التراث الأثري السوري..الوعي الحضاري الذي لا يتأثر بالهمجيات وتطاحن الجهل

التراث الأثري السوري..الوعي الحضاري الذي لا يتأثر بالهمجيات وتطاحن الجهل

ثقافة

الأربعاء، ٢٨ أكتوبر ٢٠١٥

الأزمنة| خاص
د. عفيف بهنسي واحد من المشتغلين في الكشف الأثري والتأريخ للمكتشفات منذ عقود من الزمن.. ولعله يتشابه مع التراكم المعلوماتي والمكتشفاتي من كثرة ما دوّن وجمع ومسح واستنبط..
في كتابه الجديد الصادر عن هيئة الكتاب في سورية يُلخص ويُبوب على عجل تواريخ الآثار السورية.. قد يكون كامرأة باذخة الجمال والمحاسن، لم يتسع لها زمن جمالها ومحاسنها، إلا أن تُلخص بالكحل حكي العينين المملوءتين بالأسرار والكيان والإدهاش.
ويتناقل عن المؤرخين الغربيين وعن سواهم من المؤرخين المشرقيين، ويحتكم إلى أسلوب السرد السريع والتلخيص، كما تفعل غابة باسقة الأشجار: أنها تشير إلى هواجس الأغصان ورغبات الشمس..
وقد يختلف الباحث الكبير د. عفيف بهنسي مع مؤرخ آثاري بديع الهموم والتأملات هو الدكتور أحمد داوود، الذي أقدم بجرأة وجسارة على تأليفات عديدة حول تاريخ سورية القديم.. وتميز هذا المؤرخ د. داوود بخروقاته الفهمية، إذ تعامل مع فقه التسميات والألقاب والتوصيفات الجغرافية والحضارية..
أحمد داوود أغنى أبحاثه بفطنة اللغة القديمة بكل تفرعاتها ولهجاتها واشتقاقاتها، فاستقامت لديه المعلومات والمبادرات الفهمية.. وتوضحت عنده المعالم الجغرافية والتاريخية والحضارية أكثر من الآخرين، لأنه تعاون مع حقيقة اللغة من أجل حقيقة التاريخ..
د. بهنسي يُقسم كتابه إلى فصل يخص التراث السوري وعلم الآثار، بعد مقدمة تخص الاستراتيجية الجغرافية..
الفصل الثاني تراث سورية خلال العصور الحجرية..
الفصل الثالث المكتشفات في عصر الإسرات. الرابع البحث عن العهد القديم في سورية. الخامس تراث الحواضر السورية. السادس جمالية التراث السوري القديم.  السابع تراث الساحل السوري. الثامن علم الآثار ونقد تاريخ العهد القديم وعناوين وعناوين.
كتاب قاموسي فيما يخص الآثار السورية، يستحق التحية والحب من القارئ.. والتقدير لهذا المؤرخ الآثاري د. عفيف بهنسي الذي تُقيم في عقله وخبرته خبرات الحجر والاكتشافات والنقوش.. ولا تتعبه السنوات، بل هو كالتاريخ يزداد رصانة وتماسكاً مع ازدياد عراقته وثباته ورسوخ علمه وفهمه.