ثلاث روايات عن أصل عيد الحب … شعور «فالنتاين» بالحب هو الذي جعله قادراً على أن يصبح رمزاً

ثلاث روايات عن أصل عيد الحب … شعور «فالنتاين» بالحب هو الذي جعله قادراً على أن يصبح رمزاً

ثقافة

الأحد، ١٤ فبراير ٢٠٢١

وائل العدس
لم يكن يخطر ببال بابا روما، جيلاسيوس، عندما أضاف يوم 14 شباط إلى سجل أعياد القديسين المعترف بهم رسمياً عام 496، أن هذا اليوم سيصبح يوماً مكرساً للعشاق في مختلف أنحاء العالم.
فاليوم المختار للتعبير عن عيد الحب كان مخصصاً للاحتفاء بشهيد مسيحي في روما خلال القرن الثالث الميلادي.
وقد تعددت الروايات حول أصل عيد الحب، وتاريخه، والأسباب التي أدت إلى نشأته، ومن خلال السطور التالية نورد أهم ما ذكر عن الموضوع:
 
عيد الخصوبة
 
تُعد هذه الرواية من أقدم الروايات التي ترد في أصل عيد الحب، حيث حدثت في العهد الروماني، حينما كان الرومان يحتفلون بعيد يسمى «عيد الخصوبة» في 14 من شهر شباط من كل سنة، حيث يمارسون فيه بعض الطقوس الغريبة التي كانت تزيد الخصوبة باعتقادهم وهو ما عده بعض المؤرخين أصل عيد الحب.
 
الراهب وابنة السجان
 
تعود قصة عيد الحب إلى القرن الثالث الميلادي، وهي مرتبطة بإمبراطور روماني اسمه كلوديوس الثاني، وبراهب اسمه فالنتينوس حيث كان الأول قد أمر الرومانيين بأن يعبدوا اثني عشر إلهاً، كما حرّم التعامل مع الأشخاص الذين يدينون بالمسيحية، وعدّها جريمة يعاقب عليها، إلا أن الثاني وهب حياته للمسيحية وللعيش في كنف معتقداتها؛ فكان يمارس كل عباداته وما يؤمن به، ولم يكن يهاب أحداً في ذلك، ولذلك قبض عليه ووضع في السجن.
وفي حياته الأخيرة في السجن، طلب السجّان من فالنتينوس أن يعلم ابنته بعض العلوم، بعد أن عرف بمقدار علمه، فوافق على ذلك.
 
كانت الفتاة تدعى «جوليا» وهي فاقدة للبصر منذ ولادتها، إلا أن ذلك لم يمنع فالنتينوس من تعليمها؛ لكونها تتصف بسرعة البديهة، فشرح لها العالم، وروى لها تاريخ روما وقصصها، وعلّمها الحساب، وأسرَّ لها عن وجود الله، فوثقت به وتأثرت بما علَمها؛ فقد كان عينها التي ترى بها العالم من حولها، وقد سألته ذات يوم عن حقيقة سماع الإله لصلواتها وهي تصلي، إذ كانت تصلي وتدعو أن تستعيد بصرها لترى ما تعلمته بعينيها، فأجابها بأنها إن آمنت بالإله فإن الإله سيفعل الأفضل لها، حينها قالت إنها تؤمن به، فقام معها بعد ذلك وصلى، وأثناء الصلاة عاد البصر لها.
 
في آخر ليلة قبل وفاته، كتب ملاحظة لجوليا حثَها فيها على أن تبقى قريبة من الله، ووقع في نهاية الرسالة: «من فالنتاين.. الحب الخاص بك»، ثم نُفذ به حكم الإعدام في يوم الرابع عشر من شهر شباط من عام 270، جانب بوابة سميت فيما بعد باسم «بورتا فالنتيني» تخليداً لقصته، وبعد أن دفن في كنيسة مشهورة في روما عُرفت آنذاك باسم «براكسيديس»، زرعت جوليا شجرة لوز جانب قبره، كانت تتفتح بزهر وردي اللون، حيث ترمز هذه الشجرة للحب والإخلاص والصداقة الدائمة.
 
قرار منع الزواج
 
عاش كاهن اسمه «فالنتين» في فترة حكم الإمبراطور كلوديوس للإمبراطورية الرومانية، حيثُ اضطهد الكنيسة وأصدر قراراً يقضي بمنع زواج الشباب؛ وكان يبرر ذلك بأن الجنود غير المتزوجين أفضل وأكثر كفاءة في أداء عملهم من الجنود المتزوجين؛ لأن المخاوف تسيطر على أذهان الجنودِ المتزوجين حول ما قد يحدث لهم ولعائلاتهم إن ماتوا في الحرب.
إلا أن الكاهنَ «فالنتين» وقف ضد هذا القرار، فزوج بعض الجنودِ بالخفية، ولسوء الحظ علم الإمبراطور بذلك، فأُلقي القبض عليه ووضع في السجن وعُذِب، وقد حُكم عليه فيما بعد في عام 269 بالإعدام بسبب وقوفه ضد قرار الإمبراطور.
وقد كانَ معه في السجن رجل يدعى «أستريوس، وكان له ابنة مصابة بالعمى، كانت تأتي إليه ليصلي «فالنتاين» لأجلها، فشفيت من تأثيره المدهش، هذا التأثير هو الذي جعل والدها مسيحياً حينما رأى أثره في شفاء ابنته، وحينما حان موعد إعدام «فالنتاين» كتبَ لابنة «أستريوس» في مذكرته: «من فالنتين الخاص بك»، فكانت بذلك كلماتٍ تعد اليوم مصدر إلهام لكثير من العشاق.
 
اللون الأحمر
 
يعتبر اللون الأحمر من الألوان الجاذبة للانتباه، كذلك فهو لون يعبّر عن المشاعر العاطفية العميقة.
من ناحية أخرى، يعزز الأحمر التفاعلات الفيزيائية، لذلك يستخدمه التجار لتحفيز الناس على اتخاذ قرارات الشراء السريعة.
كما تعبر الورود الحمراء عن العاطفة والحب العميق، وهي محجوزة دوماً للعلاقات الرومانسية، أو العلاقات التي تأمل تحوَّلها إلى الرومانسية.
 
فالأحمر يرتبط باستثارة مشاعر الحب والرغبات العاطفية، لذلك ارتبط بيوم عيد الحب.