الدكتور وسيم وني في حوار خاص مع مجلة الأزمنة

الدكتور وسيم وني في حوار خاص مع مجلة الأزمنة

ثقافة

الاثنين، ١١ نوفمبر ٢٠١٩

حاوته نبوغ أسعد

مدير مركز رؤية للدراسات والأبحاث في لبنان  وباحث في الفكر الوطني المقاوم ومدير لمواقع إعلامية  وهمتم بالشأن الوطني السوري كان لنا معه الحوار التالي :

س1مارأيك في أداء البحث الثقافي في مواجهة مشاريع مخططات الصهيونية

إن التأمل بواقع وطننا العربي في العصر الراهن وما يحيط بنا من محاولات لتدمير الشعوب وتقسيم المقسم  يجعلنا نكتشف أن هناك أزمة فكرية استفحلت في جسد أمتنا العربية كما ، أن ّبذور الاستعمار الغربي والصهيوني  تنامت و تغلغلت وسط مجتمعنا العربي و دولنا العربية من خلال التطور السريع في وسائل التواصل الاجتماعي  والتي أصبحت السلاح الأبرز والذي يمكن استخدامه في تدمير الشعوب ونهب مقدراتها وتغيير مفاهيمها .

 كما  إن بعض الدول العربية  صحيح أنها استقلت عسكرياً عن دول الاستعمار الغربي، لكنها ما زالت تعاني من الاستعمار الفكري الذي اجتاح مجتمعها  وبدوره أدى إلى غزوها ثقافياً و فكرياً من قبل المجتمع الغربي وغير مفاهيمها  وطبعا الهدف الأول والرئيسي هو تحريف البوصلة العربية عن فلسطين وجعل الكيان الصهيوني ينعم بالأمن والأمان ويرتكب الجرائم والمجازر بحق شعبنا ويشعل الحرائق بالدول حوله، كما هو الحال في سوريا ومحاولة تقسيمها ونهب ثرواتها  وتدمير العراق ولييا واليمن ليتسنى له تحقيق حلمه الصهيوني بكيان قوي من الفرات إلى النيل والسيطرة الكاملة على الجولان والقدس في ظل ما يسمى " الخراب العربي "  الذي انتشر في منطقتنا والمستفيد منه طبعا الأول والأخير هو كيان العدو الصهيوني وأزلامه في المنطقة .

س2هل ترى أن هناك بحوث وكتابات اخرى وصلت إلى مستوى المقاومة في خضم ما نتعرض إليه من مؤامرات .

 ج  - الكتّاب والأدباء يمثلون صوت الأمة الاستراتيجي ويعبرون عن الهوية والتاريخ والذاكرة والحراك الإنساني والمشاركة الفاعلة وهم المبادرون في تناول مختلف القضايا من خلال كتاباتهم الأدبية والثقافية ، كما أن  الأدباء السوريين و الفلسطينيين انخرطوا في العمل النضالي منذ بداياته وكانت لهم بصمات واضحة واستطاعوا وضع فلسطين في مكانة مرموقة على خارطة الثقافة العربية والدولية .

أود هنا أن أوكد بأن المثقف السوري والفلسطيني هما في خندق واحد وعليهما مسؤولية كبيرة في فضح أجندات وممارسات العدو الصهيوني وأزلامه في منطقتنا العربية فإن من يستهدف سوريا هو نفسه من يستهدف فلسطين والجولان فعدونا واحد  وهنا يأتي دور هذا المثقف بنشر التوعية والأبحاث التي من شأنها محاربة تغيير المفاهيم  و الوقوف صفا واحداً مع سوريا بما تتعرض له و محاربة صفقه القرن والتطبيع  ومن يروجون لها  وعقد الندوات والورشات الفكرية التي من شأنها محاربة هذه الأجندات فالحرب لم تعد فقط حرب أسلحة بل هي حرب عقول ومفاهيم .

س3مارايك بما تتعرض إليه سوريا من مؤامرات وهل ترى أن كتابها تمكنوا من القيام بواجبهم في وجه هذه المؤامرات

 ج - نحن متفقون جميعا بما لا شك فيه  بأن ما تتعرض له سوريا إنما هو مؤامرة بامتياز تستهدف موقعها الريادي في مواجهة العدو الصهيوني  وفي احتضان المقاومات في بلادنا إن على مستوى المقاومة في لبنان وفلسطين، لذلك فإن سوريا مستهدفة في مؤسساتها ودولتها ووحدتها وبنيانها وجيشها وثرواتها ، ونجد من الواجب أن نقف معها جميعا لأن الدفاع عن سوريا هو دفاع عن فلسطين وعن كل هذه المنطقة وستنتصر سورية وتعلن الانتصار النهائي على الإرهاب وتطرد المعتدين من أرضها .

 س3 - لماذا تدافع عن سوريا وعن دمشق إلى هذا الحد

 ج - نحن ندافع عن سوريا لأننا كشعب فلسطين جميعًا نعلم علم اليقين أن سوريا تدفع ثمن وقوفها مع فلسطين والمقاومة والواجب علينا هو مساندتها والوقوف بالصف الأول دفاعا عن ترابها ، فسوريا التي لم تتوانى يومًا ما بواجبها تجاه المقاومة الفلسطينية وكل حركات المقاومة ضد العدو الصهيوني  وتجاه شعبنا الفلسطيني سواء داخل فلسطين أو شعبنا في سوريا ويستحضرني دائما مقولة القائد الخالد الرئيس حافظ الأسد رحمه الله بقوله ( فلسطين قبل الجولان) وطبعاً مواقف سورية لا تعد ولا تحصى مع شعبنا وقضيتنا وهذا ما يستدعينا جميعاً الوقوف بالصف الأول للدفاع عن تراب سورية .

وأود التنويه هنا بأني كلاجئ فلسطيني لم أشعر بأنني غريب في سوريا لأنه منذ اغتصاب فلسطين والفلسطيني يعامل معاملة المواطن السوري بالحقوق والواجبات وبرغم ما مرت به سوريا من أزمة لم تتغير المعاملة بالنسبة لشعبنا الفلسطيني على العكس عندما نرى أي تصعيد للعدو الصهيوني ضد شعبنا الفلسطيني أول المدافعين وأول من ينتفض ويقف معنا هو سورية أفلا تستحق سورية مننا جميعًا الوقوف بجانبها ونصرتها بالتأكيد طبعا والجميع يعلم بأن المقاومة على الأرض والإعلام لا يتجزءان بالأهمية والإعلام  أهم وسيلة في مواجهة العدو الصهيوني وأعداء سوريا ومن هنا أخذنا على عاتقنا بإنشاء موقع يصدر من فلسطين بعنوان " عيون دمشق " ليكون عربون وفاء لسوريا وللوقوف معها فيما تتعرض له ولكشف هذه المؤامرة البغيضة ولمواجهة صفقة القرن والتطبيع و التي هدفها تدمير سوريا لكي تنجح هذه الصفقة البغيضة بمباركة بعض الدول العربية التي تدعم العدو الصهيون

 س5ماذا تقول إلى المثقف العربي بشكل عام في هذه المرحلة وإلى السوري بشكل خاص بصفته الشريك الأساسي للفلسطيني في المواجهة

ج - أنا أقدر دور المثقف العربي في قضايا أمته، وعلى رأسها دعم سوريا المدافع الأول عن فلسطين ، والسعي الى تكريس ذلك الدور عبر توحيد جهود المثقفين العرب في مختلف المواقع والبلدان وخصوصاُ في سوريا وفلسطين  وجمع كلمتهم باتجاه تصحيح بوصلة المواطن العربي وعدم الإنجرار وراء الرايات الممزقة " كالخراب العربي " وتوجيه الوعي الجمعي للشعوب العربية باتخاذ المواقف المبدئية من القضايا العربية الكبرى وخصوصاً ما يحصل في سوريا من اعتداءات صهيونية أو من دول إقليمية تهدف إلى  تقسيمها وسرقة ثرواتها  والتصدي لمحاولات العدو الصهيوني للنيل من سوريا وتوحيد الصف ضد صفقة القرن البغيضة ومحاولة تصفية وكالة الأونروا الشاهد على النكبة الفلسطينية .