مدير عام مكتبة الأسد الباحث إياد مرشد في حوار خاص بالأزمنة

مدير عام مكتبة الأسد الباحث إياد مرشد في حوار خاص بالأزمنة

ثقافة

الأحد، ١٩ مايو ٢٠١٩

أجرت الحوار : نبوغ أسعد

مدير عام مكتبة الأسد الباحث إياد مرشد يتجه إلى الموضوعية في تناوله البحث الأدبي أو سواه كما استطاع أن يسخر تلك الحالة الثقافية التي يمتلكها في خدمة عمله كمدير لأهم صرح ثقافي في سورية .

كان لنا معه الحوار التالي :

1.     لماذا تراجع البحث الأدبي في الآونة الأخيرة رغم ثراء الثقافة بالأدب

تعود أسباب تراجع البحث الأدبي لعدة عوامل يمكن أن نذكر بعضاً منها

أ‌-      عدم اهتمام دور النشر بالدراسات البحثية لطباعتها وتسويقها ... فدور النشر تبحث عن عادة عما يحقق لها الريعية المادية والدراسات النقدية بطبعها جادة وجمهورها محدود إذا ما قورن ببقية المواد الثقافية التي تطبع وتنشر وتسوق.

ب‌-    تركز البحث الأدبي والدراسات النقدية بالدراسات الجامعية ومشاريع الطلبة في الحصول على الشهادات العلمية الماجستير والدكتورة... أي أنها بقيت ضمن الحيز الأكاديمي نوعاً ما.

ت‌-    عدد النقاد الذين يشتغلون في مجال البحث الادبي لا يقارن بالعدد الكبير من مبدعي الشعر والرواية والقصة وسواها من الأجناس الأدبية. وبالتالي هناك انتاج إبداعي كبير جداً وعدد نقاد قليل ولا يمكن لمجموعة قليلة من النقاد أن تحدث فرقاً كبيراً في رفع نسبة إنتاج البحوث الأدبية

ث‌-    البحث الأدبي والدراسات النقدية بحاجة إلى مؤسسات ثقافية تحتضنه وتقدم له الدعم وهذا متوفر نوعاً ما في بلدنا سورية من خلال وزارة الثقافة – الهيئة العامة السورية للكتاب واتحاد الكتاب العرب ، ولكن على مستوى الوطن العربي هناك تراجع كبير في البحوث المنشورة (غير الجامعية) ومرد ذلك لتنوع أجناس الثقافة ولتضاؤل اهتمام الجمهور الذي انصرف عن القراءة نحو ثقافة استه.

  س2 - ما سبب اختيارك لنزار قباني في بحثك دون سواه ... وماهي أهم المقومات التي جعلتك تختاره .

تم اختياري لنزار قباني لأنني قرأت مجمل انتاجه الشعري وتوقفت عند المحطات المفصلية سواء في حياته الشخصية أو الأدبية، واطلعت على معظم ما كتب حوله من دراسات نقدية سواء في كتب أو أبحاث أو مقالات في المجلات والدوريات الأدبية ... كل هذا جعلني قريباً من التجربة الغنية والثرية لهذا الشاعر الكبير وأحببت أن أقدم شيئاً يتسم بالموضوعية والدقة في البحث في مختلف القضايا التي تناولها في شعره.

وأهم المقومات التي جعلتني اختاره:

1-     أنه شاعر اشكالي في كل ما صدر عنه من شعر ومواقف وآراء وهذا بحد ذاته يثير فضول أي باحث أو دارس

2-     كتب الكثير حول نزار قباني ولكن لاحظت أن هناك من يدافع عنه وهناك من يبادره العداء في كل ما قدمه من شعر ونثر وتجربة أدبية لذلك توسمت أن أقدم دراسة تتصف بالموضوعية دون أن يكون حبي للشاعر وشعره مؤثراً في رؤيتي لما قدمه.

3-     نزار أثرى الحياة الأدبية في النصف الثاني من القرن العشرين وكان شاعراً غزيراً وصاحب إمبراطورية شعرية وله جمهوره لذلك فإن الكتابة عنه أو دراسة أعماله بمثابة تحد لأي باحث وهذا ما قمت به.

4-     كنت معجباً ومؤمناً بموقفه الصارم في مواجهة التطبيع مع العدو الصهيوني وكل ما قاله من شعر سياسي كان يصب في خدمة القضية الفلسطينية والدفاع عن الحقوق العربية وكان يقف بوجه دعاة التطبيع بكل ألوانهم وأشكالهم ... وموقف نزار هذا بقي ثابتاً ولم يتغير حتى مماته.

5-     قضية المرأة في شعر نزار قباني كانت محوراً أساسياً في كتابي لأن نزار هوجم بشدة ووجهت له اتهامات بسبب ما قاله في المرأة وحاولت أن أبين أن موقفه من المرأة لم يكن بعيداً عن ثورته العارمة على كل أوضاعنا العربية من جهل وتخلف وانتكاسات الخ...

6-     تجربته الشعرية تحمل الكثير من الجوانب المشرقة سواء من محاولته التجديد أو تقديم القصيدة العربية للأجيال الجديدة بطريقة جذابة جعلتهم يتناقلون مفرداتها وتعابيرها حتى يومنا هذا.

3.     هل هناك بحث جديد تشتغل عليه؟

أقوم الأن بإعداد مجموعة من الدراسات حول بعض الشعراء أرجو أن أوفق في استكمالها حتى نهاية هذا العام، دافعي الرئيس عند إعداد أي دراسة وجود حالة شعرية متميزة تستحق تسليط الضوء عليها بعيداً عن معرفتي بهذا الشاعر أو ذاك.

ستبقى البحوث الأدبية والدراسات الأدبية مصدراً ثرياً لإغناء الفكر والأدب ... لكن علينا أن نعمل على تأسيس أقسام لتدريس النقد ولا أن يبقى النقد محصوراً باهتمامات لأفراد يطورون تجربتهم ويغنونها بشكل مستقل. 4.  في ظل تراجع البحث بشكل عام، ماذا ترى لمستقبله؟

4.     في ظل تراجع البحث بشكل عام، ماذا ترى لمستقبله؟

نحن بحاجة الى مؤسسات أكاديمية تغني الحياة الأدبية بالبحوث والدراسات وكذلك بحاجة لدعم للحركة النقدية وتشجيع حركة النشر للنقاد المبدعين

والنشر الإلكتروني يمكن أن يفتح الأبواب أمام النقد للانتشار والازدهار

5.     ماهي مشاريعك المستقبلية في عملك الإداري لمكتبة الأسد الوطنية؟

مكتبة الأسد صرح ثقافي وطني كبير وغني نعمل على تطوير أدوات عملنا من خلال:

-       وضع نظام داخلي جديد للمكتبة يتوافق مع المكتبات العالمية

-       تطوير المحتوى الرقمي في المكتبة وزيادة نسبته ضمن محتوياتها

-       إغناء المكتبة بالبحوث والدراسات والمراجع العالمية والأدبية الحديثة باستمرار

-       تطوير برامج نشاطها الثقافي لتواكب أهمية دورها كمنصة ثقافية رائدة

-       الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للدارسين والباحثين والقراء

-       تطوير الكوادر الإدارية والفنية العاملة في المكتبة عبر اتباعهم دورات فنية وإدارية مختلفة لإغناء خبراتهم ومعارفهم العالمية والفن