حوار مع الأديب الإعلامي أحمد محمد أبو رحاب

حوار مع الأديب الإعلامي أحمد محمد أبو رحاب

ثقافة

الاثنين، ١٢ مارس ٢٠١٨

الإعلامي أحمد محمد أبو  رحاب كاتب من مواليد الإسكندرية يعمل في وزارة الثقافة المصرية ..يكتب القصة والمسرحية وقصص الأطفال ..وله مقالات متعددة في مصر ..والوطن العربي ..أهم مقالاته في الأهرام وروز اليوسف وفي أميركا صوت بلادي ..وبيروت تايمز

كرم في مصر من قبل شخصيات ثقافية مهمة من أعماله مسرحية تاريخية / ليلة قتل فيها الحسين وجمهورية زفتى /  وغيرها

وأحس الموت قادم ..إضافة لقصص الأطفال وأعمال أدبية كثيرة

معه كان الحوار التالي

س 1 ..الثقافة السورية في عصرنا الراهن تعرضت للإرهاب وجبروته ..كيف يرى أحمد محمد الثقافة السورية الآن؟

ج  إن ما تعرضت له سوريا خلال أزمتها شيء فظيع ولا يمكن لدولة أخرى ان تصمد كما صمدت سوريا وما تزال صامدة وهذا يدل على أنها قلعة صمود وتصدي في وجه كل اعتداء ومؤامرات بتكاتفه وتكاثفه الدولي وقد تخطت الكثير من المراحل ..وهي اليوم في قمة ا ازدهارها  الثقافي الذي نشأ كردة فعل فطرية جماعية شكلها السوريين بكل ما أوتوا من عزم وعزيمة وحاولوا النهوض بكافة المجالات ونحن نرى بأم أعيننا هذا التطور الثقافي والعلمي وحتى في كافة المجالات الأخرى.

س   2 بما انك أديب وكاتب متعدد المواهب في الأجناس الأدبية ..ترى أي من هذه الأجناس الأدبية أكثر  حضورا على الساحة العربية .؟

حسب اعتقادي أن  الرواية هي أكثر الأعمال الأدبية صعودا حاليا لأنها عمل أدبي متكامل ..ترسخ الوقائع ضمن الزمان والمكان والشخصيات الحقيقة المستوحاة  من الشارع العربي كما أنها الأكثر تعبيرا  عن حالة الزخم التي يعيشها الوطن العربي جراء ما يقع عليه من إرهاب وتكالب عدواني تآمري  عالمي .

س 3 هناك الكثير من الأدب  الغث قد طفى على السطح بشكل واضح وكبير..من خلال خبرتك وأعمالك على الساحات الثقافية بشكل عام ..لماذا يطوف هذا النوع من الأدب الغث ولا يوجد له أي داعم إلا القلة القلائل .؟

إن  انشغال الدولة العربية بأمور الحرب ومخلفاتها جعلها تنوء قليلا عن موضوع الرقابة الحقيقية للأدب والثقافة واتاحة الفرصة لظهور هذا النوع من الأدب الذي بات حاضرا وبقوة . كالطحالب المائية التي سرعان ماتنتشر ثم تختفي كما أعتقد فترة قصيرة وتعود المياه إلى مجاريها لتنجرف هذه الطحالب وتعود المياه صافية رقراقه.. والأدب الحقيقي رغم غياب الدعم وقلة الاهتمام إلا أنه سوف يعود وبقوة إلى الصدارة ..لابد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر .

س  4 ثقافتنا المعاصرة تحتاج للمسرح في ظل الظروف الراهنة ولأنه  يعبر عن لسان الشارع العربي برمته

لماذا تراجع المسرح في وقت تحتاجه الثقافة وقد يؤدي دورا بنيويا على كافة الأصعدة .؟

ج  لقد قلت مسبقا أن ما فرضته الحرب من حالات نفسية رديئة جعل المجتمعات منشغلة بسفاسف الأمور  وبساطتها ولا ترقى لمستويات أدبية ضخمة وهذا من أهم أسباب تراجع المسرح العربي ..عندنا في مصر بقي الشكل الفكاهي حاضرا رغم ضعفه وقلة جمهوره لكنه يحاول كسر الجمود النفسي والحالة التوترية التي نعيشها.. وقد غاب المسرح في العراق  بسبب الكبت والاختناق لكافة الشرائح ..ففي حال بدأت الأمة بالنهوض وتغيير الحالات النفسية ..سيعود المسرح بكل قوته ودوره البنيوي الفعال .

س 5  لو أن ثقافتنا بخير أو حتى في رقمها الأخير برأيك هل وصلت الأمة لما عليه اليوم .؟

الثقافة نور وتبصر ضد الظلم والرجعية ..ففي أعوام خلت وقف الإنكليز في وجه المصريين ضد إنشاء الجامعة المصرية ومعهد التمثيل بغية عدم نشر الثقافة والعلم فلو سادت الثقافة في البلدان العربية لكان الوضع قد تغير بشكل نسبي كبير ..ليس بمصر فحسب ..بل في كافة الوطن العربي وهذا مانفتقده ..والشعب العربي تغريه  التطورات والتكنولوجيا التي تلهيه عن البحث  والتنقيب وجعل أمتنا تنقاد  بشكل واضح نحو مغرياته

س 6  هل تجد صعوبة في نمطك السلوكي الذي أصبح قليلا وانت تعمل على تكوين منظومة ثقافية عربية تواجه التحديات التآمرية على الأمة ان هذا العمل الجماعي شيء عظيم يشعرنا بقيمة ما و ذاتنا وأننا واحد في مواجهة التحديات ..ولأنني مصمم على ذلك رغم ما أعانيه من صعوبات في التواصل وبعد المسافات ..إلا انني أحقق نجاحا غير منقطع النظير في تشكيل هذه المنظومة الثقافية التي تشل أوصال عدونا ..وما يرنو إليه  لهدم الثقافة العربية وطمس هويتها ..وقد أثبتت هذه المنظومة وجودها من خلال أعمال كثيرة مشتركة بين كافة الدول العربية قاطبة ..وقصة قطنية دليل على ذلك هي قصة للأطفال لنبذ  الإرهاب وتدعوا للسلام والمحبة بين الشعوب .تم نشرها في مصر وترجمت إلى الفرنسية وقريبا سوف توزع في باريس وتعد أول قصة عربية في التاريخ باشتراك نخبة من الأدباء العرب وهذا شيء مشرف ومدعاة للفخر

حاورته نبوغ محمد أسعد