التهاب فقار لاصق (أو المقسط)

التهاب فقار لاصق (أو المقسط)

الأزمنة

الخميس، ٢٨ أبريل ٢٠١١

مرض التهاب فقار لاصق هو أحد الأمراض الالتهابية المزمنة التي تصيب المفاصل وأوتار العضلات والأربطة عند اتصالها بالعظم. وهو يصيب بالدرجة الأولى المفاصل التي تشمل العمود الفقري والمفاصل الحرقفية العجزية. وقد يشمل المفاصل بالأطراف.
نسبة الإصابة 1.4% من السكان. وتصل الإصابة إلى الذروة العمرية من 15 إلى 30سنة. والذكور أكثر إصابة بثلاث مرات من الإناث.
بالرغم من أن أسبابه لا تزال غير معروفة..
الدكتور محمد فريز مسلماني الاختصاصي بأمراض العظام والمفاصل وجراحتها سيحدثنا عن مراحل هذا المرض وكيفية تطوره..
* مراحل المرض؟
- التهاب مواضع التصاق الأربطة والأوتار بالعظم هو العملية المرضية الأولى ويليه نمو عظم تفاعلي وتكلس خارج العظم، ويحدث هذا النمو العظمي أماكن الْتهاب أي على الأربطة والأوتار والمفاصل. يزداد النمو مع كل نوبة جديدة وينتهي بحدوث ما يسمى بالقسط.
ويترافق المرض مع مشاكل خارج العظم والمفاصل مثل العين والقلب والرئة والأمعاء.
* وما هي الأسباب؟
- أسبابه وكيفية تطوره لا تزال غير معروفة. إلا إنه مثل كل الأمراض الروماتيزمية، فإنه يكون مصحوباً باضطراب في الجهاز المناعي. كذلك فإنه قد يظهر مصاحباً لالتهابات أخرى تحدث في أجزاء مختلفة من الجسم مثل الجهاز الهضمي البولي التناسلي أو الجلد.
* وما دور الوراثة في الإصابة بهذا المرض؟
- 90% من الحالات تعود إلى الوراثة حيث يوجد عند عدد كبير من المرضى المصابين عامل وراثي على الكريات البيضاء HLAB27 وهي مميزة للمرض. لكن وجود المورثة وحدها غير كاف لحدوث المرض أو تطوره، والمتفق عليه أن هذا المرض هو نتاج تفاعل أكثر من سبب وبمعنى آخر يحدث هذا المرض بين الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي (يحملون المورثة HLAB27) حال تعرضهم لبعض العوامل البيئية، وهي غالباً ما تكون ميكروبات.
* ما هي أشهر أنواع الجراثيم المصاحبة لهذا المرض؟
- كثيرة.. مثل السالمونيلا، الشيغللا، اليريسينيا، كامبيلوباكتر، كلاميديا. وقد تكون هذه الميكروبات الشرارة التي تشعل فتيل المرض وظهور أعراضه.
* والأعراض؟
- التهاب المفاصل: إصابة المفاصل الفقرية عند البالغين. بينما في أعمار العشرات والعشرينات الشائع إصابة المفاصل الكبيرة للأطراف.
المريض عادة يصف البداية المتدرجة للألم أسفل الظهر على مدى ثلاث سنوات والألم يمكن وصفه كالآتي:
 - شديد في الصباح ويتحسن أثناء النوم.
 - يتحسن مع النشاط ويزيد بالراحة.
 - يكون للألم نمط متصاعد تدريجياً من الأسفل إلى الأعلى بالعمود الفقري.
 - المريض قد يصف ألماً وتيبساً بالأضلاع.
- التهـاب الأوتــار: خاصة مكـان التصاقهـا بالعظم ويشعر المريض بالألم والتورم.
- التهاب المفاصل الحرقفية العجزية: يقع في مؤخرة عظام الحوض أسفل الظهر مكان التقاء آخر عظام العمود الفقري مع عظام الحوض. تظهر أعراض هذا الالتهاب بعد خمس إلى عشر سنوات، ويتطور المرض إلى درجة تعظم الأربطة الواصلة بين الفقرات مما يؤدي إلى تكوّن نتوءات عظمية تصل ما بين الفقرات مكونة صورة تشبه شجر البامبو.
- تأثر العين: التهاب الجزء الأمامي من العين مما يسبب احمراراً وألماً بالعين ويتطلب استشارة الطبيب الاختصاصي.
- تأثر الجلد: تظهر أعراض جلدية مصاحبة لالتهاب الفقار مثل مرض الصدفية، وهو مرض جلدي يسبب ظهور قشور جلدية خاصة عند المرفق والركبة.
- تأثر الجهاز الهضمي: قد تظهر أعراض هضمية مرافقة مثل داء كرون والتهاب قولون قرحي.
* وما هي الفحوصات المخبرية اللازمة؟
- هناك فحوصات مخبرية متعددة مثل:
 - كشف الخلل المناعي الموجود على الكريات البيض HLAB27 وهو يساعد
 في توجيه التشخيص، يظهر هذا العامل عند 20% من الأشخاص الطبيعيين
 مما يعنـي أن هذا العامل وحده بدون الأعراض المميـزة لا يكفـي لتشــخيص المرض.
- كشف خلل مناعي: أضداد النوى، عامل رثواني
- ارتفاع قيمة البروتين التفاعلي CRP
- ارتفاع فوسفاتاز قلوية
* وهل يوجد فحوصات شعاعية؟
- طبعاً.. هناك الأشعة البسيطة على الحوض التي تبين التهاب أو اندماج المفصل الحرقفي العجزي. والأشعة البسيطة على العمود الفقري لتبيان حدوث تعظم أربطة النخاع واندماج وتكلّس المفاصل بين الفقرات ووجود نتوءات عظمية بين الفقرات التي تصل الفقرات مع بعضها لتعطي منظر عمود الخيزران.


* وهل هناك علاج شاف للمرض؟
- لا يوجد علاج ناجع شاف للمرض حتى الآن، حيث أن أسباب الحدوث لا تزال غير معروفة. العلاج المتوفر حالياً مفيد جداً للسيطرة على المرض وإيقاف تأثيراته المخربّة.
* وما هو العلاج اللازم؟
- العلاج دوائي وجراحي وطبيعي. فالعلاج الدوائي هو بمضادات الالتهاب غير الستيروئيدية التي تساعد في تحسن الحالة العامة والأعراض، وحقن المفاصل بالكورتيزون. إعطاء مركبات مثبطة للمناعة مثل سلفاسالازين وميتوتركسات، والتي يظهر تأثيرها بعد عدة أسابيع. والعلاج الحيوي كمضاد عامل منخر للورم (TNF ANTI (، والكورتيزون.
والعلاج الطبيعي وهو الفيزيائي الذي يلعب دوراً مهماً، ويفضل في بدء العلاج وبصورة منتظمة للحفاظ على مدى حركة المفصل وقوة العضلات، ومنها عضلات التنفس، فتمارين التنفس لها أهمية في منع توقف حركة جدار الصدر. ومنها النوم على فراش قاسي ومخدة صغيرة.
أما العلاج الجراحي فنلجأ إليه في حال خلع الفقرات الرقبية.، وعلاج كسور الفقرات.
* ذكرت العلاج الدوائي.. ما هي الآثار الجانبية لما ذكرت من أدوية؟
- بالنسبة لمضادات الالتهاب غير الستيروئيدية: الآثار الهضمية هي الأشهَر، لذلك ينصح بتناولها مع الطعام. كذلك قد تسبب هذه الأدوية ارتفاع أنزيمات الكبد وانخفاض عدد الكريات البيض أو ظهور طفح جلدي.
أما مثبطات المناعة: فتسبب أعراضاً هضمية (ارتفاع خمائر الكبد)، وينصح بإعطاء مركبات حمض الفوليك معها لتخفيف الآثار.
والكورتيزون: يسبب الهشاشة العظمية والسمنة.

* وكم يستغرق العلاج؟
- ينصح باستعمال العلاج طالما الأعراض مستمرة، ولا يمكن التكهّن بمدة نشاط المرض وفي حال الاستجابة ينصح بإيقاف الدواء ولكن بشكل تدريجي.
* ذكرت وجود نمط يصيب الأطفال.. بماذا يختلف النمط الذي يصيب الصغار عن النمط الذي يصيب الكبار؟
- يتفق عند الكبار والصغار من حيث الأسباب والأعراض والتشخيص، ويختلف بمكان الإصابة فقط. فنمط الكبار يصيب محور الجسم أي يصيب مفاصل وأربطة العمود الفقري ومنطقة الحوض، وأحياناً الأضلاع، ونادراً ما يصيب مفاصل الأطراف. بينما نمط الأطفال يصيب أولاً مفاصل الأطراف الكبيرة، وأحياناً يصيب المفاصل المركزية بالجسم.
* هل يمكن إعطاء اللقاحات؟
- بما أن معظم الأطفال يتلقون علاجات بمضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، فإنه يمكن للطفل أن يأخذ التطعيمات المقررة بصورة طبيعية. أما إذا كان العلاج بالكورتيزون أو بمركبات مثبطات المناعة أو بمضادات T.N.F. فإن إعطاء لقاح فيروسات مضعفة كالحصبة الألمانية وشلل الأطفال فيجب تأجيلها لتفادي احتمالية انتشار الالتهاب نتيجة انخفاض المناعة. أما التطعيمات التي لا تحتوي على فيروسات حيّة مثل الدفتريا والكبد فيمكن للطفل أن يأخذها.
* هل هناك استشارات طبية؟
- المرضى الذين يشكون من ألم بالعين وتغيّر الرؤية أو زيادة إفراز الدمع فيجب أن يطلبوا الاستشارة العينية، لكشف التهاب القزحية أو العدسة. وأما في حال وجود ألم صدري فيحتاج إلى الاستشارة القلبية والصدرية لكشف تليف الرئة أو الإصابة الأبهرية.أما الاستشارة العصبية فتكون عند حدوث عجز عصبي أو رض على النخاع. والاستشارة الهضمية فتكون في حال وجود داء كرون أو التهاب قولون قرحي.

 وفا ء حيدر