لماذا أصبحت مهمة الفيلسوف المعاصر مختلفة عن الفيلسوف القديم..؟

لماذا أصبحت مهمة الفيلسوف المعاصر مختلفة عن الفيلسوف القديم..؟

ثقافة

السبت، ٢٠ أبريل ٢٠١٩

سمير المحمود:
المعروف لدى المهتمين والمختصين على حد سواء أن السؤال حول ماهية الفلسفة أجاب عنه أرسطو بالقول: إنه يرتبط بماهية الإنسان التي تجعله يرغب بطبيعته في المعرفة وبالتالي يستطيع الشخص بمعونة هذا التعريف الأرسطي للفلسفة أن يتمثّل وأن يفسر كلاً من التفكير السابق على أرسطو وأفلاطون والفلسفة اللاحقة لأرسطو وبالرغم من أن الباحث يمكن أن يلحظ أن الفلسفة والطريقة التي بها أدركت ماهيتها قد طرأ عليها في الألفي سنة اللاحقة لأرسطو تغييرات عديدة إلا أنه في الوقت نفسه لا يمكن له أن يتجاهل أن الفلسفة منذ عهد أرسطو وحتى نتشه ظلت على أساس تلك التغيرات وغيرها هي نفسها لأن التحولات هي على وجه الدقة احتفاظ بالتماثل داخل ما هو نفسه..
 
إلا أنه وبكل الأحوال إذا ما تم النظر إلى ما وصل إليه العالم اليوم من المعارف إضافة إلى ما هو متراكم من أسئلة وقضايا مطروحة في العديد من المجالات وإلى التقدم الذي حققه الفكر البشري في مختلف المجالات فإن الفيلسوف الآن أصبح مرتبطاً بالكثير من المناهج والقوانين المنطقية وبالمعطيات المكتسبة في إطار هذا الكم الكبير والهائل من التراكمات المعرفية وتطبيقاتها التكنولوجية التي لا تترك مجالاً للشك في مشروعيتها وبالتالي في ظروف كهذه وأمام تلك المعطيات المضافة لم تعد مهمة الفلسفة نفسها تماماً التي كانت في السابق وبالتالي أصبح الدور الذي يقوم به الفيلسوف المعاصر يختلف كثيراً عن دور سلفه من العصور الغابرة.