المانع: الحرب على سورية منبع للكتابة

المانع: الحرب على سورية منبع للكتابة

ثقافة

الثلاثاء، ٦ مارس ٢٠١٨

لم تتوقف الروائية والقاصة أماني المانع عن الكتابة طيلة سنوات الحرب على سورية فاستثمرت ثقافتها وموهبتها لصناعة أدب يعكس معاناة الإنسان السوري والمرأة تحديدا ليأتي نتاجها صدى لألم اجتماعي وإنساني توجته بروايتها الثالثة التي صدرت مؤخرا بعنوان “تيا يا أنت”.
 
ولرصد تجربة المانع الأدبية كان لسانا هذا الحوار معها.. كيف كانت رحلتك من القصة إلى الرواية ؟.
 
في بعض الأحيان نحن لا نسير إلى هذا الجنس الأدبي أو ذاك لكنه هو الذي يسير إلينا وفي أحيان أخرى نعتمد اختيار الجنس الأدبي بحجم ما تفيض به أفكارنا وما تتسع له أرض الورق والضرورة الإبداعية والقصة القصيرة تحد أدبي وجمالي يشبه لحظة الانفجار تحتاج لحساسية وتكثيف أما الرواية فهي تفرد نفسها على مهل ما يجعل تذكرها والتعلق بأبطالها أسهل من القصة.
 
والرواية فضاء رحب يتسع لكل مشاعرنا وأحلامنا وأفكارنا وتتميز بحيوية الاستجابة والقدرة على امتصاص تجاربنا واستيعابها بكل تفاصيلها ولها جوها الخاص القادر على جذب القارئ وتضيف إلى بعدها المحبب المشوق أبعادا سياسية وعلمية وسيسيولوجية قادرة على إرضاء العقل والقلب والذاكرة وفي إصداراتي الأخيرة تناولت أحداثا حبلى بالتفاصيل لذلك كانت الرواية البحر العظيم الذي صبت فيه روافد أفكاري.
 
من أين تستقين شخصيات أعمالك ؟.
 
على الكاتب أن تتقاطع على ورقه شخصيات وأحداث حقيقية مع مثيلات لها تولد في موقف خيالي لكنه في الواقع حقيقة وأعتقد أن خيالنا هو امتداد أو تغيير أو تمرد أو اكتمال لجزء نفتقده في الواقع لذا نلبس الشخصيات الخيالية تفاصيل شخصيات حقيقية.
 
كيف تجدين تعاطي النقاد مع الأدب بشكل عام ومع ما تكتبين ؟.
 
الأدب زاد للعقل و الروح وهذا الزاد بحاجة للانتقاء كي لا يحمل بين طياته سما قاتلا هكذا أرى دور النقد وكنت محظوظة بالأسماء القديرة من نقاد وأدباء وصحفيين وقراء نقدت أعمالي منذ الإصدار الأول داخل سورية وخارجها حتى ذاك النقد الثري الذي يأتي من إنسان بسيط يجعل من كلماتنا القادمة أجمل وأعمق وأبعد في تأثيرها.
 
لكننا بشكل عام نفتقد بشكل كبير للنقد المنصف والموضوعي وللنقاد الذين تربطهم علاقة بالنص لا بصاحبه ومصالحهم المشتركة معهم والقادرين على أن يكون معلمين ومرشدين مع استثناء من يستحقون التقدير.
 
هل أنت مع ظهور شخصية وأفكار الكاتب في نتاجه أم يجب أن يقصيها ؟.
 
الكاتب مهما تجرد من أناه و من ذاته فهو ينقل عبر بعض شخوصه مشاعره وأفكاره ووجهة نظره الشخصية أو لشخص يحاول أن يعرفه أو يفتقده أو يكونه والركيزة هنا أن تصل رسالة الكاتب للقارئ بعد أن يعطيها مساحة للتفكير ومحاكمة الذات والاستمتاع بالربط وملء الفراغ بوجوده الخاص سواء أكانت شخصية الكاتب حاضرة أم مقصاة عن النص.
 
المرأة هي الحاضر الأبرز في قصصك ورواياتك هل هذا التوجه عفوي أم أنك تتقصدين كتابة أدب يدافع عن الأنثى ويشرح قضاياها؟.
 
لا يمكن أن أنفصل أمام القلم عن كينونتي وطبيعتي الأنثوية وخاصة فيما يتعلق بأمور المجتمع وقضايا المرأة والحب والنفحات الإنسانية وكل أنثى هي أم تحمل رسالة حياة وأحيانا تتماهى المرأة البطلة بأشياء أخرى كالوطن وأحيانا يكون اسم هذه البطلة أو صفتها أو دورها تثمين لقيمة ووجود المرأة والأجمل أن تخلق الكاتبة علاقة قوية مع قارئاتها من خلال إحساسهن بتطابق التجربة حتى تقع عين الرجل القارئ على الأسرار الكبرى في قلب وعقل المرأة.
 
رواياتك الأخيرة كانت صدى للحرب على سورية برأيك هل من الصواب تناول هذه الحرب التي لم تنته بعد في الأدب ؟.
 
جحيم الحرب منبع للكتابة وللإبداع الأدبي وفي كل بيت حكاية تستحق أن تكتب داخل الوطن أو خارجه والعمل الأدبي ليس مطالبا بتقديم الحلول للواقع لكنه محاولة لاكتشاف الأسباب والبحث عن حلول وأي جنس أدبي لا بد أن يعبر عن جوهر يزيد من وعينا ويجعله أكثر قابلية ليصير أدبا محسوسا ومعاشا.
 
ما رأيك بالنتاج الأنثوي الأدبي الحالي وهل توافقين الرأي من يتحدث عن انفلاش نسائي على الكتابة وما تبريره برأيك؟.
 
لا شك أن هناك خلخلة وفجوات في الأدب بسبب بعض الكاتبات اللاتي أفرزتهن الشبكة العنكبوتية تأثرن بلغة وسائل التواصل الاجتماعي فضاعت لديهن الأجناس الأدبية وتداخلت وسقطت ومن أصبحت لديهن الكتابة عن الجسد هي فقط ما يمثل كتابة الذات الأنثوية إلا أن هناك أيضاً من كانت لديهن الخصوصية الذاتية المتعلقة والمحترمة لخصوصية اللغة والوعي بالذات و ما يضيفه الطرح المؤنث داخل النص وخارجه.
 
وهناك انفلاش ملحوظ وكل ما نحتاجه هو دور نشر ومؤسسات ثقافية تقرر بعدل وحق هل هذا الإصدار يستحق النشر والتداول وهل يستحق كاتبه مسمى شاعر أو كاتب إضافة لضرورة انسجام الرقابة والنقد للأدب النسوي مع النقد للأدب بشكل عام.
 
محمد خالد الخضر