أنتمي... دعم التراث الإنساني ومقومات السياحة في سورية

أنتمي... دعم التراث الإنساني ومقومات السياحة في سورية

ثقافة

الأحد، ٢٠ سبتمبر ٢٠١٥


ريم الحمش
منذ القدم كانت وما زالت سورية مهد التاريخ والحضارات والأديان على ساحلها وجدت الأبجدية الأولى في رأس شمرا, وأول نوتة موسيقية وكل بقعة من مساحة سورية وكل حجر فيها وكل تلة تكتنز ثروة أثرية تحكي تاريخاً مشرقاً يبقى شاهداً
حقيقياً على مدى عراقة هذه الأرض.
أنتمي إلى الإنسانية..أنتمي إلى مهد الحضارات..أنتمي إلى الأبجدية الأولى..أنتمي إلى أرض الأنبياء والأديان..أنتمي إلى المدن الأولى في البشرية..
تحت عنوان أنتمي..أطلقت وزارة السياحة مؤخراً مبادرة وطنية لدعم التراث الإنساني ومقومات السياحة السورية، بحضور شعبي ورسمي, وذلك في مبنى وزارة السياحة القديم الأثري بهدف إفساح المجال أمام المغتربين السوريين وغير السوريين من رجال أعمال ومواطنين عاديين ومؤسسات وشركات ومنظمات وفعاليات اغترابية، للتعبير عن دعمهم لوطنهم السوري مادياً.
وفي كلمة له أشار وزير السياحة المهندس بشر يازجي إلى أن فكرة المبادرة تحولت إلى مشروع جسدته منحوتة مدونة السلام التي طرحتها الوزارة كنموذج لتمثيل المبادرة لافتاً إلى أن المبادرة تطرح مجموعة من الأيقونات المنتمية للتراث السوري والإنساني برمزيتها كوسيلة وشكل من أشكال المساهمة بدعم التراث الإنساني ومقومات السياحة السورية بحوامل عدة كإعادة الترميم والبناء لمواقع أثرية وتراثية إلى جانب الترويج والتسويق لما يندرج تحت بند التراث الإنساني السوري.
فكرة المبادرة
 تقوم فكرة المبادرة على استثمار الرموز الوطنية والثقافية والروحية، عبر تصميم منحوتات فنية تراثية سياحية بعدة أشكال ذات دلالات تاريخية وتراثية وإنسانية ودينية تعكس الغنى التاريخي والحضاري لسورية وتحويل عوائدها المالية إلى خزينة الدولة ليعود ريعها للمصلحة العامة وذلك عبر حسابات خاصة، دعماً لصمود سورية الوطن الأم لكل إنسان في العالم واقتصادها الوطني تطرح في عدة دول بالخارج بالتنسيق مع السفارات والجاليات والمنظمات الصديقة من أجل اقتنائها من قبل المغتربين السوريين وغيرهم ويعود ريعها لدعم التراث الإنساني ومقومات السياحة في سورية.
وقد شكلت الأعمال النحتية التي نفذها كل من: النحات مصطفى علي, النحات عماد الدين كسحوت, والفنان بديع جحجاح بمجملها معرضاً فنياً غنياً ولاسيما, أنها اختيرت من قبل الباحث والناقد الأستاذ صلاح الدين محمد الذي شارك بمجموعة بوسترات معبرة ومؤثرة تبرز جماليات سورية والجوانب الحضارية والثقافية الممزوجة بالتجربة الإنسانية الثرية.
الفنان بديع جحجاح الذي عمل على تكوين الهوية البصرية لمشروع المبادرة من أفلام دعائية، بوسترات، صفحة الفيس، صفحة اليوتيوب, بروشورات توضيحية, صياغة شكل الاسم/ أنتمي/ برسوم مسمارية, وربطها مع اللغة الانكليزية بدلالات لونية تحكي عن المفهوم العالمي للحضارة، فاستطاع أن يحقق التلاؤم بين الأشكال وخلفياتها من خلال تبادل الأدوار بين مكونات الإعلان اللونية والعناصر الشكلية وخلق التوازن الهندسي بين المساحات, والاعتماد على الإثارة البصرية بانتقائية للألوان المثيرة للانتباه كالأصفر والزهري والأزرق بكافة التدرجات بعيداً عن أي تشويش بصري مستفيداً من التقانات المعاصرة في عالم الصورة والإعلان, مثبتاً وجوده أمام المتلقي بحرفية ومهارة فائقة.
بديع جحجاح مصمم غرافيك, خريج كلية الفنون الجميلة 1996, قسم الاتصالات البصرية, عضو اتحاد الفنانين التشكيليين, أستاذ مادة أسس التصميم في جامعة القلمون الخاصة, يدير مؤسسة بي جي لتصميم العلامات الفارقة [LOGO] وبناء الهوية البصرية والإعلان BJ ADVERTISING & LOGO CONCEPT ، معرض شخصي في صالة آرام 1993, شارك في عدة معارض جماعية.
الفنان عماد الدين كسحوت مدير الفنون الجميلة بدمشق نفذ لوحة فنية تمثل رقيماً
مسمارياً مكتشفاً في أرشيف القصر الملكي في موقع تل مرديخ الأثري مملكة إيبلا, لأقدم معاهدة سلام في التاريخ, وهي أول معاهدة سلام سياسية ودبلوماسية وتجارية وعسكرية وجنائية في تاريخ البشرية عرفت حتى الآن, وذلك بين مملكتي إيبلا وإبرسال في عام 2350ق.م – الأبعاد الأصلية 22,5×24سم, وعن ذلك يقول: الشعب العربي السوري أقدم شعب في العالم نادى بالسلام والصداقة والأخوة مع شعوب العالم الأخرى وسعى إلى إرساء أسس السلام وقواعده وإحلاله في سورية وفي الدول والممالك المجاورة منذ أقدم العصور.
شارك الفنان كسحوت خلال مسيرته الفنية بأعمال نحتية ضخمة جعلته من أهم النحاتين السوريين.
كذلك نفذ الفنان مصطفى علي أيقونة تمثل بلدة معلولا التاريخية عن ذلك يقول: معلولا .. التاريخ والهوية وهي بأديرتها وكنائسها جزء من التراث السوري وهويته وصلة وصل بين العصور السورية كافة موضحاً أن تحدث أهلها بلغتهم الآرامية يعطي صورة واضحة على استمرار العصور في المدينة من دون انقطاع.
الفنان النحات مصطفى علي من مواليد اللاذقية 1956, خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق بدرجة ممتاز 1979, خريج أكاديمية الفنون الجميلة كرارا إيطاليا 1996, شارك في العديد من المعارض الفردية والجماعية والدولية بدءاً من عام 1988, نال العديد من الجوائز, أعماله مقتناة في وزارة الثقافة, قصر الشعب, المتحف الوطني, من أبرز أعماله برج الذاكرة في معرض دمشق الدولي, بوابة سورية في أولمبياد البحر المتوسط باريس, إيطاليا.
مبادرة أنتمي هي الرسالة الإعلامية التي نقدمها للآخر ونتحاور معه من نحن ما هويتنا، وما خصوصيتنا والسمات الحضارية التي نتميز بها عن غيرنا ونختلف بها عن الآخرين، وعدم التراجع أمام قوى التكفير والتدمير، وسيبقى الإنسان السوري مصدر القيم ومنبع الحضارات, وقد أقدم عدد من المغتربين ورجال الأعمال بمجرد عرض الأيقونات على شرائها بغية المشاركة في دعم الاقتصاد الوطني ورفد الخزينة العامة.