محاضرات … موافقات وحماس … إيقاف وارتجالات وتقاذف مسؤوليات … محاضرة مايك فغالي عن صمود سورية تؤجل!

محاضرات … موافقات وحماس … إيقاف وارتجالات وتقاذف مسؤوليات … محاضرة مايك فغالي عن صمود سورية تؤجل!

ثقافة

الأحد، ٢٢ يوليو ٢٠١٨

ثارت على مواقع التواصل الاجتماعي زوابع من التعليقات والتعليقات المضادة حول محاضرة أعلن عنها المركز الثقافي العربي «أبو رمانة» لمايك فغالي، وكانت هذه الضجة بعد الإعلان عن المحاضرة وجدولتها في بروشور طبع منه ألف نسخة، وبطاقات طبعت ووزعت على كل الفعاليات كما هي العادة، وكما هي العادة، فإن تعليقات بعض المدونين الذين تعودوا التعليق على كل شيء إن كان إيجابياً أو سلبياً، ويوم الخميس الماضي تفاعلت الأمور بشكل كبير ما أدى إلى إلغاء المحاضرة، ومن ثم إلى صدور بيان من المكتب الصحفي لوزارة الثقافة فيه ما فيه، ومن ثمّ قامت السيدة رباب أحمد مديرة المركز بالردّ عليه.. وأمام الكلام والردّ، والإقرار والإلغاء كان لابد من معرفة حقيقة ما يجري، ومعرفة أسباب المواقف الارتجالية التي تنصاع لما يتم تداوله في شبكات التواصل الاجتماعي التي قد تتحدث في قضايا من دون دراية.
 
موافقة البروشور ليست نهائية
استجلاء للحقيقة، تواصلت «الوطن» مع وزير الثقافة محمد الأحمد لاستبيان الرأي، وموقف الوزارة من الموضوع فأجاب: «إنها أحاديث على مواقع التواصل، والواقع أن أي محاضر عربي يحتاج الى موافقات متعددة، والبروشور ليس مقدساً ولم يكن نهائياً، ومديرة المركز تعلم أن موافقة الوزارة كانت مبدئية، وليس هناك من موافقة كما يقال من معاون الوزير على الندوة، وإنما الموافقة كانت على البروشور فقط، ولأن الأنشطة كثيرة، يمكن أن يتم طبعه، وطبع الدعوات، ولكن لأسباب مهمة قد يتم التغيير في الجدول أو في الأسماء، وما من شخصية عربية إلا وتحتاج إلى موافقات جهات عديدة، وموافقة الوزارة على الاختيار وطبع البروشور يدل على تعاونها مع المركز واقتراحاته. الأحاديث التي تدور هي ثرثرات على مواقع التواصل لا أكثر، والعمل المؤسسي مختلف وله أصوله.. فكم من محاضرة تلغى بسبب اعتذار المحاضر وأخرى لأسباب تتعلق بالجهة المنظمة، ونحن أصدرنا في الوزارة بياناً واليوم سنصدر تفسيراً وتعليلاً.. اقتراح البرنامج أخذ موافقته المبدئية من معاون الوزير الأستاذ توفيق الإمام، ولكن انعقاد الندوة يحتاج إلى الموافقات التي أشرت إليها».
وقد تواصلت «الوطن» مع الأستاذ توفيق الإمام المعني بالموافقات فقال: آلية العمل أن يقدم مقترح لمدير الثقافة ثم إلى مديرية المركز ومن ثم إلى معاون الوزير لمراقبة الخطة، وأي شخص خارجي يحتاج إلى موافقات أصولية بغض النظر عن موقفه السياسي.
 
الوزارة تراسل الجهات المختصة
يتابع المعاون: لا يعلن عن أي نشاط لشخصية خارجية إلا بعد الحصول على الموافقات من الجهات المختصة. النشاط الخارجي يجب ألا يعلن إلا بعد الموافقات .
د. أيمن ياسين مدير الثقافة طلب من مديرة المركز عدم إعلان أي نشاط في أي صفحة إلا بعد الحصول على هذه الموافقات، ومديرة المركز أصرت على أن الموافقة مضمونة، فأعلنت على صفحة المركز التي تديرها، وبعد الزوبعة التي حصلت أصدرنا توضيحاً أكدنا خلاله أن الوزارة لا علم لها بالمحاضرة ولم توافق عليها، «ونحن كوزارة لسنا معنيين بالردود المضمونة إلا بعد أن تصلنا خطياً».
 
الحديث عن سورية
وعند اتصالنا بالسيدة رباب أحمد مديرة المركز الثقافي- أبو رمانة أخبرتنا بأن البرنامج أقرّ وتمّ اختيار ناصر قنديل، ريما نجم، مايك فغالي من اختصاصات مختلفة للحديث عن المواقف السورية، واختير مايك فغالي لمواقفه من سورية وشعبها وقيادتها، وقد استهدف نتيجة هذه المواقف، وأردنا استضافته ليس كمتوقع، وإنما كمحب لسورية وحضارتها، وقد وافق وأراد أن يقدم محاضرة بحثية وليست توقعات.
وأشارت السيدة رباب بما يناقض رأي الوزارة، «مدير الثقافة وافق ووقع، وأخبرني بأن القيادة الحزبية وافقت على الحديث عن (الصمود السوري) ونتيجة الموافقات تمّ طبع البروشورات (1000) نسخة، والدعوات والبرامج، ونحن نقدم هذه الأنشطة من بداية الشهر كتلة واحدة، والسيد الوزير على علم بالبرنامج منذ ثلاثة أسابيع».
وأضافت عن اللغط: «بدأنا الإعلانات والإعلانات التلفزيونية، ولكن نتيجة بعض التعليقات ممن يستهدفون مايك فغالي ومواقفه من سورية حدث غير المتوقع، فقد طلب مدير الثقافة إلغاء الفعالية، ومدير المراكز الثقافية سأل عن الموضوع، وطلب مني على لسان معاون الوزير توفيق الإمام أن ألغي الفعالية، وألا أكتب شيئاً عن الإلغاء.
تضيف السيدة رباب: قمت بالتواصل مع مايك فغالي، وأعلمته بالتأجيل، وقد كان الموقف محرجاً، واستاء كثيراً ، وهو الذي يقف مع سورية ومواقفها في وجه الارهاب.
وعن الأسباب التي دفعت إلى هذه الهجمات قالت: كانت صدمتي عندما قرأت على صفحة الوزارة البيان الصحفي الذي يقول: لا علم لنا بالفعالية، وهذا نصّ البيان:
 
توضيح من وزارة الثقافة
بخصوص محاضرة مايك فغالي
نشر خبر على موقع مديرية الثقافة في دمشق حول إقامة محاضرة للمنجم المعروف مايك فغالي في المركز الثقافي العربي في دمشق. إن وزارة الثقافة تنفي أن تكون المحاضرة المذكورة قد حازت موافقة السيد وزير الثقافة أو السيد معاون الوزير المسؤول عن المراكز الثقافية، أو أي موافقات أخرى من أي نوع، نضيف أيضاً: إنه لم توزع أي بطاقات دعوة، والأمر كله لا يتعدى كونه تصرفاً فردياً من مديرة المركز الثقافي التي نشرت الخبر، وستتم معالجة المشكلة بالطرق الإدارية المعهودة.
 
المكتب الصحفي في وزارة الثقافة
 
وأمام هذا البيان وجدت لزاماً أن أرد على الإساءة التي وجهت إليّ، فأصدرت بياناًعلى صفحة المركز وصفحتي الشخصية هذا نصه:
 
صفحة المركز الثقافي العربي أبو رمانة
متابعي الصفحة ورواد المركز الكرام نعلمكم بإلغاء المحاضرة التي كانت مقررة مساء السبت 21 تموز والتزاماً منا بتوجيهات وزارة الثقافة نحيطكم علماً بأن جميع الفعاليات التي تقام بالمراكز الثقافية تأخذ موافقة وزارة الثقافة مسبقاً من الجهات المعنية قبل طباعتها والعمل بها أو الإعلان عنها ونحن ملتزمون بإلغاء أو إقامة أي فعالية ثقافية بتوجيهات الوزارة ولا نتصرف بشكل فردي.
كتبت ردي بعد أن تواصلت مع مدير المكتب الصحفي الذي أخبرني بأن الأمر للأستاذ محمود عبد الواحد مستشار السيد الوزير، وتحدثت مع الأستاذ عبد الواحد، ولم يكن لديه أي تفسير وأنا بانتظار التعديل والتوضيح وخاصة ما يسيء إليّ وإلى تصرفي الإداري، وأنا قدمت مئات المحاضرات التي أغنت الحياة الثقافية وخاصة في أثناء الحرب».
«الوطن» آثرت أن تجمع الرأيين معاً فتواصلت مع وزير الثقافة الذي لم يتحدث عن أي اعتراض شخصي وإنما الأمر يتعلق بالموافقات من الجهات المعنية، ونحن ملتزمون بالموافقات الخطية، أما ما تقوله مديرة المركز فإن الموافقة في الطريق، فهذا إجراء غير قانوني، ونحن بحاجة موافقات مكتوبة.
والسيدة مديرة المركز تقول: إن الإعلان بالبروشور هو موافقة، والموافقة من الجهات المعنية موجودة ومضمونة وفي الطريق.. العمل المؤسسي هو المطلوب، وإذا كان الأمر في محاضرة ثقافية بهذا اللغط فما بالنا بالمفاصل الأساسية والمؤثرة؟
أثرنا هذا الموضوع لوضعه بين أيدي القراء والمعنيين بدل أن يكون مجالاً للتعليقات والرد والرد غير المباشر، وعبر القنوات الإعلامية الواضحة.