احتفالاً بميلاد أدونيس الـ 90 .. إطلاق مشروع شعري رقمي جماعي

احتفالاً بميلاد أدونيس الـ 90 .. إطلاق مشروع شعري رقمي جماعي

ثقافة

الأحد، ١٠ يناير ٢٠٢١

لحظة ميلاد الشاعر هي أشبه بما يُذكر في المرويّات الدينية حول ولادة مخلّص أو منقذ أو مبشّر، هي لحظة يجب أن توثق، وتدرج في تقويم، يذكرنا دائماً بميلاد الشعر والإنسان، طوال مسيرته لم يبرح ساحة الكتابة إبداعاً وفكراً وإعلاماً، ولم ينسحب من ساحة النقاش والجدل والاجتهاد يوماً، يتضاعف دائماً عدد محبيه والمؤمنين بأفكاره وبإبداعه.
حيث أطلقت ابنة المفكر والأديب والشاعر أدونيس، أرواد إسبر، إلى جانب المفكر الفرنسي دوناسيان غرو، موقعاً إلكترونياً بمناسبة العيد التسعين لوالدها (1 كانون الثاني/ 1930)، ليلقي أكثر من 138 مثقفاً عربياً وغربياً كلمته في محضر ميلاد الشعر والشاعر، لتكون مناسبة ليست احتفاء بأدونيس فقط بل احتفاء بالشعر.
مثقفون من مختلف أصقاع الأرض لبّوا الدعوة ليقول كل منهم كلمته في محضر ميلاد الشعر والشاعر
عبر إطلاق موقع adonis90.org .
 
لحظة من التأمل
 
وقدم كل منهم كلمة في هذه المناسبة، في خطوة تهدف إلى التأكيد على أهمية الحياة الشعرية في عالم يعيش خطر الفقر ثقافياً وإنسانياً.
ويقول أصحاب المبادرة إن عيد ميلاد أدونيس «يمثل لحظة من التأمل من أجل وجودنا: دور الشعر، الإيمان بإنسانية كاملة وشاملة، دور الماضي ودور الحداثة».
أسس أدونيس منابر ثقافية وفكرية وإبداعية، فجمع حوله قوى التنوير في العالم العربي، والشمال الإفريقي من كل اللغات، من جمال الدين بن الشيخ ورشيد بوجدرة، وعبد اللطيف اللعبي وغيرهم، وكان دائماً جسراً متيناً ما بين الثقافتين العربية والغربية، منذ أن ترجم ديوان «منارات» لسان جون بيرس في سبعينيات القرن الماضي.
ويبرز المشاركون والمشاركات بكلماتهم ومبادراتهم، أهمية الشعر، و«ما يتضمنه لحياة كل منا، وما تقدر طاقة الشاعر الذي يقول عالمنا إن تقدم اليوم لوجود كل منا، في تباعده عن الآخر، في عالم يفتقر إلى الوحدة».
من بين هؤلاء المثقفين الذين توزعوا بين مختلف الأجناس الإبداعية وحتى السياسة والذين أسهموا في موقع تسعينية أدونيس نذكر: فوزية أبو خالد (السعودية)، ضياء العزاوي (العراق)، قاسم حداد (البحرين)، ريم غنايم (فلسطين)، سركيس أبو زيد (لبنان)، حورية عبد الواحد (فرنسا)، دومينيك دو فيلبان (فرنسا)، عباس بيضون (لبنان)، أندريه فيلتير (فرنسا)، جواشيم سارتوريوس (ألمانيا)، فراس السواح (سورية)، هدى بركات (لبنان)، بيتر هاندكه (ألمانيا)، فينوس خوري-غاتا (لبنان، فرنسا)، جاك لانغ (فرنسا)، شوقي بزيع (لبنان)، وسلمان رشدي (بريطانيا) والزميل بيار أبي صعب.
 
الرؤية والهدف
 
وقد بينت هذه الشخصيات عبر كلمة الصفحة الرئيسية الرؤية والهدف من إنشاء الموقع: «السنة 2020 هي السنة التسعون في حياة الشاعر أدونيس الذي تنهض إبداعاته وجهاً لوجه مع تغيّرات الزمن، الطويل الحاضر معاً، والتي تمارس تأثيراً عالياً في أوروبا من شبه الجزيرة الإيبيرية إلى اسكندينافيا، وفي العالم من الشرق الأدنى إلى الشرق الأقصى، من شبه القارة الهندية إلى أميركا الشمالية، ومن أميركا اللاتينية إلى جنوب شرق آسيا، ومن إفريقيا إلى المملكة المتحدة».
ولد أدونيس في الأول من كانون الثاني 1930، واختار اسمه لكي يشير إلى التجدّد ومعانقة الجديد الذي يتيحه الشعر، ذلك أن «أدونيس»، في أساطير ما بين النهرين هو إله السَّنة الجديدة.
 
منهج جديد
 
يعتبر البعض أن أدونيس من أكثر الشعراء العرب إثارة للجدل، فمنذ أغاني مهيار الدمشقي، استطاع أدونيس بلورة منهج جديد في الشعر العربي يقوم على توظيف اللغة على نحو فيه قدر كبير من الإبداع والتجريب تسمو على الاستخدامات التقليدية دون أن يخرج أبداً عن اللغة العربية الفصحى ومقاييسها النحوية، واستطاع أدونيس أن ينقل الشعر العربي إلى العالمية، ومنذ مدةٍ طويلة، يرشحه النقاد لنيل جائزة نوبل للآداب، كما أنه، بالإضافة لمنجزه الشعري، يُعدّ واحداً من أكثر الكتاب العرب إسهاماً في المجالات الفكرية والنقدية بالإضافة لإتقانه الرسم.
صدرت بعض الدراسات النقدية عن إنتاج أدونيس الأدبي، ومنها كتاب بعنوان أدونيس بين النقاد قدمه المفكر العربي العالمي إدوارد سعيد، بأنه الشاعر العربي العالمي الأول. ناقش أدونيس طبيعة الشعر في العديد من مؤلفاته، وعنده يصبح الشعر غرضاً مميزاً هو تجديد اللغة، أي تغيير معنى الكلمات عن طريق استخدامها في صنع تركيبات جديدة تدعو إلى الدهشة.
 
الجوائز
 
حصل سنة 1986 على الجائزة الكبرى ببروكسل ثم جائزة الإكليل الذهبي للشعر في جمهورية مقدونيا تشرين الأول 1997، وجائزة سلطان العويس الثقافية (الإنجاز الثقافي والعلمي) الدورة الثامنة: 2002 – 2003، وكان الوحيد الذي حاز جائزة الدولة اللبنانية في العام 1974. وهي جائزة أعطيت لمرة وحيدة، إذ جاءت الحرب الأهلية في السنة التالية وأوقفتها، ويرشحه النقاد بشكل دائم لنيل جائزة نوبل، وحصل على جائزة غوته المرموقة كأول أديب عربي، وهذا ما يؤكد على مكانته الكبيرة عربياً وعالمياً.