصل عليه من الخبرات يكفيني لأعبر عن أحاسيسي وأفكاري المحلية واليوم يكفيني العودة من وقت لآخر إلى باريس للاطلاع على آخر المستجدات في فن اللوحة.

أما عن كيفية ربطه بين نشاطه الفني العملي وبحوثه النظرية فقال:

الواقع أنا لست بناقد فني وإنما البحوث التي قمت فيها كان الدافع الأول لها هو أنني أبحث عن حقيقة اللوحة ومن المعروف أن أكثر الفنانين تركوا لنا ملاحظاتهم ودراستهم النظرية التي كانت عبارة عن ملاحظات فكرية تريد تأكيد الاكتشافات العملية المختلفة، وكما نعلم أنه منذ أرسطو لا يمكن الفصل بين النشاط العملي والنشاط النظري، والواقع أنا بحاجة إلى أن أقرأ يومياً ساعة وأكتب ساعة وأرسم عشر ساعات لأن القراءة توسع الثقافة البصرية ولها تأثيرات على النشاط العملي.

من جانبه يقول الناقد التشكيلي عبد الله أبو راشد: لوحاته تقرب المسافة ما بين الفنان والجمهور المتلقي في لغة بصرية تواصلية لا تحتاج إلى استحضار مخيلة وفلسفة جمالية أو ذكاء عملي، بل هي واضحة في رموزها وعناصرها ومقولتها الفنية إذ شكلت الكائنات الحية من شخوص وطيور مفردات فنية ضرورية أشبه بصور خيال الظل التي تبني عالمها الفني بوحي سريالي، تقحم المتلقي إلى مجاهل فكرتها، وتبقي لعينه وذوقه مساحة دهشة وإعجاب في آن معاً.

ريم الحمش