معرض تشكيلي مشترك يختزل حالات وجدانية إنسانية

معرض تشكيلي مشترك يختزل حالات وجدانية إنسانية

ثقافة

الأربعاء، ١٧ فبراير ٢٠١٦

ريم الحمش
    أقام اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين معرضاً مشتركاً للفنانين: عامر ديوب، لينا رزق، محي الدين الحمصي، في قاعة لؤي كيالي بصالة الرواق العربي للفنون الجميلة.
تأخذ الأعمال الفنية مسارات مختلفة في تجسيد الفكرة، لتقديم وجبات من الصياغات البصرية اللافتة
تحكي عن الإنسانية والأحاسيس والأفكار التعبيرية المرتبطة بالتمسك بالحياة، رغم كل الظروف تمثل حواراً فلسفياً حسياً بتواصل عصري مع الألوان واللمسات المتعدّدة المعبرة عن رؤاهم المميزة للحياة وجمالها وواقعها ومواقفها الاجتماعية وصولاً إلى صياغة لوحة فنية تعبيرية تحمل في مضمونها لغة لونية فريدة تمثل ظاهرة إنسانية وجدانية من خلال تحقيق عدة عناصر بنائية متميزة تكسب العمل الفني خاصيته المميزة كالإيقاع اللوني وجمال انحناءات الخطوط والضوء والظل وترابط العناصر وغيرها من مقومات تكوين العمل الفني المحملة بتأثيرات وجدانية إنسانية محلية مترجمة إلى رؤى ملموسة تجذب المتلقي.
حاورت الفنانة لينا رزق في لوحاتها الذات الإنسانية بغرابة تشكيلية متنقلة من المعنى الانفعالي إلى التفاعل الذاتي الواعي من خلال فلسفة إنسانية تضفي محسوسات ذات خلجات شاعرية على روح الشكل إذ تتضح وسيلتها التعبيرية من خلال الإيحاءات التي تستنبطنها في رسوماتها المجازية ذات القدرة التخيلية، وكأنها تستنطق الواقع الإنساني المتخيل من خلال أبعاد استعارية شخوص اللوحات تجسد المعنى وفق العناصر الجمالية المتحررة من أكاديمية الفن التشكيلي، وهي هنا تبدو متناسبة مع بساطة الرؤية معتمدة بذلك على الخطوط العمودية والتعرجات وحتى الانحناءات لتكتسب صفة إنسانية خاصة ولتبلغ رسالتها للبشر، أن الحياة بسيطة، ولكنها بحاجة للحب والتفاهم.
الفنانة لينا رزق خريجة مركز أدهم اسماعيل, ومن ثم كلية الفنون الجميلة قسم الاتصالات البصرية عام 1996، لها عدة معارض فردية، شاركت في العديد من المعارض المحلية المشتركة, عملت في مجال الإعلان التجاري في التصميم والتنفيذ بمختلف أنواعه كإعلانات طرقية أو مطبوعة أو استاندات معارض وما شابه، وذلك في عدة شركات ووكالات إعلانية عالمية ومحلية، حالياً تعمل بمكتبها الخاص بعمل متكامل تصميمي وتنفيذي.
 ينظر الفنان التشكيلي عامر ديوب إلى الفن على أنه حدس أو رؤيا، فالفنان إنما يقدم صورة أو
خيالاً مركزاً في لوحاته على الدوران في فلك روح الأيقونة التي تخصص بها في إيطاليا..
يعرف فن الرسم بأنه حالة حسية وجدانية إنسانية حملها الفنان كرسالة إنسانية على كاهله ليطرح بها هموم الناس ومعاناة المجتمع من جميع النوافذ فهو بصيص أمل في حلكة ظلام لتكون دليلاً للواعين المبصرين للاستدلال للحقيقة والنور.
الفنان التشكيلي عامر ديوب من مواليد اللاذقية 1975, خريج محترفات كلية الفنون الجميلة جامعة دمشق سورية 2000, حاصل على درجة الماستر بفنون الأيقونة والفرسك والتصوير الجداري ايطاليا 2005, حاصل على درجة الماستر في التصميم الداخلي اختصاص (تصميم صناعي) إيطاليا 2006, دبلوم دراسات في التصميم الغرافيكي والإعلان جامعة المأمون الخاصة سورية 1998,خريج معهد اسمود الفرنسي لتصميم الأزياء 1999, يعمل لنيل درجة الدكتوراه في التصميم الصناعي.
التشكيلي محي الدين الحمصي من مواليد دمشق 1971,خريج معهد الفنون التطبيقية عام 2002 خريج معهد أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية عام 2003، عضو اتحاد الفنانين التشكيليين.
يبني الفنان مشاهده الفنية في اللوحات بألوان الإكريليك وخامات أخرى لحالات إنسانية فردية أو ثنائية أو ثلاثية لرجل أو امرأة تحمل جانباً وجدانياً أو عاطفياً أو حالة فرح إذ يتحكم بتعبيراته الحركية بروح فنية عالية الحس، وبقدرة جمالية بسيطة في تطلعاته الشكلية، كمعيار لجمال لوحته المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالإيقاع والتكرار الذي يتطلب وعياً بمعزل عن التفاوت في الظل الذي يساعد على إثارة البصر والذهن وعبر مفاهيم جمالية غير محددة بنسبها الذهبية لأن الفكرة الإنسانية تطغى على اللوحة إذ ما بين الذاتية والموضوعية يجمع الحمصي القيم الجمالية وفق أشكال تتوزع بانصهار شديد مع اللون وبتماسك مع خطوط المعاجين الظاهرة بصرياً وبتكثيف تعبيري مجرد من الصفة الثابتة، فالتحولات الإيقاعية توازي تدرجات اللون وطول الخط وتعرجاته أو صقل المساحة بنسب مختلفة من الوعي واللاوعي الفني المحرك للمشاعر وفروقاته المتناقضة بين الأشخاص المرسومة التي تكشف عن قوة الذات الإنسانية في تحقيق الجمال وإذا كانت اللوحة تتألف من مجموعة ألوان وأشكال، فإن تعاقب ظهور الشخوص والمفردات أعطى اللوحة جاذبية وقوى تخيلية وعلاقات جدلية جميلة بين عناصره ومفرداته، تخلق أجواء درامية وحركة شكلية ولونية ملموسة لكل من يتأمله، فإن المعنى يتشكل لديه تبعاً للرؤى الفلسفية العميقة التي يتمتع بها الفنان التشكيلي بنوع خاص.
 عالمي...
بعد مرور /135/ عاماً.. لوحة الفنان دانتي غابرييل روسيتي ستُعرض على الملأ للمرة الأولى
كشفت صحيفة الإندبندنت البريطانية أن لوحة الفنان دانتي غابرييل روسيتي ستُعرض على الملأ للمرة الأولى هذا الأسبوع في لندن، وذلك بعد مرور 135 عاماً على رسمها وتعتبر لوحة "Salutation of Beatrice" هي الإضافة الأخيرة لمعرض الفن الذي سيفتتح في معرض "ووكر آرت جاليري في مدينة ليفربول بتاريخ 12 شباط والذي سيستكشف الدعم الذي تقدمه المدينة والرعاة المحليون للفن, ورسمت لوحة التحية من بياتريس (1881-1882)، قبل فترة وجيزة من وفاة الفنان في نيسان/أبريل 1882، وتوضح خطوط من السوناتة الثانية للشاعر الإيطالي دانتي أليغييري في القرون الوسطى في فيتا نوفا، أو الحياة الجديدة وهي تصور موسى روسيتي جين موريس، زوجة رسام ما قبل رافايلتي، وليام موريس، وموضوعها هو الحب بلا مقابل.
وتنتمي اللوحة إلى صديق روسيتي والراعي فريدريك ريتشاردز ليلاند، وهو مالك سفينة وجامع للتحف الفنية من ليفربول، وهي مملوكة الآن لأحفاد ليلاند وهي ثاني وأصغر قليلاً من نسختين من نفس الصورة، الأولى في متحف توليدو للفنون في ولاية أوهايو، ويملك ليلاند النسخة الأولى، وحصلت على المركز الثاني بعد وفاة روسيتي, وقال مؤرخ الفن كريستوفر نوال، وهو خبير في مرحلة ما قبل الريفالتيس، والذي يرعى المعرض، إنه يمكننا أن نتساءل فقط لماذا ليلاند اشترى النسخة الثانية، سواء كان ذلك لأنه "شعر أن لديه نوعاً من المطالبة بأن تكون خاصة به فلم يرد أي شخص آخر أن يطلع عليها، أو لأنه كان لديه منزلان, وأضاف: إن السبب لأن رسم روسيتي نسختين من نفس اللوحة كان محض تكهنات، فقد كان روسيتي لديه القليل من المال في نهاية حياته، وكان قد سقط حقاً في ظروف صعبة للغاية، ولكنه كان عنيداً وعاش في هذا البيت الضخم في تشيلسي، ما يعني زيادة التكاليف عليه وتابع: ولذلك فمن الممكن أن رسم نسخة أخرى من اللوحة، على اعتقاد أنه سيستفيد من الصورة الموجودة أصلاً.
يُشار إلى أن معرض ما قبل الريفالتيس: الجمال والتمرد سيستمر حتى الخامس من حزيران/يونيو، وسيضم أكثر من 120 لوحة، بما في ذلك أعمال أخرى أخفيت بعيداً عن الرأي العام في مجموعات خاصة تشمل الفنانين أمثال روسيتي جون ايفرت ميليه، وليام هولمان هانت وفورد ما دوكس براون.