أغافي... ملتقى النحت على الخشب

أغافي... ملتقى النحت على الخشب

ثقافة

السبت، ٥ سبتمبر ٢٠١٥

ريم الحمش
أقامت وزارة الثقافة مديرية الفنون الجميلة بالتعاون مع وزارة السياحة ملتقى أغافي للنحت على الخشب في حديقة المتحف الوطني باللاذقية, وذلك بمشاركة عشرة نحاتين لهم حضورهم على الساحة التشكيلية السورية, و ينتمون إلى أجيال وتجارب مختلفة, وهم: عماد الدين كسحوت, محمد بعجانو, مصطفى شخيص, أنس قطرميز, ياسر صبيح, هشام المليح، علي محمد سليمان, ربى كنج, أنطون إدلبي, ديما سليمان, بالفترة بين 16/8 ولغاية 28 /8/2015.
وجاء اختيار اسم أغافي للملتقى نسبة إلى الأسطورة القديمة التي تتحدث عن فتاة سورية قدمها أحد أباطرة الرومان قرباناً لإله الحرب زيوس.
عماد الدين كسحوت مدير الفنون الجميلة بدمشق قال: جاء هذا الملتقى الفني الذي هو ضمن الخطة الثقافية للوزارة لتنشيط الحركة الفنية التشكيلية في المحافظة ورفع الذائقة الجمالية والفنية لدى المتلقي والتواصل بين فناني المحافظات، ما ينعكس إيجاباً على الأساليب الفنية وتطويرها فالفن يبشر دائماً بعالم من القيم والمثل، ويطرح بديلاً جميلاً للواقع.
بأسلوبه النحتي الداعي لبث الجمال في أنفسنا نفذ كسحوت عمله الفني محاولاً دمج عناصر من الطبيعة مع جسد المرأة فالفنان دائماً ما يعطي فسحة تأملية يتخذ المتلقي من خلالها طرح الأسئلة الجمالية والإجابة عليها بصورة غير مباشرة بعيدة عن الحسابات الواقعية لما يمكن أن توجد عليه هذه الأشكال, والنحات عماد كسحوت قام بعدة نشاطات وشارك بأغلب المعارض التي تقوم بها وزارة الثقافة والدولة، صمم ونفذ جناح المنحوتات من الحضارة السورية القديمة في مدينة هانوفر الألمانية بمعرض اكسبوا 2000 وكان هذا العمل مستوحى من الحضارة السورية القديمة من سومرية وفينيقية وبابلية....الخ, أيضاً نفذ وصمم بانوراما ألف ليلة وليلة عبارة عن ستين تمثالاً بالحجم الطبيعي تجسّد فن الموسيقا في عصر ألف ليلة وليلة, ونفذ من وحي الحضارة التدمرية مسرحاً تدمرياً, بالإضافة إلى أعمال نصبية أخرى, شارك بملتقيات النحت في حلب,قلعة دمشق,الديماس, مشتى الحلو, جبلة, وآخرها مهرجان المحبة بالإضافة إلى الملتقى الدولي بمدينة المعارض وكان عضو لجنة في هذا الملتقى, كما شارك في أسبانيا في المونيكار بالملتقى الأول والثاني.
تميز عمل الفنان هشام المليح الفني الذي حمل اسم فانتازيا المستوحى من الأسطورة والخيال بروح الأنثى وجسدها الذي تكمن فيه أسرار الحركة والتكوين ومبادئ الامتلاء والفراغ كذلك عمل على إدخال عناصر من البيئة البحرية المحتضنة للملتقى فجاءت الحصى البحرية التي اختارها بأحجام متنوعة كإضافة السطح الخارجي فبرزت ملامح الاسم المختار للمنحوتة من خلال لمسات تشبه مرجان البحر أوضربات نراها على الصخر البحري,والنحات هشام المليح من مواليد عام 1983, خريج مركز وليد عزت عام 2005 ومركز أدهم اسماعيل عام 2007 وعضو اتحادي التشكيليين السوريين الفلسطينيين وله العديد من المعارض الجماعية والفردية داخل سورية وخارجها ومشاركات في ملتقيات نحتية محلية ويعمل مدرساً لمادة النحت في المركز التربوي للفنون الجميلة.
أما النحات ياسر صبيح فيحاول دائماً أن يظهر عمله, وهو متيقن من وضع وصنع طاقة فعالة من دون افتعال, وهو ما يزال في حالة حوار جدلي مع الكتلة, وقد جسد منحوتة حملت وجهين الأول دمعة حزن والآخر دمعة ألم حاول من خلالها أن يقدم رؤيته التعبيرية النابعة والملأة بإحساس الفنان الباحث عن خطاب جميل يهديه للمتلقي في تعامله مع هذه الكتل وبخاصة في إيجاد هذه المجموعة المميزة من الأعمال, والفنان النحات صبيح من مواليد 1965 مدينة اللاذقية, خريج جامعة دمشق كلية الفنون الجميلة قسم النحت, عضو مجلس اتحاد الفنانين التشكيليين في اللاذقية ومدرس سابق لدى وزارة التربية والتعليم العالي.
كذلك نفذ النحات محمد بعجانو منحوتته المشغولة بأناة وإتقان على شكل ملتقى للكائنات على الأرض سواء تلك التي تعيش في الماء أم في البر، فجعل رأسها حصاناً وجسمها أنثى وجذعها سمكة، مشيراً إلى أن الرموز في النحت كالموسيقا في العزف, والنحات محمد بعجانو من مواليد اللاذقية, خريج كلية الفنون الجميلة قسم النحت عام 1980, مدرّس لمادة الفنون في معهد إعداد المدرسين باللاذقية.
أما امرأة الفنان أنس قطرميز فوقفت جميلة طيبة تمازج فيها جمال الحياة المستقاة من جذع الشجرة وهدوئها وطيبها في جمال التكوين الإلهي لجسد المرأة المتماوج أنوثةً وإغراءً وعطاءً, أما النحاتة ديما سليمان فهي تشارك لأول مرة في هذا الملتقى فتحمل منحوتتها عنوان: الأنثى الأم, التي تحمل في تعابيرها الحب والعاطفة والحنان, وبكثير من الانسجام والتناغم قدم الفنان علي محمد سليمان عملاً فنياً اعتمد فيه على الخطوط المنحنية التي تشكل جسد أنثى ترقص على ايقاعات موسيقية, حيث اعتمد سليمان على خط الرسم الذي وجده قادراً على التعبير عن الحالات الإنسانية من فرح وحزن وانكسار, والنحات علي سليمان من مواليد عام 1958 حاصل على إجازة في هندسة الميكانيك ودرس النحت دراسة خاصة ومشارك في العديد من الملتقيات النحتية داخل سورية وخارجها وأحد مؤسسي مهرجان السنديان الثقافي في قرية الملاحة.