رواية “وسقط الجدار” للدكتور اسكندر لوقا… رصد لظواهر الفساد الأخلاقي

رواية “وسقط الجدار” للدكتور اسكندر لوقا… رصد لظواهر الفساد الأخلاقي

ثقافة

الجمعة، ١٠ يونيو ٢٠١٦

ترصد رواية وسقط الجدار للأديب الدكتور اسكندر لوقا تحولات الفساد الأخلاقي عند بعض الشباب الذين يضلون الطريق ويذهبون إلى أخطائهم ونزواتهم دون أن يدركوا نتائج ما تقترفه أياديهم وانعكاس ما يفعلونه على واقعهم الاجتماعي وعلى عائلاتهم.

ويستخدم لوقا في وسقط الجدار أسلوبا روائيا اعتمد الإثارة والتشويق في السرد التعبيري بعيداً عن الحشو والاستطراد وقريباً من القارئ المتلقي منذ بداية الحدث إلى نهايته.

في الرواية يقدم لوقا بطله وهو مندفع إلى الحياة الاجتماعية بمفاهيم مغلوطة فيقدم على العمل بها دون تفكير ضمن أحداث متشابكة في مفاصل السرد وصدامات بين الخير والشر ليظهر قيمة المروءة والنخوة ويسلط الضوء على أهمية أن يكون الرجل متمسكاً بالأخلاق.

ونجد في الرواية أن بطلها أدهم اعتدى في مطلع فتوته على جارته ودخل جراء ذلك السجن من أجل نزوته لكنه لم يندم على فعلته فظلت أحداثه تتالى وفي كل مرة يصاب بالخيبة والخذلان كما يقدم لوقا صورة المرأة التي تتحمل مصائب زوجها وتنتظره دون أن يدفعها سلوكه السلبي للوقوع في الخطأ.

ويقدم الروائي موعظة في عمله مفادها بأن كل إنسان يحصد ما زرعه ذلك لأن ابنة أدهم عندما تكبر ترتبط بعلاقة غير شرعية مع ابن المرأة التي اعتدى عليها أبوها.

الدكتور لوقا لا يشوه الحدث البنيوي في الرواية بمظاهر الحداثة الخلبية فيحافظ على أسس الرواية التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة فتتحرك الأحداث بأسلوب شائق ولا سيما أنه يجعل من فكرته قيمة عليا تصلح للمجتمعات الأخلاقية وتدفع بالقارئ إلى متابعة حركة الحدث.

يتجه الروائي لوقا إلى التحليل النفسي في نهاية الرواية ويشعل العاطفة الإنسانية فيصاب بطل الرواية بتكبيت الضمير ويقر بأن هذا الموقف هو أصعب ما مر به في حياته.

وعبر صفحاتها التي وصلت إلى خمس وخمسين من القطع المتوسط تدور أحداث الرواية المنشورة في دار الشرق للطباعة والنشر والتوزيع مستوفية غرضها الاجتماعي والنفسي والبنيوي وأدت إلى الاعتراف بواقع يجب أن يتحلى بالثقافة أكثر مما هو عليه حتى يضمن مستقبله بشكل لائق.

وقال الأديب والباحث الدكتور نبيل طعمة عن العمل “اختار الروائي اسكندر لوقا شخصياته بدقة وحملها الرمزية والواقعية في ازدواجية مذهلة معتمداً على الاختزال الذي صاغ عبره روايته متضمنة كثيراً من الأحداث المختلفة والمتباينة والمتناقضة في تحليل نفسي واجتماعي ينم عن قدرة متراكمة على الصياغة والكتابة”.

بدوره رأى الباحث والناقد الدكتور عبد الله الشاهر أن الأسلوب السردي في رواية لوقا ناجح للغاية لأنه اعتمد الاختصار التركيبي للحدث دون أن يستخدم الحشو والكلام الذي لا معنى له إضافة لانتقائه موضوعاً يخص المجتمع بواقعه المتناقض وهذا الأسلوب الروائي أصبح قليلاً يتفرد به أصحاب الخبرة الواسعة والثقافة المتنوعة والموهبة الحاضرة.