الفنان نبيل السمان: تشكيليو اليوم غير مشغولين بسؤال الهوية لكن من حقهم تجريب الخيارات والأساليب!

الفنان نبيل السمان: تشكيليو اليوم غير مشغولين بسؤال الهوية لكن من حقهم تجريب الخيارات والأساليب!

ثقافة

السبت، ١٦ ديسمبر ٢٠١٧

الاتهامات التي يتعرض لها التشكيليون الشباب كثيرة، أهمها غياب المهارات الناضجة والانشغال بعامل التسويق على حساب الفضاء الإبداعي، وسيطرة العامل التكنولوجي على الأساليب في اللوحات، إضافة إلى ضحالة الخزان الثقافي وغياب الهموم الكبير والعناوين التي تميز المبدعين عادة.. في هذا الإطار يقول الفنان نبيل السمان في لقاء مع «تشرين»:
من حق جيل الشباب أن يعبر عن نفسه، برغم أن الأمر يتم عبر الإغراق في التجريد وعبر التقنيات الحديثة التي فرضت نفسها عليهم. معظم الفنانين الشباب غير مشغولين بهاجس الهوية وذلك بسبب العولمة والكثير من الإحباطات التي حصلت تاريخياً.. بالنسبة إليّ أقبل الجيل الجديد بكل هفواته وعثراته ومعضلاته.. فهو لسبب أو لآخر خرج على المعطف الكلاسيكي ومن يدري ربما يضيف الكثير في السنوات القادمة عندما يحدث الاختمار وتحين اللحظة، جيل اليوم غير مشغول بسؤال الهوية الذي أرّقنا سنوات طويلة.. يفاجئنا أنه يحفظ أسماء المطربين العالميين من الثقافات الأخرى ويعلم ما الأغنيات التي صدرت حديثاً لتلك الأسماء، وتبدو اهتماماته مختلفة جذرياً عن جيل الآباء، لكننا لابد من أن نقرّ بأن هناك طريقة تفكير مختلفة لدى أولئك الشباب الذين يرسمون ويكتبون الشعر ويمارسون مختلف أنواع الفنون. ربما أهم ما يميز الجيل الحالي هو رفضه للتنظير، لكنه للأسف لم يتمكن من فعل شيء حقيقي، نعم النتائج ليست سعيدة، لكن هناك تجريباً وتخبطاً وتأثيراً لتقنيات الاتصال الحديثة، لقد اختلفت الأدوات والمعطيات..
يشير السمان إلى ما يسميه اتساع الزاوية بسبب تقنيات الاتصال الحديث، يقول:
من الصعب أن نكتشف اليوم من يلطش الأعمال الفنية لأن الفضاء مفتوح عبر الإنترنت، لكن صاحب الموهبة غير الحقيقية لن يلبث حتى يكتشف أمره بشكل أو آخر، لكن احتمالات الغش واردة.. في المقابل، هناك تجارب حقيقية عند بعض الشباب، لكن للأسف لا نعثر لديهم على الهمّ العام، هم يعيشون في عزلة، كأنهم يائسون يعيشون بانتظار معجزة ما، إنهم يعتقدون أننا أضعنا وقتنا في السياسة والأيديولوجيات، فأهم ما يميز هذا الجيل أنه لم يعد يعطي الثقة ولم يعد يبصم على بياض كما يقال، لذلك، فهو لا يشكل المجموعات الفنية كما كان يحدث سابقاً.. هذه السمة تطبع جميع أبناء الجيل المشتغلين بالفنون وليس التشكيليين فقط.. لكن لابد من التريث لنقول إن هذا الجيل وبرغم كل شيء ليس مداناً لأنه يملك أدوات مختلفة عن أدواتنا!.
يشير السمان إلى نقطة مهمة تتعلق بالعامل المادي.. يقول:
لا فائدة في أن يكرر جيل اليوم الرواد المشهورين في التشكيل، فما الفائدة في وجود فاتح المدرس جديد أو نصير شورى جديد؟ لابد من الاشتغال على خصوصية الجيل والفنانين كي نستطيع الإضافة على المشهد.. ويختم السمان بالقول:
ظروف الحرب دفعت مجموعة من الفنانين الشباب إلى السفر والبحث عن الرزق، وبدؤوا بإنتاج أعمال تراعي السوق ومتطلبات البيع والشراء، فنسوا خصوصيتهم وأصبحوا مرتهنين لبيع اللوحة من أجل العيش.. إنها تجارب تشبه ما حصل للفنانين العراقيين بعد الحرب، إذ راحوا ينسخون اللوحات ويخضعون لسوق الفن..في المقابل يجب ألا نيئس.. ربما تكون هناك ظهورات مهمة عند الفنانين الشباب لكن يلزمها وقت كي تظهر لأن الظروف تبدلت والأحداث اختلفت والأساليب أيضاً، فقط يجب ألا نتسرع في الحكم.