اتحاد الكتّاب العرب يكرّم الأدباء والمثقفين … صقور: الذكرى الخمسون لتأسيس الاتحاد انطلاقة جديدة

اتحاد الكتّاب العرب يكرّم الأدباء والمثقفين … صقور: الذكرى الخمسون لتأسيس الاتحاد انطلاقة جديدة

ثقافة

الأحد، ١٩ يناير ٢٠٢٠

أنفق الأديب والمثقف السوري الكثير من الجهد والوقت والحرص والعناية والمتابعة في صناعة المشهد الثقافي لينمو ويزدهر ويتكامل من خلال مسيرة طويلة، ومازال لغاية اليوم يواصل عمله الثقافي بشغف وهمة عالية، وبالتأكيد لا ينتظر الأدباء والمفكرون الثناء والتقدير على رسالة آمنوا بها ودافعوا عنها بأقلامهم، لكن كلمة الشكر والعرفان تعني لهم الكثير، وتأثيرها أكبر عندما تكون من قبل اتحاد الكتاب العرب الراعي والداعم لهؤلاء خلال مسيرتهم من خلال الحفل التكريمي لمجموعة من الأدباء والباحثين الأعضاء.
 
تكريم مستمر
وفي إدارته لحفل التكريم قال د. محمد الحوراني رئيس فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب: يعبر التكريم عن حالة احترام متبادل بين المثقفين، وخاصة أنه أتى من جهة تُعنى بالثقافة، والاتحاد عبر تكريم هؤلاء المبدعين يكرّم نفسه أيضاً لأن المثقف والمبدع ليسا بحاجة لشهادة تقدير أو مبلغ مادي بل هو بأمس الحاجة للاحترام ولكلمة الشكر، والتكريم سيكون حالة مستمرة ودائمة خاصة أن هناك الكثير من الكتّاب والمثقفين الذين آثروا البقاء في الوطن والوقوف إلى جانبه والدفاع عنه.
 
تقدير
وبدوره قال رئيس اتحاد الكتاب العرب أ. مالك صقور: إن التكريم بمثابة وفاء وتقدير للأساتذة الكبار الذين كان لهم كبير الفضل فيما قدموه من إبداعات في مختلف الميادين، والذكرى الـ«50» لتأسيس الاتحاد كانت بمثابة انطلاقة جديدة لهذه المؤسسة التي لقيت كل الدعم والرعاية من قبل القائد الخالد حافظ الأسد والسيد الرئيس بشار الأسد، ما يجعل المسؤولية الملقاة على عاتق الأدباء والمفكرين والمثقفين مضاعفة للقيام بدور حقيقي في الوقوف إلى جانب الوطن.
التركيز على الشباب
 
وفي كلمة المكرمين شكر د. وليد مشوح اتحاد الكتاب العرب على هذه اللفتة الكريمة متمنياً أن تستمر لاحقاً، وتابع بالقول: كل مبدع يستحق التكريم، وبالعودة بالذاكرة ولفترة تأسيس الاتحاد بالذات هناك العديد من الإنجازات التي تحققت، والدور المهم الذي قام به الاتحاد في جمع الأدباء السوريين ضمن أسرة واحدة، وفتح الباب لاحقاً أمام الأخوة العرب للانضمام إليه، واليوم أتمنى من الاتحاد التركيز على استيعاب الأدباء الشباب وإتاحة الفرصة أمامهم وتقديم الدعم لهم بجميع أشكاله لأنهم يحملون بذور العطاء.
 
الأديب بجانب الجندي
وبدوره تحدث د. نزار بريك هنيدي: يرهن الأديب الحقيقي حياته لفعل الكتابة ويرمي نفسه في أتون التجربة الإبداعية لا يتوخى أكثر من أن يكون مخلصاً لفنه ووفياً لمبادئه وأفكاره والتعبير عن روح الأمة وهواجسها وأهدافها ليسهم في نهضتها وصناعة مستقبلها والمساهمة بدور فعال في إغناء عمارة الفكر والفن البشري وصيانة وتعزيز الجوهر الإنساني، وفي الحقيقة الأديب اليوم في وطننا وهو يعاني ما يعانيه خلال التصدي لأكبر هجمة تتعرض لها أمتنا ينخرط بقلمه إلى جانب الجندي بهدف صيانة الأسس والثوابت والمبادئ التي تحفظ لأمتنا هويتها، علماً أن وعي الأديب لجسامة هذا الدور ينأى به عن انتظار الثناء والشكر إلا أن التكريم عندما يأتيه فإنه يعني له الكثير لأنه يؤكد سلامة الطريق التي سار بها ويسهم في تعزيز أدواته وإصراره على متابعة المسيرة.
 
فضل الاتحاد
وفي لقاءات لبعض المكرمين قال عيسى فتوح: انتسبت إلى اتحاد كتاب العرب عام 1970 وكنت من أوائل المنتسبين إليه، ومنحني منزلاً وأوفدني إلى بلغاريا وهذه أفضال لا أنساها. في الواقع، تعبت جداً في عملي وأنجزت الكثير من الكتب إضافة إلى موسوعتين، هذا التكريم بمثابة مكافأة على ما بذلت من جهود خلال هذه السنوات، أنا في الـ85 من عمري وما زلت أعطي وأكتب وأترجم كأنني شاب في العشرين، وأشكر الاتحاد على أفضاله حيث كرمني سابقاً ولم ينسَ وبقينا في الذاكرة.
 
تقدير
والتكريم بمثابة تقييم لمسيرة شخص –كما وصفته د. ناديا خوست- وتابعت: والقول له شكراً، لكن برأيي التكريم الحقيقي يجب أن يكون عن طريق الدراسات، وليس فقط عبر أوراق وشهادات التقدير لذلك يجب أن يكون هناك دراسات ومناقشات لمنجز هذا المبدع عبر دعوة مجموعة من المهتمين بالجنس الأدبي الذي يكتب فيه المكرم ومناقشته، وليس بالضرورة تقديم المديح ولكن من خلال ذلك يستطيع المبدع معرفة نفسه في عيون الآخرين، وينتبه إلى مسائل لم ينتبه إليها سابقاً وأنا برأيي الشخصي أرى أن هذا هو التقدير والتكريم الحقيقي.
 
قلب طفل
وعبّر الشاعر محمود حامد عن سعادته بالتكريم حيث قال: يملك المبدع قلب طفل، وكما يفرح الطفل بالهدية يفرح الأديب بالتكريم لأنه يؤكد أنه جزء مهم من هذا المجتمع، وتكريم المبدع هو تكريم للوطن وثقافة الحياة والأرض التي أنتجته، وهذا التكريم هو لسورية وفلسطين لأنهما الأساس في الشعر والأدب وصنوف الإبداع الأخرى، وتأثير الكلمة في سورية يوازي تأثير الطلقة.
 
التصدي للإرهاب
ورأى القاص علي مزعل أن التكريم هو للتأكيد على الدور الكبير لاتحاد الكتاب العرب في رعاية أعضائه على امتداد سنوات عطائهم باعتباره يملك دوراً بارزاً ورائداً وموجهاً للحركة الثقافية سابقاً، وقد تعاظم دوره في العقد الأخير في التصدي للفكر الظلامي والحرب التي شنت على بلادنا، ودور جيشنا الباسل في التصدي للإرهاب، أتمنى أن يستمر الاتحاد في أداء دوره بالتصدي للفكر والمشروع الصهيوني.
 
رسالة
ورأى د. ابراهيم زعرور أن التكريم رسالة بضرورة إيلاء الاهتمام بالأدباء والكتاب والمفكرين والباحثين في بلدنا، وهذا مهم معنوياً ومادياً لأنه يعني أن ثمة من يهتم بهؤلاء المثقفين، وبالتالي ربما هناك سياسة جديدة في الاتحاد تنتهج منهج الحفاظ على دور الكاتب والمثقف، ويضم الاتحاد أهم النخب على مستوى سورية والوطن العربي، ويشكل مشروعاً نهضوياً قومياً ثقافياً توحيدياً، ونأمل اليوم أن نرى كل المثقفين العرب في اتحاد واحد، وفي خطوة من أجل تحقيق الوحدة العربية والتكامل البشري والاقتصادي والثقافي والسياسي.
وفي نهاية الحفل تم توزيع شهادات التقدير على المكرمين من باحثين ومثقفين وشخصيات لها دورها في المجالين السياسي والفكري.