الدكتور نجيب معروف: ثقافة التكفير هي ثقافة التآمر على الإسلام والمسلمين

الدكتور نجيب معروف: ثقافة التكفير هي ثقافة التآمر على الإسلام والمسلمين

ثقافة

السبت، ١٢ ديسمبر ٢٠١٥

نبوغ أسعد

الدكتور الباحث نجيب معروف باحث في فلسفة الدين وشؤون الحديث والقضايا الاجتماعية المرتبطة بالأخلاق والمنطق وصولاً إلى توافق الدين مع عقل الإنسان الذي يصل به إلى المحبة والتسامح ونبذ العنف والقتل وحول ثقافة الإرهاب والتكفير كان معه الحوار التالي:
* بعد تفشي وانتشار ثقافة الإرهاب والتكفير ما معناها ومضامينها برأيكم؟
** ثقافة التكفير هي فكر وهابي من أجل تهديم الإسلام تسعى إلى تبديل مفاهيمه وتغيير صياغاته وتشويهه وفق ما يتلاءم مع خدمة الصهيونية العالمية وما يبرر لاحتلال الأراضي وما يزرع في النفوس قتل المسلم للمسلم والعربي للعربي من أجل أن تبقى مصلحة اليهود هي العليا وذلك خلافاً لقوله تعالى:
(يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم)
إن ثقافة التكفير هي ثقافة التآمر على الإسلام والمسلمين لأن الإسلام دين تسامح ودين مساواة وهذا ما أورده الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله:
( والله لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم)
فالسلام هو الأمن والطمأنينة والمحبة والسلام هو دين الإسلام واسم من أسماء الله عز وجل ولا يمكن لكل ثقافات التكفير التي تحاول أن تعصف ببلادنا أن تغير ما في قلوبنا من محبة وإيمان.
* كيف استطاع هذا الفكر التكفيري أن ينتشر ليصل إلى كثير من الأراضي والشعوب؟
** إن السلوك المادي الذي اتبعه مروجو هذا الفكر واستغلال النفوس الضعيفة التي لا تمتلك ثقافات ولا قيماً ولا مبادئ وإعطاءها  صفات والترويج لها على أنها ذات قيمة ومعيار وهي فارغة فتصدق نفسها وتفتك وتقتل باسم الصفات التي أعطاها إياها دعاة هذا الفكر الذين كونوه في مختبرات الصهيونية فتعمى قلوبهم وينطبق عليهم قوله تعالى:
(كلا لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)
اشتغلوا على أناس جهلة وهؤلاء الذين يعملون إلى ذلك ويدعون بأنهم علماء في الواقع هم عملاء للصهاينة وهم يرددون ما يوكل إليهم ويكلفون به مقابل بعض الدولارات والدنانير.
* برأيك كيف نتصدى لهذا الفكر التكفيري الذي جعلنا نخسر الكثير بعد أن كنا خير أمة أخرجت للناس؟
** لا بد من تكثيف ثقافتنا ونشر أسس الإسلام الصحيح التي ترفض القتل والكره والطغيان وعلينا أن نعود إلى أصالتنا ونعمل على تنمية شخصيتنا للتصدي إلى أولئك الذين يأخذون دور العلم والعلماء وهناك في مجتمعاتنا كثير من الباحثين والمثقفين الذين يمتلكون القدرة على كشف حقيقة هؤلاء القتلة الذين أصبحوا كالذئاب الشرسة فيما نشروه وفيما أرادوه لنا ولشعبنا. * برأيك هل يجوز للمسلم أن يقف بجانب الغريب فيدخله إلى وطنه تحت أي شعار أو حجة.
** لا يجوز لأي إنسان يمتلك أدنى شرف أن يساوم على ذرة من ترابه فمن يبع جزأً من الأرض حتى ولو كان صغيراً فيدخل الغريب عليها بذلك يكون قد فقد مقومات الشرف والعرض وإن كان بالفعل صاحب نخوة ومروءة وحمية عليه أن يقاتل من أجل طرد كل من يدخل إلى أرضه وهذا ما بينه الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله:
(من قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون أرضه فهو شهيد ومن قتل دون عرضه فهو شهيد)
فيجب علينا أن نكون يداً واحدة ووطناً واحداً مترابطاً لأن الآخر المرتبط بالصهيونية هو طامع بنا وبحضارتنا وبمكوناتنا الأخلاقية والإنسانية الراقية.
* كنت في بلدك تحل مشاكل الكثيرين وتعمل على شد أواصر المحبة والتسامح بين الناس وكنت محبوباً ولم تؤذِ أحداً وكنت صاحب قاعدة شعبية عريضة لماذا خطفوك؟
** لقد خطفوني من أجل أن أتعامل معهم وأن أسير على سيرهم ومنهجهم وأكثر ما كانوا يتطلعون إليه أن أكون قاضياً في محاكمهم أبدل في كلام الله وأقضي لهم على نحو ما يرغبون وأبدل المعروف بالمنكر والمنكر بالمعروف فأبيت ورفضت ولو لم يكن الجيش حاضراً في الوقت المناسب لقضوا علي وعلى عدد من المثقفين والشعراء والأدباء الذين خطفوهم في الوقت ذاته.
فهم لا يمتلكون ثقافة ولا يمتلكون معرفة ولا أخلاقاً ودليل ذلك أنهم أول ما بدؤوا ضربه وتدميره هو المنشآت الثقافية والمستوصفات والدوائر التي تخص المجتمع والإنسان.
يذكر أن الدكتور نجيب معروف أستاذ في معهد الشام العالي وباحث في شؤون الدين الإسلامي من مؤلفاته:
1 - الدعاة والرعاة.
2 - وهذه قضيتنا.
3 - فكر الإمام علي.